إبراهام لينكولن - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 2:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إبراهام لينكولن

نشر فى : السبت 7 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 7 يوليه 2012 - 8:00 ص

العنوان الآخر، المكتوب تحت اسم الرئيس الأمريكى السادس عشر «1809 ــ 1865»، هو «صائد مصاصى الدماء». العلاقة بين العنوانين يجد لها المخرج الروسى، تيمور بيكمامبتوف، الكازاخستانى الأصل، الذى درس المسرح بطشقند، وعمل فى الإعلانات لفترة، وبعد انغماسه فى تصميم الديكورات، للمسرح والسينما، اتجه للإخراج، ولفت الأنظار له حين نال العديد من الجوائز عن فيلمه الأول الذى يتعرض للحرب واشتهرت أفلامه بالحركة الضخمة والصراعات الدامية ذات البعد السياسى، وشارك فى مهرجان برلين «2007» بفيلمه «حراس النهار» الذى يعتبر امتدادا لفيلم «حراس الليل» حيث يتواصل الصراع بين قوى النور والظلام.

 

يبدأ «أبراهام لينكولن» بصوت الممثل بنجامين وكر، الذى يؤدى دور الرئيس، وهو يسرد طرفا من سنوات طفولته.. بداية حميمة، يزداد دفئها بتلمس علاقة الأم الملائكية بابنها. وفى مشهدين متواليين، يحدد الفيلم مساره: صاحب المزرعة القاسى يعاقب الصبى الأسود «وليام» بوحشية. يحاول «لينكولن»، الطفل، الدفاع عن صديقه. لكن سوط الرجل يرتفع فى الفضاء ليهبط بقوة على جسد الطفل الأسود فيجأر «لينكولن» بالصراخ. لاحقا، يلتقى «وليام» شابا مع «لينكولن» ويلازمه.. أما المشهد الثانى فيدور حول الأم المريضة التى تعانى من آلام مبرحة، وبينما يعلن الطبيب عجزه عن علاجها، يلاحظ الابن، الممدد بجانب والدته التى تلفظ أنفاسها الأخيرة، آثار أنياب مغروزة فى ذراعها. يدرك أنها ماتت ضحية لمصاصى الدماء.

 

اعتمادا على هاتين الواقعتين يواصل الفيلم مساره. «لينكولن»، الذى يصل بعد عناد لكرسى الرئاسة، يحارب على جبهتين: ضد نظام العبيد حيث تتمسك به ولايات الجنوب التى يتهيأ للحرب. وضد مصاص الدماء المنتشرين، حتى فى ولايات اشمال، وأخطرهم، بعض المقربين منه. ويغدو من المنطق أن ينضم مصاصو الدماء إلى طغاة الجنوب، الأمر الذى يجعل الحرب أكثر صعوبة وأشد شراسة.. رؤية الفيلم، نظريا، لا تخلو من وجاهة، فالربط الرمزى بين نظام العبيد وممارسات مص الدماء، له منطقه المقنع. لكن المشكلة أن أسلوب الفيلم يأتى متنافرا بين ما هو واقعى، يكاد يقترب من التسجيلى، والفنتازى، أو الخيالى، أو الإرعابى.. فالمعارك، إبان الحرب الأهلية «1861 ــ 1865» تندلع على الشاشة، بضخامتها، ودمويتها، على نحو عميق التأثير، ولكن فجأة، تنطلق أشباح مصاصى الدماء، بأنيابهم المخضبة بالدماء، فى اتجاه المشاهدين بقاعة العرض، مما يصيب الأولاد والبنات بالذعر، خاصة أن الفيلم يعرض بنظام الأبعاد الثلاثة.. هنا، يفشل تيمور فى المزج بين الأسلوبين مزجا تماما، فتبدو المسألة أشبه بخلط الزيت بالماء، وربما كان هذا هو السبب فى الاستقبال النقدى الفاتر، على غير العادة، بعمل من أعمال المخرج الروسى النابه، الذى فتحت له هوليود أبوابها.

 

ينتهى الفيلم بلينكولن فى طريقه لحضور عرض مسرحى، نعلم أنه سيلقى حتفه برصاصة غادرة وهو فى مقصورته، وفيما يبدو أن المخرج لم يشأ إنهاء فيلمه بمشهد تراجيدى مؤلم، قد يؤثر على رونق المثل العليا التى يجسدها الذى يؤكد أنه إذا كانت نصف الأمة من العبيد، والنصف الآخر من الأحرار، فإن الأمة كلها.. تعتبر من العبيد،.

 

«إبراهام لينكولن: صائد مصاصو الدماء».. يستحق المناقشة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات