الكأس رقم 38 تسكن دولاب جوائز الأهلي - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 8:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكأس رقم 38 تسكن دولاب جوائز الأهلي

نشر فى : الثلاثاء 11 أبريل 2023 - 9:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 أبريل 2023 - 9:10 م
حسين الشحات يكسر قاعدة صانع اللعب التقليدى وقد صنع هدفا وفرصا..
لماذا كانت المباراة صعبة وعصيبة.. وكيف لعب بيراميدز بأربعة ظهراء؟
الاختراق من العمق أحد حلول الأهلى.. والسرعة القصوى فى المسافات القصيرة جعلت فتحى يسجل هدف البطولة
** قبل الحديث عن مباراة نهائى كأس مصر، ولماذا اتسمت فى كثير من لحظاتها «بالهرجلة والهرولة والشخبطة». دعونا نبدأ بالحديث عن هدف الفوز بالكأس رقم 38 فى تاريخ الأهلى ليسكن فى دولاب جوائز النادى بالمبنى الرئيسى؟
** أكرر كثيرا أنه لا يوجد ما يسمى الآن لاعبا واحدا فقط يملك لقب صانع ألعاب فريق، قد يكون مميزا عن زملائه فى هذا الدور، لكنه لا يحتكر هذا الدور، فهذا أحد مفاهيم كرة القدم القديمة. فمن ضمن معايير قوة فريق تنوع صناع اللعب، مع التقدير بالطبع لهؤلاء النجوم السوبر الذين يتقدمون على زملائهم فى أداء هذا الدور مثل دى بروين مثلا فى مانشستر سيتى.. لكن لماذا تلك البداية عند الحديث عن مباراة نهائى الكأس بين الأهلى وبين بيراميدز؟ إليكم السبب:
«حسمنا المباراة بسبب حسين الشحات».. هكذا كانت كلمة مارسيل كولر عن حسين الشحات، أثناء تصريحاته عن المباراة. وبالفعل صنع حسين الشحات هدف الفوز بتمريرة ذكية ومهارية من منتصف الملعب فى تنفيذ لجملة تكتيكية هجومية يكررها الأهلى كثيرا، وهى تمريرة فى العمق إلى حمدى فتحى لاعب الوسط الذى شغل فى لحظة ما مركز رأس الحربة، ويكرر حمدى فتحى والسولية هذا الاختراق كثيرا فى مباريات الأهلى بشكل عام بينما قام مروان عطية بتغطية الوسط دفاعيا بالدرجة الأولى. ولم تكن تمريرة حسين الشحات هى صناعة اللعب الوحيدة له فى المباراة، فقد قدم العديد من التمريرات وهو فى طرف الملعب أو فى العمق.. مع أن أسطى صناعة اللعب كما هو معروف عند الجميع، محمد مجدى أفشة. وقد صنع الشحات أكثر مما صنع أفشة الذى شارك لفترة بالطبع. كذلك مارس كهربا دورا مهما فى قدرته على التسلل وسط مدافعى بيراميدز ومنه خطف هدفا أعاد الأهلى للمباراة سريعا.
** وهنا نقف عند نقطة غاية فى الأهمية، وهى من مهارات كرة القدم الجديدة، فانظر أين كان حمدى فتحى قبل جزء من الثانية من تمريرة الشحات، فقد كان خارج صندوق بيراميدز بخطوتين أو ثلاث، ثم انطلق بسرعة «سبرنت قصير» مجرد أمتار قليلة فهزم قلبى دفاع بيراميدز كما فى سباقات الخيل، برأس، وسجل هدفا جميلا بهذا الرأس. وفى الوقت الأصلى لمباراة وقبل خروج السولية مصابا كان حمدى فتحى والسولية لاعبا الوسط يتبادلان التقدم إلى أقرب نقطة ممكنة لمنطقة جزاء بيراميدز لإضافة زيادة عددية تكتيكية. وهو ما يمثل ضغطا على الدفاع المنافس.
** الذين يمارسون مهام اختيار لاعبين للفرق عليهم وضع تلك المهارة فى الاعتبار، وهى مهارة السرعة القصوى للاعب فى المسافات القصيرة، وهذا يسير على مراكز الفريق كله، حتى مركز حارس المرمى. فلم يعد الجرى السريع لمسافات طويلة كافيا كما فى حالة محمد شريف رأس حربة الأهلى باستثناء حالة المساحات فى الدفاعات.
** المباراة فى معظم وقتها كانت ضيقة المساحات، وعصبية، وعصيبة، وفيها عنف فى الالتحامات والفاولات التى تجاوزت 85 فاولا والتحاما. وكان بيراميدز حريصا فى بداية المباراة وطوال الشوط الأول على الدفاع، لدرجة أنه بدا كأنه يلعب بظهيرين يمين لإيقاف جبهة معلول والشحات وهما الشبينى وأمامه أحمد توفيق، وفى الجبهة اليسرى محمد حمدى وأمامه وليد الكرتى لإيقاف تقدم الظهير الأيمن هانى والجناح بيرسى تاو. بجانب عدم اللعب برأس حربة. لكن الأهلى كانت لديه حلول الاختراق من العمق وتنفيذ جمل التمرير الثلاثية فى منطقة جزاء بيراميدز فلاحت له 3 فرص، بينما لبيراميدز فرصة هدف أنقذه القائم وفرصة هدف محقق أنقذة حسين الشحات.
** نجح الطرفان فى الحد من خطورة مفاتيح اللعب. فقد حوصر السعيد قبل إصابته، ورمضان صبحى وحين أفلت كاد يسجل، وتم تعطيل بلاتى توريه فيما تألق خط الدفاع. وفى الأهلى نجح بيراميدز فى الحد من انطلاقات معلول فى البداية ثم ساعده الشحات بتحركاته فى الإفلات، وكذلك عطل الكرتى بيرسى تاو، وكادت أخطاء المدافعين أن تزيد من عدد الأهداف، ولم يكن أحمد الشناوى موفقا فى هدفى الأهلى.
** المباراة لم تكن على المستوى المطلوب بسبب المساحات الضيقة وصراع الوسط، والضغط لاستخلاص الكرة سريعا من جانب الطرفين والعنف فى الالتحامات، وهو ما ترتب عليه فى النهاية اللجوء للكرات الطويلة لكسر الضغط والزحام فى وسط الملعب، فخسرت المباراة الهجمات المرسومة فى كثير من الأحيان، وهو ما أفسد جمال اللعب ومتعته. وأعطى هذا الانطباع بأن المباراة نهائى كأس دون المستوى.. لكن لماذا نرى مباريات أوروبية محشودة بالاهمية والحساسية وضيق المساحات والتوتر أيضا ومع ذلك فيها متعة؟ سؤال ساذج فهذا فارق السرعات والهدوء والاحترافية واللياقة البدنية، فعندما تتوافر تلك الاساسيات يهزم الفريق كل ما لا تستطيع فرقنا أن تهزمه!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.