الرابحون - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرابحون

نشر فى : الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 - 7:40 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 - 7:40 ص

فى المهرجان القومى للسينما، ذهبت الجوائز إلى مستحقيها، معبرة عن انحياز واضح، محمود ومحترم، للأجمل والأجدى والأعمق.. ثلاثة أفلام حظيت، عن جدارة، بتقديرات رفيعة: «واحد صحيح» نال جائزة الإنتاج الثالثة، مدعوما بجائزة إخراج العمل الأول لمخرجه الواعد، هادى الباجورى، وأخرى لأفضل دور ثان، نساء، لرانيا يوسف.. الفيلم من إنتاج عائلة السبكى، المكونة من أسرتين معنويتين، إحداهما تتجه، بحماس، إلى ما اصطلح عليه باسم «السينما التجارية»، التى لا تقيم وزنا للقيم الفكرية والفنية، والثانية، على النقيض من الأولى، ترنو إلى تحقيق الأعمال المتميزة، مضمونا وشكلا، مثل «الفرح» و«ساعة ونص»، و«واحد صحيح»، الذى قد لا تصل نفاذ رؤيته للواقع إلى الأغوار التى وصل إليها «الفرح» و«ساعة ونص»، ذلك أنه يدور حول رجل يضنيه عشق النساء، ناجح فى مهنته كمهندس ديكور، أنيق فى ملبسه وثرى وجذاب «هانى سلامة»، وهو فى هذا لا يمثل إلا نفسه. لكن يبدو أن لجنة التحكيم وجدت فى الجوانب النفسية لحبيباته، المرصودة بخبرة ودراية، أمرا يستحق الإشادة، فضلا عما يتمتع به العمل من نفحة حداثة، فى إضاءة متغيرة الألوان، وديكورات لافتة للنظر، ومونتاج متدفق، سريع الإيقاع.

قد يرى البعض، مثلى، أن «بنتين من مصر» أولى بهذه الجائزة، فهو الأعمق، والأشمل، فى مصريته، ويثير، بوعى، قضية تأخر سن زواج بناتنا، وينتقد ــ بروح مشبوبة بالتعاطف معهن ــ ممارسات الغبن ضدهن.. لكن لجنة التحكيم، أرضتنا، بمنح الفيلم عدة جوائز ثمينة: السيناريو الذى حظى به المخرج الموهوب، محمد أمين. والتمثيل لزينة، والصوت لعلاء الكاشف.

ذهبت جائزة الإنتاج الثانية لـ«عسل اسود» الذى فاز مونتيره، خالد مرعى ــ وهو مخرجه فى ذات الوقت ــ بجائزة المونتاج. الفيلم، بطولة أحمد حلمى، كوميديا اجتماعية مرهفة، تتلمس، بعيون العائد من الخارج، مصرى سيد العربى، ما حدث فى الوطن من تغيرات. الانتقادات هنا، صادقة وصحيحة، تأتى من دون كراهية أو تجريح، بل من باب المحبة، وفى ذات الوقت، لا يفوته الاحتفاء بالجوانب الايجابية للمصريين، والتى لم تفقد حضورها الأثير، برغم المتاعب والعواصف.

أما الجائزة الكبرى، أو الأولى، فإنها لم يكن من الممكن أن تذهب إلا لـ«رسائل البحر»، مصحوبة بجوائز التمثيل، دور أول لآسر ياسين، ودور ثان لمحمد لطفى، والتصوير لأحمد مرسى، والإخراج لداوود عبدالسيد، وأظن أن اللجنة، حين أعادت مشاهدته، بعد ثلاثة أعوام من عرضه، وجدت أنه يتعرض، على نحو ما، لمصر «2013»، فالعاصفة الهوجاء التى تهب على الإسكندرية، واقعيا، الان، تعصف بالوطن كله، تخلف آثارها على الناس جميعا، شأنهم فى هذا شأن كل بطل من أبطال الفيلم، حيث يعانى من الحيرة، وانعدام اليقين، والذاكرة المهددة، وخداع طوق النجاة، ممثلا فى حبيبة مخادعة، مقهورة، أو قارب يترنح وسط أمواج عاتية، أو رسائل غامضة.. إنه فيلم يوحى أكثر مما يصرح، مكثف، مشغول بدقة الإبداع الذى تتسم به أعمال داوود عبدالسيد.. هكذا، إنحازت اللجنة، للأجمل، والأجدى، والأعمق.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات