لم يسدل الستار بعد - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 7:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم يسدل الستار بعد

نشر فى : الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 - 8:40 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 - 8:40 ص

العجلة دارت بالفعل ولن يستطيع أحد أن يعيدها إلى الوراء أو أن يعكس حركة دورانها.. نعم يمكن للبعض أن يبطئ سرعتها لكنه أبدا لن يوقفها.. ووحده العاجز ومثله الفاشل من يستولى عليه يأس أو يصده إحباط.. ملخص تعليقى على حكم قضية القرن!

الثورة نجحت يوم أن أزالت طاغية من فوق عرشه وكان الناس يحسبون لفرط سيطرته وجبروته أن لا سبيل إلى القصاص منه فى الدنيا.. الثورة نجحت يوم أن اضطرت الكبار إلى التضحية ببعضهم البعض.. الثورة نجحت يوم أن صار الشعب لاعبا أساسيا يسمع صوته ويحسب حساب غضبه.

منذ الثامن والعشرين من يناير 2011 وحتى لحظة التنحى وتراكم ردود الفعل الشعبية العفوية هو اللاعب الرئيسى فى تطور الأحداث، وليس لفصيل أو جهة مهما عظم شأنها أن تدعى توجيها أو حماية أو حتى مؤازرة لهذه الثورة.. يتحدثون عن مؤامرات خارجية.. يمكننا تفهم أن أطرافا خارجية أرادت أن تستفيد من الفوضى الجزئية لمصلحتها بلا شك، لكن ان تكون هى المحرك الرئيسى وهى المفجر الفعلى لثورة الغضب المختزن فهيهات هيهات أن نصدق!

الذين لعنوا ثورة يناير وأزروا بها وشهروا بأبنائها إما منتفع حرمته الثورة من امتيازات لم تكن له.. أو مسكين تضرر من آثارها السلبية ولم تكن له قضية أو رسالة تسليه عما أصابه.. أو مخدوع غرر به إعلام يساومه على أمنه واستقراره.. أو مأجور يبيع قلمه وصوته لمن يدفع أكثر.. والعاقل وحده من يفرق بين دوافع هؤلاء جميعا.

والجيش يوم أن انحاز لثورة الخامس والعشرين فعل ذلك لأن قياداته أدركت الحقيقة بسرعة.. أدركت أن مبارك نفسه لم يعد يحكم بل مجموعات غير متجانسة من أصحاب المصالح غير المشروعة، أدركت أن مبارك صار خطرا على بقاء الدولة نفسها.. أدركت أن السوس قد نخر بالفعل فى أركان نظام مبارك ولم يبق منه إلا هيكل فارغ يرتكز على الخوف والرهبة.. لذا كان القرار حاسما وماضيا تماما كما كان يوم الثالث من يوليو.

ليس ذنبا لثورة يناير ولا لجيلها تتابع الظروف السيئة علينا وعلى من سبقنا أو لحقنا فى سلسلة الربيع العربى، وليس ذنب الشباب الحالم أن أجيال آبائهم وأجدادهم لم تستوعب صدق طموحاتهم وعدالة قضيتهم، وكذلك ليس ذنبا للبسطاء والمخدوعين والكادحين والضعفاء أنا لا نجيد قيادة التغيير!

الفارق شاسع جدا بين الرغبة فى التغيير وهى المتوافرة عند أغلب أبناء هذا الجيل على اختلاف انتماءاتهم وبين تحويل هذه الرغبة إلى إدارة متكاملة للتغيير تحتاج إلى امتزاج المعرفة بالصبر بالخبرة بالمرونة وقبل كل ذلك الرؤية التى تستشرف الهدف النهائى من التغيير