شبه جزيرة سيناء تحولت إلى جبهة للجهاد العالمى - إيال زيسر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شبه جزيرة سيناء تحولت إلى جبهة للجهاد العالمى

نشر فى : الأربعاء 8 أغسطس 2012 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 8 أغسطس 2012 - 9:10 ص

منذ نشوب الثورة المصرية فى يناير 2011، وحتى قبل هذا التاريخ، أى خلال حكم حسنى مبارك، كانت إسرائيل تحذر من تحول سيناء إلى جنة عدن للمجموعات الإرهابية المسلحة التى تسعى لجعل شبه جزيرة سيناء قاعدة لعملياتها ضد إسرائيل.

 

إلا أن السلطات المصرية فضلت، لأسباب تتعلق بها، تجاهل هذه التحذيرات، وظلت سيطرتها على سيناء جزئية فقط. ومن المحتمل أن يكون المسئولون الجدد فى مصر اعتقدوا أنه، بعد سقوط حسنى مبارك، ستمتنع المجموعات الإرهابية المسيطرة على سيناء من مهاجمة الجنود ورجال الشرطة المصريين.

 

لكن، وكما اتضح أمس، لا يوجد فارق كبير، بالنسبة إلى عناصر الجهاد العالمى التابعين للقاعدة، بين الجنود ورجال الشرطة المصريين وبين الجنود ورجال الشرطة الإسرائيليين. وثمة ما هو أكثر من ذلك، ففى نظر هؤلاء الإسلاميين المتطرفين فإن المسلمين فى مصر الذين باعوا أنفسهم للغرب وللولايات المتحدة، وأولئك الذين باعوا أنفسهم للشيعة فى العراق، وأيضا الذين باعوا أنفسهم لبشار الأسد فى سورية، هم أسوأ بكثير من اليهود ومن الأمريكيين.

 

ومثلما حدث فى أفغانستان وفى العراق، وكما يحدث اليوم فى سوريا، تحولت سيناء إلى جبهة للجهاد ومحاربة الكفار تجتذب إليها المتطرفين من كل أنحاء العالمين العربى والإسلامى. ويحاول هؤلاء المتطرفون الإسلاميون أن يستغلوا لمصلحتهم الفراغ الأمنى الناشئ فى سيناء، وغضب القبائل البدوية على السلطات فى القاهرة واستعدادها للتعاون معهم لقاء المال.

 

إن أجندة هذه المجموعات الإرهابية واضحة، ألا وهى محاربة الكفار والسلطات المصرية التى تتعاون مع الولايات المتحدة وتطبق اتفاق السلام مع إسرائيل. وأبرز دليل على تطرف هذه المجموعات هو عدم ترددها فى مهاجمة القوات المسلحة المصرية التى يتولى رئاستها اليوم، ولو بصورة شكلية، الرئيس المصرى محمد مرسى، ممثل الإخوان المسلمين فى مصر. إذ يبدو ألا حدود للتطرف.

 

وعلى عكس العراق وسوريا، لا يوجد للإرهاب الإسلامى الراديكالى فى مصر اليوم عنوان واضح أو تنظيم محدد. فى الماضى، عرفت مصر مجموعات إرهابية إسلامية كانت تنتمى إلى منظمة الجهاد الإسلامى المصرى، وأفراد هذه المجموعة هم الذين اغتالوا أنور السادات سنة 1981، ونفذوا العديد من الهجمات. واليوم برزت مجموعات تنتمى إلى خطهم وتسعى لاستخدام سيناء من أجل نشر التطرف والإرهاب.

 

 

إيال زيسر  عميد كلية العلوم الانسانية في جماعة تل ابيب
التعليقات