جابر القرموطى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 11:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جابر القرموطى

نشر فى : السبت 11 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 11 مايو 2013 - 8:00 ص

فيما قبل، كان على المذيع، خاصة قارئ الصحف، أن يكون محايدا، وألا يبدى رأيا، أو انفعالا، ومعيار نجاحه يتوقف على جمال نبرة الصوت، وإجادة النطق باللغة العربية. والابتعاد عن التكلف. وأناقة الملبس.. لكن المذيعين الجدد، ومن بينهم جابر القرموطى، اللامع، نجحوا فى تحطيم الصورة التقليدية للمذيع، واستبدالها بمواصفات أخرى، لاقت ترحيبا واسعا من الجمهور، فالواضح أن هذه المواصفات لبت احتياجا ملحا عند المصريين، استجاب لها المذيعون، أو توافقوا معها، كل منهم بطريقته، وبأسلوبه الخاص.. جابر القرموطى، وبرنامجه «مانشيت»، أصبحا من المعالم المهمة، على الخريطة التليفزيونية، ذات ملامح مصرية خالصة.. الرجل، مبدئيا، يعطى إحساسا بأنه فلاح، حمل الفأس طويلا وعزق الأرض كثيرا. تعلم، وقادته الظروف، مع جديته، إلى خلع جلبابه وارتدى بذة داكنة، تحتها قميص أبيض بطرفى ياقة متخاصمتين، بينما عقدة رابطة العنق رفيعة، متجهة نحو اليمين غالبا.. وأنه استبدل الطاقية بفازلين، ينيم الشعر ويلمعه.

 

القرموطى، بابتعاده المتعمد، أو العفوى، عن التأنق، جعله قريبا من المشاهد، يعايشه بألفة، أكثر مما يعجب بشياكته. لقد تحول من فلاح إلى ابن بلد عصرى.

 

فى قراءته للصحف، لا يسرد سطورها على نحو سلبى، ولكن يتفاعل معها، يحاول النفاذ إلى ما ورائها، ويرصد ما تخبئه الكلمات.. والأهم أنه يحدد موقفه منها، وهى مواقف نابعة من طبيعته الأصيلة كفلاح، يعرف العيب، ويدرك معنى الظلم.. وأيضا، كابن بلد، تأخذه الحمية ضد الطغاة، والأفاقين، أيا كانت قوتهم أو اتساع نفوذهم، وبالتالى، هو لا يقرأ الجرائد بقلب بارد، من دون إحساس، ولكن يطلع عليها، بعقل ساخن، يفور بالانفعالات، تأتى متنوعة، حسب الأخبار والوقائع، يعبر عنها صادقا، بملامح وجهه، والتفاته، يمينا ويسارا، وحركة يديه، بكفيه، وأصابعه الطويلة، القوية، كأثر من آثار استخدام الفأس طويلا.. فضلا عن صوته المميز، الذى لا يخلو من خشونة، يكاد ينشرخ من حدة الانفعال، خاصة حين يتعلق الأمر بما يمس الوطن أو الكرامة أو الإجحاف الذى يتعرض له واحد أو مجموعة من أبناء مصر.

 

ميزة جابر القرموطى تتبدى واضحة فى شجاعة الإعلان عما يؤمن به أو ما يراه جديرا أن يقوله، وهو فى هذا لا يتردد أن يضع يده فى عش الدبابير، وأحيانا، لا يتوانى عن الدخول برأسه، إلى جحر الثعابين، المرة تلو المرة، وهو فى هذا، يفتح بلا تردد ملفات خطرة، مسكوت عنها، ويكفيه تعقبه لقضية الضباط المختطفين فى سيناء، حيث انتقل من تحليل وسبر غور المانشيتات، إلى دعوة السيدة المصرية العظيمة، الصلبة، الجديرة بالاحترام، دعاء رشاد، زوجة رائد الشرطة المختطف محمد الجوهرى، وهى فى وفائها، وقوة عزيمتها، تذكرنا بـ«بنيلوب»، زوجة البطل أوديسيوس فى ملحمة «الأوديسة»، ولكن بينما «بنيلوب» لم تجد من يقف بجانبها، وجدت «دعاء»، الفلاح الأصيل، ابن البلد الشهم، القرموطى، الذى تبنى علنا، قضيتها، وبطريقته ذات الطابع الشعبى الأصيل، جعلها جزءا جريحا فى قلوب المصريين.. إنه دور يتجاوز الدور التقليدى للمذيع، فيما قبل.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات