حسن الأسمر - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 12:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حسن الأسمر

نشر فى : الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 9:13 ص | آخر تحديث : الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 9:13 ص
دستة أفلام ظهر فيها قبل أن يتألق فى «ليلة ساخنة»، الذى أخرجه القدير عاطف الطيب 1996. لم يكن دوره كبيرا، ولكنه فعال، بالغ الأهمية، مفجر الأحداث ونقطة اندفاع بطلة الفيلم فى غياهب الليل والمدينة.

اختيار عاطف الطيب، صاحب العين النافذة جاء موفقا تماما. يليق بحسن الأسمر، شكلا ومضمونا.. حسن الأسمر، بوجهه الداكن، والشامة على الجانب الأيسر من قورته، وملامح وجهه الغليظة، برغم تناسقها واتساقها، تعطى الإحساس أنه قادم من قاع المجتمع، لا يمكن أن يكون أرستقراطيا أو ممن استكملوا تعليمهم. وهو، من النوع الذى يملأ المكان بالنشاط والحركة والهيصة، مندفع، لا يخشى أو حتى يفكر فى عواقب الأمور، وربما فى هذه السمات يكمن السر فى نجاحه الكبير كمطرب شعبى، تسمعه فى مواقف السيارات وداخل عربات «السرفيس»، فضلا عن كونه فاكهة الأفراح، يضفى جوا من الحيوية على الحضور، حتى لو كانت أغانيه من نوع «كتاب حياتى يا عين ما شفت زيه كتاب/ الفرح فيه سطرين والباقى كله عذاب».. ولكن، علينا ألا ننسى أنه يتمتع بصوت صداح، منطلق، من معدن لامع، شديد الوضوح، يختلط فيه الذهب بالنحاس، وإن كانت نسبة النحاس أكبر. وهو صاحب لون واحد، لا علاقة له بتنوع الألوان الرومانسية، ولا بقوة وعزيمة الأناشيد الوطنية، ذلك أنه اختار على نحو تلقائى، التعبير عن الروح الفردية، حتى فى الأغنيات التى تجفف دموعها، وتتجه نحو الفخر والتحدى، مثل «أنا وأنا الواد الجن»، أو «أنا أهو.. إنت أهو».. لم يسعفه وعيه أن يكون محمد منير أو على الحجار. ولأنه ركن إلى كتاب أغانى أقرب للزجالين المتواضعى القدرات، وملحنين محدودى الموهبة، فإنه لم يصبح امتدادا لمحمد عبدالمطلب أو شفيق جلال.

فى «ليلة ساخنة» يطالعنا حسن الأسمر، مع «لبلبة» أو حورية حسب اسمها فى الفيلم، هى فتاة ليل تائبة، الأدق أنها متوقفة عن الممارسة. ربما ضجرا من المهنة أو لتقدمها فى السن أو لأن شقيقتها، الطالبة بالثانوية، لم تعد طفلة..

أيا كان دافع أو دوافع التوبة، فإنها غير حاسمة، وبالتالى توافق على الذهاب مع زبونها القديم، حسن الأسمر، إلى عوامة يستأجرها ثرى عربى، لإضفاء شىء من الأنس، على ليلة رأس السنة. وهناك، يسقط الثرى نائما من شدة السكر، ويقرر حسن أن ينفرد بالمرأة، ولكنها تنفر منه، بسبب لمساته المبتذلة ونظراته المقتحمة.. حسن الأسمر، يعبر بمهارة عن طاقة الشر المعتملة فى روح الشخصية التى يؤديها، بطريقة كلامه، بابتسامته التى تموت فجأة، بالدخان الكثيف المندفع من منخريه، وها هو، بلا تردد، يفتح حقيبتها ويأخذ نقودها، ويصل «الأخذ والعطاء» فنيا، بينهما إلى مستوى رفيع، خاصة حين تكاد تستسلم له، لكن موجة نفور جديدة تدفعها لإبعاده. لكنه، بكل شراسة، ينزع قلادتها الذهبية ويرفض إعادتها، بل يطردها مهددا بإبلاغ الشرطة، ولا يفوت عاطف الطيب أن يجعل حسن الأسمر يطل من النافذة ليشيعها بالشتائم. هذه المشاهد هى أفضل ما قدمه حسن الأسمر، سواء من قبل أو من بعد.
كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات