تداعيات الجريمة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تداعيات الجريمة

نشر فى : السبت 12 يونيو 2010 - 11:40 ص | آخر تحديث : السبت 12 يونيو 2010 - 11:40 ص

 الصحفى، السينمائى، المستشار السياسى لمسلسل «صرخة حجر»، ها كان البيرق، كان ضمن فرسان «قافلة الحرية» المتجهة إلى غزة. تعرض لمزيد من المعاملة السيئة عقب أسره، خاصة عندما تعرفت القوات الإسرائيلية على دوره فى المسلسل، فضلا عن رفضه التوقيع على تعهد بعدم عودته إلى فلسطين مرة ثانية.. تم الزج به فى سجن «بير شيفا»، الذى يطلق عليه «جوانتانامو إسرائيل». الحكومة التركية، على لسان مراد مرجان، مدير لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان، حذرت من المساس بشعرة من رأسه.

وبعد عودته إلى اسطنبول، وأمام جماهير ضخمة، قال: ما شاهدته من جنود الاحتلال، أثناء مجزرة الهجوم على القافلة، كان أحقر وأشد فظاعة مما تم تصويره فى «صرخة حجر»، ووعد باستمرار كشفه لخسة الجيش الإسرائيلى، وإصراره على العودة إلى فلسطين من جديد.

المسئولة الفرنسية عن قاعات «يوتوبيا» السينمائية، وعددها «6» صالات، قررت رفض عرض الفيلم الإسرائيلى «على بعد خمس ساعات من باريس» للمخرج ليون برودوفسكى، وفى الرسالة، التى أرسلتها إلى شركة «مومينتو فيلم»، قالت إنها أصيبت بالفزع عندما شاهدت وحشية الجيش الإسرائيلى، وهو يقتحم سفن «قافلة الحرية»، وعلى الرغم من أن «على بعد خمس ساعات من باريس» مجرد فيلم رومانسى، يخلو من السياسة، فإن عرضه يعتبر مشكلة أخلاقية، وفى خطوة تستحق الإعجاب، قررت المسئولة عرض فيلم «راشيل كورى»، بدلا من «على بعد..». «راشيل كورى»، تسجيلى، طوله «100 دقيقة»، من إخراج سيمون بيتون، المغربية المولد، اليهودية الديانة، هاجرت مع أسرتها لإسرائيل عام 1966، وشاركت فى حرب أكتوبر 1973، ولاحقا، انشقت عن سياسة إسرائيل، وحققت عدة أفلام تسجيلية تتعاطف مع الفلسطينيين، مثل «المواطن بشارة» عن بشارة عزمى، و«الجدار» عن حصار الفلسطينيين، و«محمود درويش» عن الشاعر الكبير..

وصفتها إسرائيل بأنها «يهودية حاقدة»، خاصة بعد أن استقرت فى فرنسا، وحقق «راشيل» تأثيرا عميقا فى المهرجانات التى قدمته، ويعد عرضه فى قاعات «يوتوبيا» ضربة معنوية ضد جريمة إسرائيل، وإنعاشات للذاكرة بتلك الشابة الأمريكية، التى استشهدت تحت جنازير جرافة إسرائيلية، وهى تحاول منعها من تدمير أحد بيوت رفح.

فيما يشبه «البيرليسك» الهابط، أى المحاكاة أو التقليد الساخر للأعمال الفنية الرفيعة، قامت فرقة سمجة من الإسرائيليين بعمل «فيديو كليب» على غرار أغنية «الحلم العربى» الشهيرة. «الكليب» يبدأ بلقطات شبه تسجيلية لرجال يلوحون بالعصى فوق سطح سفينة، المفروض أنهم أعضاء «قافلة الحرية» مع كلمات تقول «نحن نخدع العالم»، وأمام ميكروفون التسجيل، بتولى أرازل يقلدون الشاب خالد بفانلته السوداء، ويحاول أحدهم الاقتراب من صوت نبيل شعيل، وواحدة تحرك ذراعيها على طريقة آمال ماهر، ويصل «الكليب» إلى غاية الافتعال حين يقول «ليس هناك أناس يموتون، لذلك أفضل ما نقوم به هو إطلاق أكبر خدعة على الإطلاق».. هكذا، نموذج للكذب والابتذال.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات