لا تراجع.. - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 3:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تراجع..

نشر فى : الأربعاء 14 يوليه 2010 - 9:51 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 يوليه 2010 - 9:51 ص

 أحمد مكى فنان موهوب، استطاع، بأعمال قليلة أن يثبت اسمه فى عالم الكوميديا، ففيما يبدو أن شخصية الشاب المندفع، الملتهب الانفعالات، الساخط، العصبى، التى جسدها، المرة تلو المرة، لاقت هوى عند جمهور واسع، تلاحظه بسهولة أمام شباك تذاكر أفلامه.. وهو شديد الطموح، يؤلف ويغنى ويخرج ويمثل، يرغب دائما فى تقديم الجديد المبهر.

لكن، فى هذه المرة، يبدو طموحه أكبر وأبعد من طاقته وإمكاناته، ذلك أنه ــ مع كاتب السيناريو شريف نجيب والمخرج أحمد الجندى ــ حاول الاقتراب من كوميديا المحاكاة الساخرة للأعمال الفنية الناجحة، وهذا النوع من الكوميديا، المعروف باسم «البيرليسك» على قدر كبير من الصعوبة، يحتاج لتضافر خبرات مبدعين كبار لا تتوافر عند صناع «لا تراجع ولا استسلام».

وإذا كانت السينما المصرية عرفت فن «البيرليسك» وقدمته على نحو جزئى، داخل الأفلام، فى شكل فقرات كاريكاتورية تحاكى، بروح فكاهية، مواقف سينمائية شهيرة، فإن السينما الإيطالية أفردت عشرات الأفلام التى تسخر من أفلام «الغرب الأمريكى» أو «الويسترن»، فيما أطلق عليها اسم «ويسترن إسباجيتى»، وجدير بالذكر أن السينما الأمريكية حققت نجاحا هائلا فى محاكاتها الساخرة لأفلام الرعب ومصاصى الدماء ورومانسيات الأربعينيات.

ينهض «لا تراجع..» على فكرة البديل المألوفة: «حزلقون ــ أحمد مكى»، الشاب الساذج، الطيب، الرعديد، تجرى زراعته داخل عصابة «عزام ــ عزت أبوعوف»، تاجر المخدرات الخطير، بدلا من «أدهم»، الذراع اليمنى لرئيس العصابة، حسب خطة ضابط المباحث «سراج ــ ماجد الكدوانى».. وفى الأجزاء الأولى من الفيلم، نشهد «حزلقون» على ظهر مركب، المفروض أنه يتجه نحو اليونان.

يسبح بطلنا إلى الشاطئ، يلاحظ تشابها بينه وبين شواطئنا الشعبية، وبعد مشاهد طريفة لصبى يجرى على الرمال بسرواله، وسيدة بدينة تأكل «المحشى» من حلة، وبائع «فريسكا»، يكتشف «حزلقون» أنه خدع، وأن صاحب المركب أنزله أمام الشاطئ المصرى، ويعود إلى والدته «ميار ــ دلال عبدالعزيز».. وعندما يراه خبير التجميل الأجنبى، وهو يشكو حاله أمام عدسة التليفزيون، يقرر اختياره كبديل لـ«أدهم» حيث تزعم الشرطة أنه لايزال على قيد الحياة. وفعلا، يغدو «حزلقون» كما كان «أدهم»، الذراع اليمنى لرئيس العصابة».

أحمد مكى، فى دور «حزلقون»، يغير صوته فيصبح رفيعا، طفوليا، ويقدم بعض اللمسات الكوميدية، القائمة على الحركة، فى البداية.. لكن الفيلم يفاجئنا بأنه لا يحاكى، ساخرا، أفلام العصابات والمطاردات، ولكن يقلدها، وبطريقة بالغة البلادة، وهى بلادة تشمل مجمل عناصر «لا تراجع..»: شخصيات مرسومة بتسطح شديد، يؤديها عزت أبوعوف بإهمال، ولا يتوقف الكدوانى عن الجعير، وتبدو دلال عبدالعزيز متعجلة، تعطى إحساسا بأنها تريد اللحاق بموعد تمثيلى آخر، وسرعان ما ننسى «جرمين ــ دنيا سمير غانم».. وأخيرا، عقب القبض على العصابة، وزواج الحبيب من الحبيبة، تدرك أن «لا تراجع» بدلا من أن يضحكنا.. ضحك علينا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات