أوراق بنما - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوراق بنما

نشر فى : الإثنين 4 أبريل 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 4 أبريل 2016 - 10:10 م
مستشار أمنى لحاكم مستبد: هذه الصحيفة الألمانية تتآمر علينا. كيف حصلت على كل هذه المعلومات؟ كيف يسمح مكتب المحاماة موساك فونسيكا بتسريبات كهذه؟ سمعة الحاكم المفدى تشوه عالميا، هذا هو ما يعنينا الآن. لا خوف من ملاحقات قانونية داخل حدودنا، فنظم التقاضى وشبكات الإعلام تحت سيطرتنا، والمؤسسات الدينية تقنع البسطاء بنزاهة الحاكم وطهارة يديه هو ومن حوله، والأجهزة الأمنية ستسكت كل صوت معارض يحاول إثارة الأمر. لدينا أيضا مئات الشركات السرية ومئات الحسابات السرية فى أماكن أخرى، بنما ليست نهاية المطاف. التشويه العالمى هو مشكلتنا.

مستشار رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا: دعك من التشويه العالمى، فإن شئت الصراحة ليس استبدادكم أو فسادكم بخاف على أحد. أنتم فى وضع أفضل منا بكثير. نحن نتوقع ملاحقات قانونية عاجلة تتعلق بالتهرب الضريبى وتأسيس شركات سرية والتورط فى تحويلات بنكية سرية، وربما اضطر رئيس الوزراء إلى تقديم استقالته. عندها سنصبح جميعا كبش الفداء الجديد لنظامنا السياسى الملتزم بالشفافية وسيادة القانون.

رجل أعمال يتعاون مع حكام فاسدين وشبكات للجريمة المنظمة وعصابات إرهاب: لا أجد سببا لكل هذا القلق. فالأموال التى هربت عن طريق الشركات السرية والتحويلات التى قامت بها البنوك التى نمولها تغيرت مساراتها عشرات المرات، وهى الآن فى مرافئ آمنة. ولدينا العديد من الشركات والبنوك على امتداد العالم لتدوير أموال شبكات تهريب المخدرات والدعارة وتجارة السلاح والإتجار فى البشر، ولتمويل أعمال الإرهاب. وإذا كان التشويه العالمى يقلقكم، فلنبعد أنظار الرأى العام والإعلام عنا بتفجير إرهابى جديد.

مسئول علاقات عامة يعمل لدى لاعب كرة قدم متورط فى التهرب الضريبى وتأسيس شركات سرية: لن يفيدنا كل هذا. التسريبات من مكتب المحاماة البنمى تدفعنا إلى حافة الهاوية. نحن نلاحق بالفعل قانونيا، وسيصعب جدا حمل السلطات القضائية على الاقتناع بتورطنا المحدود فى التهرب الضريبى بعد كارثة موساك فونسيكا أو مطالبتها بقبول التعويض المالى والتوقف عن تعقبنا القانونى. خلال الساعات الماضية، تلقيت مئات المكالمات والرسائل للتعليق على الأمر. وليس لدى سوى الصمت.

مسئول علاقات عامة لمستبدين آخرين: أقترح أن نبدأ عملنا لاحتواء ضرر أوراق بنما فى موضع مختلف تماما. لنطلق حملة تسريبات مضادة ضد الصحفيين المعنيين بتحليل بيانات موساك فونسيكا لكى نشكك فيهم الرأى العام العالمى. بالقطع، يمكن التشويش على فضائح فسادنا باتهام من اكتشف فسادنا بالفساد الأخلاقى والمالى، ويسهل علينا جدا تدبير مكالمات ورسائل ووثائق ضد أولئك الصحفيين وترويجها إعلاميا لتشويههم. جربنا ذلك مرارا، والنتائج فى منطقتنا دوما ما جاءت مبهرة. دعونا نقود هذه المرة، فالتسريبات لعبتنا.
عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات