توضأوا بالدم - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

توضأوا بالدم

نشر فى : الجمعة 5 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 يوليه 2013 - 8:00 ص

ازرع بين الناس الكراهية وقسم الشعب إلى فصائل وطوائف، وزع صكوك الوطنية على الجميع فمن عارضك خائن وعميل ومأجور ومن إنقاد لك وتبعك وطنىّ غيور، قم بشحن المشاعر وهيّج القلوب والعقول، أخبر المساكين أن دينهم فى خطر وأن المخالفين لك هم أعداء الدين ومبغضوه الذين يريدون هدم الدين، أطلق النفير العام للجهاد ضد هؤلاء الخونة الكافرين، حث الشباب على الاستشهاد فى مواجهة أبناء شعبهم، مارس الكذب وتجاهل الواقع وازدرى الجماهير الغاضبة وهون من حجمها وتأثيرها، قل إن الملايين عدة آلاف وأن الآلاف عدة مئات وأن المئات بضع عشرات!

 

تقمص دور الضحية وابك الدماء التى سالت وتاجر بها، لا يهمك أن هؤلاء الأبرياء الذين فقدوا حياتهم قد فقدوها بسبب فشلك وعجزك وعنادك وحمقك، قل لأنصارك أن هذا جزء من المؤامرة الكبرى التى نسجها خيالك، هذه المؤامرة الكونية التى تستهدف الدين والجماعة والدولة والشرعية.

 

نعم الشرعية تلك الكلمة التى ابتذلتها وأصبحت تلوكها فى كل مشهد وأنت تعتقد أنها حاجز صد تحتمى خلفه من مسئوليتك عن إراقة الدماء، إذا لم تكن ترى أن حشدك لهؤلاء الأبرياء لمواجهة الشعب جريمة فإن عجزك وفشلك من أن تمنع قتلهم أو حتى تلاحق وتكشف من قتلهم هو أيضا جزء من جريمتك ومأساتك.

 

لا يعنيك شعب يمضى لاقتتال تزهق فيه الأرواح فالأهم عندك بقاؤك فى السلطة وحفاظك على الكرسى الذى يهتز من تحتك، لم تسئ إلى نفسك فقط بل إلى الدين الذى يتبرئ من أفعالك وأنت العابث بحرمة الدماء وقدسية أرواح البشر.

 

●●●

تتوضأون وتقفون بين يدى الخالق تدعون على معارضيكم بالهلاك وتقولون اللهم اقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا فلا ندرى هل توضأتم بالماء أم الدم. تبكون من عيونكم وترفعون أصواتكم بالتضرع والابتهال بالنصر!! نعم تريدون نصرا على الشعب الذى انفصلتم عنه وجعلتموه عدوا لكم وتتهدج الأصوات وأنتم تتخيلون أنكم على الحق وما سواكم على الباطل وكأن ما قاله رب العالمين ينطبق عليكم بالكامل (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

 

هل نصرتم الدين الآن؟ هل أقمتم شرع الله؟ هل حببتم الناس فى دين الله وشريعته أم أبغضتموهم وجعلتموهم يقولون أبعدوا الدين عن السياسة للأبد فقد لوثتم الدين وأفسدتم السياسة.

 

آه مما ينتظركم يا من غيبتم العقول باسم الدين آه مما ستلاقونه عند الله حين يسألكم عن كل قطرة دم سالت بلا ثمن إلا طمعا فى منصب وسلطة زائلة. قضيتم على مستقبلكم وأجهزتم على مشروعكم وأصبحتم منبوذين من شعب مسالم متسامح لن يستطيع أن يسامح مرة أخرى أو ينسى ما اقترفت أيديكم. حزين على القلوب الطيبة التى تتبعكم وتصدقكم، حزين على هؤلاء المخدوعين الذين تقدمونهم قربانا لشهواتكم ورغباتكم، يدفعون الثمن وأنتم تحصلون على الغنيمة.

 

●●●

ستدور الأيام وتنقلب الليالى ويريكم الزمان وجها غير الوجه الذى تتمنون، كسرتم بأيديكم هالة الجلال والقداسة لكل ما كنتم تقولون وتدعون، تدنيتم إلى مدارك الدنيا ومطامعها وسقطتم فى المفاصلة. خاسر من يتحدى ارادة الشعوب، خاسر من يعتقد أن الناس ستظل تصدق الكذب الممزوج بخطاب الدين، سقطت أسطورة المشروع للأبد وانكشفت سوأة المتسترين برداء الفضيلة والصدق.

 

سقط من تحدى شعب مصر، خسر من عادى هذا الجيل وتحداه، كيف تعاندون جيلا لا يوجد لديه ما يخسره؟ كيف تتحدون جيلا لا يعرف المستحيل؟ أنتم تقفون ضد عقارب الزمن ولكنها لن تتوقف بل ستتخطاكم إلى المستقبل الذى ترفضون الذهاب إليه، تريدون أسر الوطن فى ماضيكم البائس ولكن الوطن بشبابه أقسم على العبور للمستقبل.

 

يا شعب مصر العظيم لن تقهرك جماعة ولن يهزمك خوف ولن يثنيك إرهاب، أسقط عن هؤلاء ثوب القداسة فقد تلوثوا، انزع الحزن من القلب فالآتى فرح وسرور وبهجة بوطن يتحرر من استبداد غاشم. سنغسل وجه مصر برحيق الحرية والكرامة وسترتدى الثورة أبهى ثيابها ستغنى الميادين لحن الحرية والتفاؤل والأمل، سيقود هذا الجيل مصر إلى آفاق أكثر رحابة تتجاوز الأوهام ومرارة الفشل.

●●●

القادم أفضل رغم مرارة الحاضر وجراح الماضى، الله أكبر وتحيا مصر.

عضو مجلس الشعب السابق

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات