براءة «أعداء الوطن» - جمال جوهر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 11:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

براءة «أعداء الوطن»

نشر فى : الخميس 10 نوفمبر 2016 - 12:50 م | آخر تحديث : الخميس 10 نوفمبر 2016 - 12:50 م

أي نظام سياسي في الدنيا يٌحسن الظن بوزارة داخليته في المطلق واهم أو في أحسن الأحوال مخطئ، أمّا إذا سلّم لها ذقنه فقل عليه يارحمن يارحيم.

•••

أحداث كثيرة جرت وقائعها على أرض هذا الوطن، (خارج نطاق محاربة الإرهاب) لعب فيها الجهاز الأمني دور البطل الشرير في مواجهة جموع المواطنين الطيبيين، فلم يعاملهم إلا بكل غلظة وخشونة، ولم يظهر لهم العين الحمرا فقط بل وضع بعضهم في السجون لغاية مايبان لهم صاحب.

ولا أحدثك هنا عن الحبس خارج نطاق القانون، ولا عن شكاوي الانتهاك والتعذيب في أقسام الشرطة، ولا حتي عن «الأخطاء الفردية» التي تُفضي عادة إلى القتل، فكل هذا من سلو بلدنا، ولكن نتكلم عن القبض على مجموعات من الشباب واستعداء المجتمع عليهم (من خلال وسطاء) بالتشويه والتخوين بوصفهم كارهين للمصلحة، أو ينفذون مؤامرة تستهدف مصر.

جزء من هذا حدث في التعامل مع (أزمة نقابة الصحفيين)، لكن الجزء الأكبر جرت أحداثه مع المتظاهرين الرافضين لنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير المصريتين إلى السعودية.

إيه اللي حصل بالضبط؟، أقول لك.

كان من الطبيعي جدا أن تثور جموع من الشباب الوطنيين ويتظاهرون ضد اتفاقية ترسيم الحدود إياها، فيما عرف بـ"جمعة الأرض" وتحاصرهم قوات الشرطة في شوارع القاهرة والإسكندرية، وتقبض على العشرات منهم، لكن غير الطبيعي، أن تتباري أصوات نكرة (اللي هم الوسطاء) بتشويه هؤلاء الشباب، ووصفهم بالخيانة والعمالة.

فالداخلية استقبلت الدعوة للتظاهر حينها واتهمت القائمين عليها بـ"الخروج على الشرعية"، وأسندت إليهم النيابة تهم من الانضمام لجماعة إرهابية، وتكدير السلم والأمن العام........

لكن غير واحد من (الوسطاء) زايدوا في الأمر وركبوا الموجة ودلدلوا أرجلهم، وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن التظاهر في هذا اليوم مزايدة على الوطن ودعوة للفوضى والإثارة، واتهم الشباب المتظاهرين بأنهم يهدفون إلى بث الفوضى والإخلال بالأمن واستغلال الموقف استغلالا سيئا، ما زاد من فجوة الخصام والرفض بين الشباب والنظام السياسي خاصة مع وصف الأستاذ أحمد موسي بأن من نزل إلى الشارع في هذا اليوم للتظاهر "خائن وعميل".

الأحد الماضي، وبمنتهي البساطة قضت محكمة جنح مستأنف قصر النيل، ببراءة 51 من المتهمين بالتظاهر يوم 25 أبريل بمحيط نقابة الصحفيين ومنطقة وسط البلد، وهي آخر دفعة قبض عليها في هذا اليوم. ورفضت المحكمة الطعن المقدم من النيابة العامة على حكم محكمة أول درجة ببراءة المتهمين، وبالتالي تم تبرئة الشباب من جميع ما نسب إليهم من تهم في القضية 6407 لسنة 2016. لكن بقيت تهم الأستاذ أحمد موسي والذين معه.

•••

يتبقى القول إن الأداء الأمني، الذي كان من بين أسباب تراجع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان سببا رئيسيا في إزاحة نظام مبارك عن الحكم، يكرس نفس الأخطاء وأبشع، ويجيّش ذات الأعداء وأكثر، ولا يجني النظام من ورائه إلا انتقادات دولية واتهامات بقمع المعارضين ومطاردتهم. فمن تقبض عليهم الشرطة ويودعون السجون بتهم خرافية تطلق سراحهم المحكمة.

جمال جوهر كاتب صحفى
التعليقات