سمير أبوالنيل - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 6:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سمير أبوالنيل

نشر فى : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 1:13 م

غيرت عنوان المقيلة، وشاهدت الفيلم مرتين.. فبعد أن كتبت العنوان الذى اخترته، والذى هو «سمير أبوالنيلة»، شعرت أنه من غير المستساغ السخرية من عمل ينتج فى زمن عز فيه الإنتاج، جيده ورديئه، بالإضافة إلى حالة الانفلات الأمنى، الفنى، حيث جرى السطو على الفيلم، وتركه مباحا على مواقع الشبكة العنكبوتية، وهى جريمة لا تقل عن جريمة سرقة سيارة، والعبث بها، وتركها فى الشارع، كى يلهو بها من يشاء. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يتمتع صناع الفيلم، عندى، بقدر كبير من الإعزاز؛ أحمد مكى، الدءوب، بحيويته، وحضوره المحبب، وتنوع قدراته، من تمثيل إلى تأليف إلى غناء.. وثمة المخرج الواعد، عمرو عرفة، الذى لمازلنا نعقد عليه الآمال.. وطبعا، السبكية، الذين لم يتوقفوا عن الإنتاج، برغم الظروف الصعبة، المعروفة.

 

أما عن إعادة مشاهدة «سمير..» فليس من باب الإعجاب، ولكن لأنى، ما إن خرجت من دار العرض، حتى بهت الفيلم تماما فى ذاكرتى، وعبثا أحاول استحضار الشخصيات، أو الأحداث، أو العلاقات، وبالتالى، كان لابد من حضور عرض الفيلم مرة ثانية، مع مزيد من التركيز، لعل وعسى.

 

«سمير أبوالنيل»، بأداء أحمد مكى، شاب مفلس، بخيل، لا عمل له، يعيش عالة على آخرين، يتهربون منه، وتتراكم المشاهد التى تعبر عن ذات الموقف، جاره يتحاشى مقابلته، البقال يريد أن يصرفه بأى طريقة، بائع الفول يتضرر من طلباته. «اسكتشات»، زائدة على الحاجة، تؤكد ما قد أصبح معروفا عن طباع «سمير»، النزق، الذى يقوده حظه العاثر إلى قسم شرطة، استولى عليه بعض المشبوهين..

 

ينقد صديقه، أمين الشرطة، أشرف «محمد لطفى» الذى يصبح تابعه الأمين.. وبعد أكثر من ربع الفيلم، يظهر ابن عم سمير. حسين ــ حسين الإمام ــ الثرى، المريب، الدائم الضحك. يريد أن يغسل ثروته الطائلة. يزعم أنه مريض وحتما سيموت، وأنه يأتمن ابن عمه المتلاف على هذه الملايين، كى يسلمها لابنته التى لم تصل لسن الرشد.. يقرر «سمير» افتتاح قناة فضائية، يقدم فيها، بنفسه، كل برامجها. والفيلم فى هذا يصب فى طاحونة هجاء القنوات الخاصة، الأمر الذى يشوبه التجنى، فالكثير من هذه القنوات قام بدور إيجابى، من التعسف إنكاره، خاصة فى ظل إعلام رسمى فى مستوى الشبهات.. لكن مشكلة الفيلم ليست فى موقفه من القنوات الخاصة، أو حتى من أفكاره الغائمة، وإنما تكمن فى ذلك السيناريو المتخبط الذى كتبه أيمن بهجت قمر، والذى لم يفرق فيه بين الجوهرى والهامشى، ولم يضع فى ذهنه هدفا واضحا، يصل له عبر بناء منطقى متماسك وبالتالى بدا كما لو أنه يجرى، على غير هدى، ليمسك بعدة أرانب فى وقت واحد.. فأحيانا، يتابع علاقة بطله مع سيدة إدارة الأعمال، المسطحة الأبعاد، نيكول سابا. وأحيانا يتعرض للجانب الفاسد فى ابن العم، حسين، الذى يعود فجأة، ويستر ماله.. وفجأة، تظهر، خلال تليفونات، خطيبته القديمة، التى هجرته وسافرت، ثم تعود لترتبط به. إنه خيط لا يدخل فى بنية الفيلم، شأن العديد من خيوط نسيتها.. ثم تفاجأ أن شقيقه، علاء مرسى، الورع المزيف، أصبح صاحب قناة دينية.. وخلال إخراج عمرو عرفة الذى اعتمد نظرية «التمثيل مسئولية الممثل» استكمل الفيلم تصدعه وانهياره. وهذا سبب إحساس المشاهد أنه لم ير إلا ركام عنوانه «سمير...».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات