التوأم حسن والكاهن والوريث - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 6:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التوأم حسن والكاهن والوريث

نشر فى : الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 10:56 ص | آخر تحديث : الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 10:56 ص

 يا إلهى.. أسبوعان كاملان مرا دون خبر عن توقيعات تأييد جمال مبارك، لكن لأن الله لطيف بعباده ولم يشأ أن يحرمهم من متعة مشاهدة سيرك التوقيعات فقد نشرت الزميلة «الفجر» إعلانا تسجيليا يزف بشرى توقيع توأم الكرة المصرية حسام وإبراهيم حسن ومعهما الأنبا سمعان كاهن كنيسة سمعان الخراز بالمقطم على بيان تأييد حملة جمال مبارك.

ويحسب للزميلة «الفجر» أنها تعاملت مع القصة على أنها إعلان ترويجى دعائى وليست مادة صحفية جادة، خصوصا أن الخبر قديم ومعروف وتناوله المعلقون ركلا بالأقلام، لكن ما يلفت النظر أن أولئك المتحمسين لترشيح جمال مبارك وهم فرق كثيرة متنافسة غيروا من تكتيكاتهم مع انصراف وسائل الإعلام بعد أن باخت الحكاية وماعت وتحولت بمرور الوقت إلى نكتة.. وبعد أن كان معظمهم يعتبر نفسه تعبيرا عن روح شعبية تواقة لأن يكون ابن الرئيس رئيسا للجمهورية، ومن ثم فلا دعم ولا سند ماديا لهم من الحزب أو من المتشيعين له، ها هم الآن ينكشفون إعلانيا، ويظهرون للكافة أن لديهم من المال ما يجعل «شغلانة» دعم جمال مبارك مشروعا مضمونا يستحق أن يستثمروا فيه ويكلفوا أنفسهم فواتير إعلانات على مساحات كبيرة.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، خصوصا أن القائم على حملة التوقيعات هو مرشح الفئات بدائرة منشية ناصر والجمالية، وإذا أضفت إلى ذلك أن الصور المرفقة مع الإعلان تضم مرشح العمال أيضا جالسا على منضدة بينما الكاهن يوقع أمامه، فإن المسألة تكون قد وضحت تماما، بمعنى أنه توريث وأشياء أخرى، فمن ناحية يعلن المرشحون ولاءهم لجمال مبارك وتطوعهم فى حملات ترشيحه لحكم مصر، ومن ناحية أخرى يوجهون رسالة إلى الجمهور بأنهم مرشحو الرئيس المحتمل وأتباعه الأوفياء ومن ثم من كان معهم فهو من الفرقة الناجية.

أما عن وجود التوأم فهو شىء لزوم الشىء، إذ ربما تصور أصحاب الحملة أنهما بما لهما من شعبية كروية طاغية قد يعطيان زخما وبعضا من المصداقية، سواء على مستوى توقيعات جمال، أو من ناحية انتخابات مجلس الشعب المقبلة، مع ملاحظة أن النجمين لا علاقة لهما بالدائرة على الإطلاق.. ولم نسمع أنهما مفكران سياسيان من الوزن الثقيل.

ويبقى أن القصة من أولها إلى منتهاها تجسيد لحالة العبث التى تلف الجميع، منذ أن انتشرت بوتيكات ترشيح جمال مبارك انتشار أكشاك الموبايل فى هشيم الشارع المصرى.

وائل قنديل كاتب صحفي