كومبارس رئاسي عابر للأنظمة - جمال جوهر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كومبارس رئاسي عابر للأنظمة

نشر فى : الأحد 10 يوليه 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الأحد 10 يوليه 2016 - 9:30 م
اتصل بي صديق إخواني ذات ظهيرة، وبعدما تبادلنا التحايا والذي منه، سألته عن أخبار البلد، والعيشة واللي عايشنها،.. فردّ علىّ: أنا في مصر مش في المنصورة، ودخلين على محطة الإسعاف.. الدُكتور مرسي هيطلّع قرارات الساعة سبعة وجايين نساندها.

ساعتان مرا، وأغُلق تقاطع شارع رمسيس مع 26 يوليو أمام حشود الإخوان التي تدفقت في مجاميع من المحافظات، في 22 نوفمبر 2012 يوم إصدار الإعلان الدستوري، تحمل اللافتات وتردد الهتافات سابقة التجهيز.

***

زحف أعضاء وكوادر الجماعة إلى "مصر" لمساندة "الدُكتور"، ليس تصرفا فريدا في مضمونه، فقد يضاهيه الآن تصرفات شديدة الشبه، تلتقي في جزء منها عند نقطة "القول ما قال الرئيس"، أو تتحول إلى تبني "تصرفات" السلطة الأمنية، والدفاع عنها في كل شاردة أو واردة، كما حدث يوم القبض على الرافضين لاتفاقية تيران وصنافير، أمام نقابة الصحفيين، بقولهم: "شوية عيال قابضين عايزين يخربوا البلد".

وكما استنطق شباب الإخوان المسلمين "الشعب"، وهم يهتفون عِمياني أمام دار القضاء العالي من أربع سنوات تقريبا: "الشعب يؤيد قرارات الرئيس" نجد الآن نفر يعلق على ترحيل الإعلامية ليليان داوود بنفس الأسلوب: "الدولة المصرية قالت لها اتفضلى، انتِ غير مرغوب في إقامتك".

غير أن مجاميع الكومبارس هذه، "انطقتهم المصلحة" فاتسعت دائرتهم لتضم نوابا وصحفيين ومذيعين، ومشتاقين، وأصحاب حاجات، بعض منهم داعمين "تحت الطلب"، يتحركون بتلقائية، وأحيانا بالتلقي، والبعض الآخر "رايح جاي" يؤيدون هذا القانون، وذلك الإجراء، وإذا ألغته الحكومة، فهم جاهزون بالتبرير وتأليف الكتب، إذا لزم الأمر، ودائما يلزم.

***

والحاصل ان "شوية العيال القابضين اللي عايزين يخربوا البلد" طلعوا براءة.

وجاءت حيثيات حكم محكمة جنح قصر النيل بالإفراج 51 شابا في مظاهرات "25 أبريل"، ياسادة ياكرام تقول لنا: إن أوراق القضية خالية مما يفيد قيام المتهمين بالتظاهر، كما أن تحريات ضابط الأمن الوطني مجرد قرينة تعبر عن رأي مجريها ولا تطمئن لها المحكمة.

تأييد القبض على "الشباب الرافضين لاتفاقية تيران وصنافير"، لم يكن الموقف الأوحد لجماعة الدعم "تحت الطلب" بل سبقه ولحقه عديد المواقف، خد عندك مثلا، عدم اعتراض تلك الجماعة على اتجاه الدولة للاقتراض الخارجي، لكن عندما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، بعدم التوقيع على اتفاقيات قروض جديدة إلا بعد التأكد من القدرة على سدادها، هلل الجميع للقرار نوابا وسياسيين، ودخل معهم أحاد الناس، وكانت جماعة "تحت الطلب" في طليعة المصفقين والمصفقات.

***

إعادة انتاج الماضي وتدوير سياسة "توريد الأنفار" القائمة على السمع والطاعة، لن تجدي نفعا، وتفتح بابا من الخراب على هذا البلد،.. ورحم الله كل من أسدي إلى نبيه مشورة، وغفر لعمر بن الخطاب عندما قال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
جمال جوهر كاتب صحفى
التعليقات