جورجى زيدان - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جورجى زيدان

نشر فى : السبت 11 يونيو 2011 - 9:36 ص | آخر تحديث : السبت 11 يونيو 2011 - 9:36 ص

 الفنانة الكبيرة، التى أغدقت علينا العطايا، آسيا داغر «1912 ـ 1986» اللبنانية الأصل، صاحبة الإنتاج الرفيع بحق، التى قدمت إلى الشاشة المصرية «ردَّ قلبى» لعزالدين ذوالفقار، و«الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين، وهو أفضل فيلم تاريخى، عندنا، حتى الآن.. آسيا، الرائدة الطموح، هى صاحبة أول فيلم تاريخى فى السينما المصرية، ذلك أنها فى عام 1935، قبل مرور عشرة أعوام على عرض أول فيلم روائى طويل مأخوذ عن نص أدبى «زينب» لمحمد كريم، أنتجت وقامت ببطولة «شجرة الدر» الذى أخرجه أحمد جلال 1935.. وكما اعتمد محمد كريم على رواية الرائد محمد حسين هيكل، اعتمد أحمد جلال وآسيا على إحدى روايات الرائد جورجى زيدان. وأيا كانت المآخذ التى تؤخذ على الروايتين، والفيلمين، فإن من العدل والإنصاف، وضع هذه الأعمال الأربعة، فى مكانة رفيعة، مرموقة، كإبداعات رائدة، ليست بالضرورة مكتملة، أو ذات قيمة مطلقة، فحسبها أنها فتحت الأبواب، لما سيأتى بعدها.


هذه السطور بمناسبة ما جاء فى كلام الأستاذ صبحى صالح المحامى، بإحدى ندواته، حيث هاجم،
بصوت محتقن بالغضب والكراهية، طابورا طويلا من مفكرينا، وضعهم فى قفص الاتهام، واندفع معددا آثامهم، بطريقة بدا بها وكأنه خارج من معركة دامية توا، أو سيدخل مذبحة حالا، وجاء اسم جورجى زيدان بين قائمة المغضوب عليهم: أحمد لطفى السيد، طه حسين، على عبدالرازق.. وآخرين.


فيما بعد، ظهر الأستاذ صبحى صالح فى برنامج «العاشرة مساء»، ومعه أحد مثقفينا المستنيرين، يتمتع بالمعرفة واتساع الأفق، فضلا عن الهدوء ودماثة الخلق، ليناقشه فيما قاله، معتمدا على العقل والمنطق ووقائع التاريخ، وهذا ليس غريبا على خالد منتصر الطبيب أصلا، الذى يجيد الإصغاء كما يجيد الحديث، بدماثة، ومن دون تجريح من يختلف معه فى الرأى.. وبعيدا عن الارتباك الذى أصاب الأستاذ بسبب أسلوب خالد منتصر، الواثق من نفسه، المسيطر على أعصابه وانفعالاته، حتى بعد ادعاء صبحى صالح، على نحو يخلو من الكياسة، إنه لم يكن ليأتى لو كان يعرف أن ضيفه هو خالد منتصر، الأمر الذى أكدت المذيعة، منى الشاذلى، بشجاعة، أن معدة البرنامج أخطرته باسم الضيف، أمامها.


ربما لضيق الوقت، وربما لأن الأستاذ صبحى، أصلا، اكتفى بـ«تلطيشه» أو «تلطيسه»، بالسين حسب نطقها العربى الصحيح، من دون تقديم أسباب أو مبررات هجائه.. طبعا، من حق الأستاذ نقد كتابات جورجى زيدان، ورفضه تماما. لكن ليس من حقه سكب ماء النار عليه، وإغماط دوره فى الثقافة المصرية، بعد أن قدم أكثر من عشرين رواية تاريخية، جذبت أجيالا متعاقبة للأدب والتاريخ، ومهدت الطريق لمن جاء بعده من الكتّاب: محمد فريد أبوحديد، على الجارم، باكثير، محمد سعيد العريان.. وبعد أن أنشأ دار الهلال، ومجلتها العريقة التى تصدر بانتظام منذ العام 1892، ورأس تحريرها أمثال فكرى أباظة، أحمد زكى، حسين مؤنس، أحمد بهاء الدين، كامل زهيرى.. والقائمة تطول.. والآن، هل صحيح أن الأستاذ صبحى كان عضوا فى اللجنة المنوط بها تعديل بعض مواد الدستور؟

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات