تراجع الإخوان المسلمين فى الانتخابات الطلابية - محمد عبدالسلام - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 4:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تراجع الإخوان المسلمين فى الانتخابات الطلابية

نشر فى : الأربعاء 13 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 13 مارس 2013 - 8:00 ص

لا يمكن فهم معركة الانتخابات الطلابية للعام الدراسى 2012/2013، وتراجع طلاب الإخوان المسلمين أمام الأسر المستقلة والحركات الطلابية، دون الرجوع قليلا للعامين الماضيين، عندما اطاحت الثورة المصرية بنظام مبارك، وصاحب تلك الفترة حالة تفاؤل كبير، أدت بجانب انكسار القبضة الأمنية إلى منح الطلاب مساحة واسعة للعمل بالجامعات، وتكوين مجموعات طلابية جديدة.

 

خاضت هذه المجموعات الطلابية أولى معاركها لإسقاط القيادات الجامعية المحسوبة على النظام السابق، واستطاعت جذب آلاف من الطلاب، مما ساهم فى تنامى قدراتها التنظيمية. ونجحت الحركة الطلابية فى إزاحة عدد كبير من الوجوه المحسوبة على النظام السابق. ولم يكن طلاب الإخوان المسلمين بعيدين عن هذه الحركة الطلابية المنادية بتطهير الجامعات من «الفلول»، إذ صادف ذلك رغبة لدى الإخوان المسلمين للدفع بأساتذة الجامعة المنتمين للجماعة لخوض انتخابات رئاسة الجامعة أو عمادة الكلية، لينسحب طلاب الإخوان المسلمين عقب إجراء هذه الانتخابات من ساحة العمل المشترك مع الحركات الطلابية.

 

عادت الحركات الطلابية بعد ذلك إلى الساحة السياسية، ترفع مطلب إسقاط حكم العسكر، فى ظل انفصال تيار الإسلام السياسى عن طموحاتها، وبدءا من مذبحة ماسبيرو، وأحداث محمد محمود، وانتهاء بأحداث مجلس الوزراء، شارك آلاف من طلاب الجامعات فى الاحتجاجات ضد حكم العسكر التى مثل الإضراب الطلابى فى 11 فبراير 2012 ذروتها، وفى المقابل أعلن طلاب الإخوان المسلمين آنذاك رفضهم المشاركة به.

 

•••

 

أما الانتخابات الطلابية التى أجريت مباشرة فى مارس 2011، عقب تنحى الرئيس السابق، فقد صاحبها جدل كبير بين المشاركة والمقاطعة، انتهى إلى مقاطعة غالبية الحركات الطلابية للانتخابات نظرا لإقامتها وفقا للائحة 1979 «لائحة أمن الدولة»، واقتصرت المشاركة على طلاب الإخوان المسلمين، وطلاب الاتحادات السابقة «المحسوبين على الحزب الوطني»، وبعض الطلاب المستقلين ومجموعات النشاط. وتكرر المشهد نفسه فى انتخابات العام التالى 2011/2012، ولكنه استتبع جدلا مختلفا حول رفض لائحة أمن الدولة وضرورة وضع لائحة طلابية معبرة عن الثورة.

 

وقد أخطأت الحركات الطلابية بمقاطعة الانتخابات الطلابية مرتين على التوالى، إذ منحت المقاطعة المساحة الأكبر داخل الجامعات والاتحادات، لطلاب الإخوان المسلمين والاتحادات السابقة، وهذا ما ظهر جليا فى انفراد «اتحاد طلاب مصر» الذى شكله طلاب الإخوان المسلمين بوضع اللائحة الطلابية الجديدة التى صدرت فى يناير 2013.

 

خاضت الحركات الطلابية معركة اللائحة ضد اتحاد طلاب مصر، بمفردها تماما، بينما خاض آلاف من الطلاب معارك اجتماعية واقتصادية، فى المدن الجامعية والكليات، محاولين تحسين السكن والأمن والخدمات التعليمية والصحية المقدمة لهم. واستمر الطلاب الناشطون فى إنهاك أنفسهم بالمشاركة فى حملات انتخابات الرئاسة وبناء الأحزاب والتنظيمات الجديدة (الدستور، والتيار الشعبى، ومصر القوية). ومع انسداد الأفق السياسى وتضاؤل الآمال فى حدوث تغيير بالحالة السياسية العامة، عاد طلاب الأحزاب والحركات إلى الجامعة من جديد، ليكتشفوا مساحة أكثر ملائمة لقدراتهم، وأكثر أهمية، وهى الانتخابات الطلابية للعام الدراسى 2012/2013، مسجلين أول مشاركة لهم بعد الثورة.

 

•••

 

استخدمت الحركات الطلابية الخبرات المتراكمة لديها خلال هذين العامين بعد الثورة، حيث تغيرت موازين القوى، وانكسرت ثنائية الإخوان/الفلول.. لتشهد الجامعات المصرية تحالفات جديدة تتكتل ضد طلاب الإخوان المسلمين، رغم الاختلافات الفكرية بين المشاركين بها. وتعد السياسة العامة لجماعة الإخوان منذ توليها السلطة سببا قويا لتكتل هذه المجموعات ضد طلاب الإخوان، وكذا أداء اتحاد طلاب مصر المحسوب على الإخوان، الذى أقصى الجميع من مشهد وضع اللائحة الطلابية، وتقاعس عن الدفاع عن حقوق الطلاب بالرغم من تصاعد الاحتجاجات الطلابية.

 

وبالإضافة إلى ذلك لا تستطيع حركة بمفردها أن تحسم نتائج الانتخابات، ولا تستطيع تحالفات ضيقة أن تضمن الحصول على مقاعد فى انتخابات التصعيد على مستوى الكليات والجامعات. وهذا ما يفسر تنوع التحالفات الذى يصل فى أحيان كثيرة إلى التناقض، فالمتابع للانتخابات الطلابية سيفترض تحالف طلاب التيار السلفى مع طلاب الإخوان المسلمين، ولكن على سبيل المثال خاض طلاب التيار السلفى انتخابات التصعيد بكلية الطب بالاسكندرية بالتنسيق مع طلاب مصر القوية وحزب الدستور! بينما انفصلت مجموعة من الأسر والمستقلين بجامعة المنيا عن تحالف واسع يضم طلاب الدستور والتيار الشعبى وفضلوا التنسيق مع الإخوان المسلمين على مستوى الجامعة، ليحصل طلاب الإخوان على منصب رئيس اتحاد الطلاب بالجامعة. إذ يسعى الجميع لمنافسة طلاب الإخوان المسلمين فى انتخابات المستوى الأول (عضوية لجان الكلية)، ولكن التحالفات الواسعة التى تضم قوى غير متجانسة، تعطى لطلاب الإخوان الفرصة أحيانا لبناء تحالفات جديدة والسيطرة على مناصب المستويات الأعلى بالجامعات.

 

•••

 

تراجع طلاب الإخوان المسلمين بوضوح فى عدد من الجامعات منها بنها وطنطا وأسيوط وعين شمس وسوهاج والمنوفية وكفر الشيخ والاسكندرية، وحققوا نتائج جيدة بجامعات جنوب الوادى ودمنهور ودمياط والمنيا وبنى سويف. وفى أغلب الجامعات السابق ذكرها، تتقارب نسب المقاعد بين طلاب الإخوان وباقى القوائم والحركات الطلابية، مما يعنى أن المنافسين الجدد للإخوان يزدادون قوة وخبرة مع اقتراب الانتخابات الطلابية القادمة فى أكتوبر المقبل. وحاولت جماعة الإخوان المسلمين إخفاء قلقها من أداء الحركات الطلابية، بإصدار تصريحات رسمية توضح منافسة طلابها على نصف مقاعد الاتحادات وعن فوزهم بما يقرب من 50 % من إجمالى ما تنافسوا عليه من مقاعد. وتعد هذه التصريحات اعترافا مستترا بالتراجع؛ فما حصده طلاب الإخوان يساوى ما يقرب من 25 % من إجمالى المقاعد.

 

•••

 

ما زالت الانتخابات مستمرة فى جامعات القاهرة وحلوان وقناة السويس والزقازيق والمنصورة والسويس وبورسعيد والأزهر وأسوان، ويستطيع طلاب الإخوان المسلمين حسم جامعتى أسوان والأزهر، بينما عليهم خوض معارك انتخابية صعبة فى جامعتى المنصورة والزقازيق، ويتوقع تراجعهم بشدة فى جامعات بورسعيد، قناة السويس، السويس، القاهرة، وحلوان.

 

 

 

باحث فى مؤسسة حرية الرأى والتعبير المعنية بمتابعة الانتخابات الطلابية

محمد عبدالسلام مسئول ملف الحرية الأكاديمية، بمؤسسة حرية الفكر والتعبير بالقاهرة.
التعليقات