بين يدى التاريخ - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين يدى التاريخ

نشر فى : الإثنين 6 يناير 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2014 - 8:10 ص

كما أن الإسلام ليس هو الإخوان، وجمهور كرة القدم ليس كله ألتراس، فإن ثورة 25 يناير ليست بعض قيادات 6 إبريل.

أقول هذا بمناسبة التسريبات التى انتشرت مؤخرا عن بعض أعضاء الحركة وناشطين آخرين، ممن تصدروا المشهد «الفضائى» عقب الثورة، باعتبارهم رموزها وصنّاعها، وتشير التسريبات إلى أنهم لعبوا أدوارا لمصلحة آخرين ولمصلحتهم الخاصة، تماما كما أن مشاركة الإخوان فى الثورة، لم تمنعهم أن يسرقوها، ولا كان هتافهم ضد مبارك ونظامه، ولا وصولهم للحكم، عائقا أمام أهدافهم التآمرية ضد الشعب المصرى وجيشه ومؤسساته.

أزعم أننى كنت من أوائل من نبهوا إلى مخاطر الانسياق خلف نزق ومراهقة بعض من ينسبون أنفسهم للثورة، وحذّرت من تدليل شباب الائتلافات الثورية التى انهمرت علينا كالمطر، وتنافست فيما بينها فى اتخاذ أكثر المواقف حدة وتطرفا، وبدا جليا أن هدفها ليس إسقاط النظام،وإنما إسقاط الدولة، كما حذّرت من اتساع مساحة «المكوّن الخارجى» فى رسم مسارات الثورة، وقد كان منطقيا،أن تنشط أجهزة مخابرات دول عديدة لاستثمار الحدث منذ بداياته، بالنظر إلى دور مصر المهم فى محيطها الإقليمى، لكن حالة السيولة والفوضى التى كنّا نعيشها آنذاك، والانهيار شبه التام لأجهزة الأمن والرصد،والشوشرة المتعمدة من أصحاب المصلحة وعملائهم المحليين، واتهام كل من ينتقد شطحات بعض هذه الإئتلافات وينبه إلى خطورتها على البلد والثورة بأنه فلول، كل ذلك لم يسمح بالفرز وكشف الأقنعة، فاختلط الحابل بالنابل، الثورى باللومنجى، والشهيد بالبلطجى، ورفعت العمالة شعارات البراءة، وجنحت سفينة الثورة إلى مرافئ غائمة، لتسقط أخيرا فى عب الإخوان،الذين كانوا وحدهم جاهزين لقطف ثمارها، فى غياب تنظيمات مدنية قوية، ووصل مندوبهم إلى الرئاسة، بعد أن فشل المرشحون المحسوبون على الثورة فى اختيار من يمثلهم.

وحده الشعب المصرى العظيم بفطرته التى تتجاوز حسابات النخبة ومصالح ذوى الهوى أدرك الحقيقة،فعدل المُعْوَجَّ، وأعاد ترتيب المشهد على صورته الصحيحة، فكان خروجه بالملايين فى يونيو 2013، ليستعيد ثورته ممن سرقوها وجنحوا بها إلى مرافئهم.

ما أريد أن أقوله هنا، هو أن الحقائق التى تكشّفت عن الإخوان والتى ستتكشف عن آخرين ممن لعبوا أدوارا فى ثورة 25 يناير، تفيد الثورة ولا تعيبها، فهى تطهّر ثوبها وتجلى غموضا عن بعض جوانبها، وتذكّر أننا مازلنا حتى اليوم، نعيد اكتشاف حقائق ثورة يوليو وربما ثورة 1919أيضا، هذا يعنى، أن كثيرا من وقائع الحاضر تبقى بين يدى التاريخ، يلقى فيها حكمه وحكمته.

أما اليوم، فإن مصر تمضى إلى استحقاقاتها، لتجنى ثمار ثورتى 25 يناير و30 يونيو، بالاستفتاء على دستور مدنى حقيقى، وانتخابات رئاسية وبرلمانية،وستعبرها جميعا بعون الله وبإرادة المصريين،هذا هو رهاننا على المستقبل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات