بداية غير موفقة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 12:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بداية غير موفقة

نشر فى : الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 10:40 م | آخر تحديث : الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 10:40 م
استهل مجلس النواب دور الانعقاد الجديد بإرسال برقية شكر وتأييد للرئيس عبدالفتاح السيسى وهى خطوة رغم أنها برتوكولية غالبا، تفتح بابا للجدل، بسبب تزامنها مع انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية التى يخوضها الرئيس السيسى للفوز بفترة حكم جديدة، وينافسه فيها مرشحون لأحزاب ممثلة فى البرلمان.

وقال المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، إن عدد كبير من النواب طلبوا توجيه البرقية، ووافقت الأغلبية عليها عند طرحها للتصويت.

وتبدأ البرقية بالقول «إن مجلس النواب وهو يبدأ دور انعقاده الرابع من الفصل التشريعى الثانى يتقدم إلى سيادتكم بخالص التقدير والعرفان على ما تبذلونه من جهود مخلصة على جميع المستويات لمصلحة هذا الوطن.. ويؤكد مجلس النواب دعمه الكامل وتأييده لمسيرة العمل الوطنى التى بدأتموها منذ عشر سنوات على مختلف الأصعدة، الداخلية، الإقليمية، والعالمية» لذلك فهي تنطوى على مشكلة بالغة للانتخابات الرئاسية التى قال الرئيس السيسى نفسه إنه يريدها تعددية وتنافسية، ودعا الشعب إلى اختيار أى منافس آخر إذا كان يريد التغيير.

فالبرقية البرلمانية حملت اسم مجلس النواب وجاءت الموافقة عليها دون طرحها للنقاش وبالتالي لم تتح أي فرصة للرفض أو حتى التحفظ عليها، من جانب الأحزاب التى لها مرشحون فى السباق الرئاسى وهو ما يمكن أن يعطي انطباعا بأن هذه الأحزاب تؤيد وتدعم المرشح الرئيس عبدالفتاح السيسى التى قررت منافسته فى الانتخابات، حتى وإن لم يكن نواب هذه الأحزاب قد صوتوا لصالح إرسال البرقية.

لذلك فالبرقية تنطوي على حرج واضح أحزاب الشعب الجمهورى صاحب ثانى أكبر كتلة برلمانية فى مجلس النواب والذي سيخوض رئيسه حازم عمر سباق الرئاسة، والوفد صاحب ثالث أكبر كتلة برلمانية فى المجلس والذى سيخوض رئيسه عبدالسند يمامة الانتخابات الرئاسية، وكذلك الحزب المصرى الديمقراطى الذى يعتزم ترشيح فريد زهران فى انتخابات الرئاسة.

فهذه الأحزاب إما تلتزم الصمت على توجيه البرقية، فيتصور الناس أنها توافق عليها وعلى ما فيها من دعم وتأييد للرئيس المرشح في الانتخابات، أو تصدر بيانات تعلن فيها أن نوابها لم يصوتوا لصالح إرسال البرقية، حفاظا على مصداقية مرشحيها في سباق الانتخابات.

لكن يبدو أن كل الدعوات التى طالبت بالجدية فى الترشح وخوض معركة الانتخابات أمام الرئيس المرشح حرصا على صورة مصر وشعبها أمام دول العالم لم تجد أى صدى سواء لدى الحكومة ولدى الأحزاب التى قررت المشاركة فى الانتخابات وادعت أن مشاركتها لن تكون مجرد ديكور ومرشحيها لن يكونوا مجرد كومبارس فى مسرحية انتخابية معروفة نتائجها سلفا. فعندما تبدأ معركة الانتخابات ببرقية شكر وتأييد من مجلس النواب للرئيس المرشح، فإننا نفتح الباب أمام التشكيك فى جدية الانتخابات والأحزاب والمرشحين لأن الأصل فى المنافسة الانتخابية هو أن يحاول كل مرشح إقناع الناخبين بالتصويت له، مرة بعرض ما لديه من أفكار وسياسات تختلف عما يطرحه المنافسون الآخرون، ومرة بإظهار نقاط الضعف والقصور لدى هؤلاء المنافسين حتى لو كان أحدهم هو الموجود فى السلطة.

أما حين تكون الأحزاب التى تدفع بمرشحين فى انتخابات الرئاسة، مؤيدة أو حتى موافقة على سياسات الرئيس المرشح وخياراته وتقدر له انجازاته، فعليها إعلان انضمامها إلى حملته كما فعلت أحزاب أخرى مثل مستقبل وطن وحماة وطن والمصريين الأحرار وهو اختيار سياسى لا غبار عليه تماما.
التعليقات