ماذا قال المشير طنطاوى عن ثورة يناير؟ - مصطفى النجار - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا قال المشير طنطاوى عن ثورة يناير؟

نشر فى : الجمعة 15 أغسطس 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الجمعة 15 أغسطس 2014 - 8:23 ص

«بسم الله الرحمن الرحيم، شعب مصر العظيم، إن ما تشهده مصر الآن من تغييرات جذرية هى نتاج تضحيات شعب عظيم، وفى هذا اليوم نذكر بكل الفخر والإجلال أرواح شهداء ثورة يناير، تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار ومصابى الثورة، الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة فى سبيل يوم ترتفع فيه رايات الوطن، تخفق بالعزة والشرف والإباء، كما نحتفل بانتخاب أول مجلس شعب بإرادة مصرية حرة، عبرت عن توجه شعب مصر العظيم وتطلعاته إلى الحياة الأفضل من خلال انتخابات نزيهة هى ثمرة من ثمار تلك الثورة».

«إن القوات المسلحة أيدت الثورة منذ اندلاعها، وسارت مع الشعب فى طريق الديمقراطية التى بدأت عن طريق اكتمال عقد مجلس الشعب الذى انعقد أمس الأول فى أولى جلساته، لقد مرت مصر خلال الفترة الماضية بظروف صعبة ودقيقة أدت إلى قيام الشعب بثورته التى أيدتها القوات المسلحة بموقفها الوطنى، انطلاقا من مكانها لدى الشعب، ولكونها جزءا أصيلا منه يرعى مصالح الوطن ويحافظ على مقدساته لقد كان أمام الشعب وقواته المسلحة هدفا واضحا فى أن تصبح مصر دولة ديمقراطية، لم نحد أبدا عن أهداف الثورة، التى تتفق مع أهدافنا ومواقفنا، ويأتى انعقاد مجلس الشعب الجديد كأولى الخطوات المهمة على طريق التحول الديمقراطى.. لقد كان شعب مصر الفيصل والحكم فى انتخابات مجلس الشعب التشريعية، وأدلى بصوته بحرية كاملة ونزاهة تامة فى إقبال غير مسبوق، وإليه أتوجه بالشكر والتقدير».

«ستظل ذكرى ثورة 25 يناير عيدا للتلاحم بين الشعب وقواته المسلحة، التى وقفت إلى جانبه وانحازت إليه، تحمى ثورته وتساند ثواره، إن مصر أرض الحضارات والتاريخ، ولقد أعاد شعبها صياغة هذا التاريخ بثورة وطنية، يا شباب مصر إن مصر تناديكم، فأنتم عدتها وعتادها وأنتم من فجرتم ثورتها وأدعوكم إلى تأسيس كيان حزبى له دور سياسى يتطلع إليه الشعب، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يؤكد دعمه الكامل لكم فى هذا المجال حتى تتمكنوا من ممارسة الدور السياسى، الذى نتمناه لكم وإن الدماء الذكية لشهداء ومصابى الثورة ستظل مصانة فى ذاكرة هذه الأمة».

«يا أبناء الوطن ضعوا مصر وشعبها فى قلوبكم وعقولكم وأفئدتكم واعملوا على تحقيق آمالها وطموحاتها فى أن يسود الأمن والأمان، ويعم العدل الاجتماعى تحت سماء هذا الوطن العزيز، حمى الله مصر ورعى شعبها ووفقنا جميعا إلى ما فيه خيره».

كان هذا جزءا من خطاب المشير طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى فى الذكرى الأولى لثورة يناير عام 2012، لعل البحث فى أوراق التاريخ القريب يجيب عن أسئلة المشهد الحالى الذى يشهد عروضا مسرحية سخيفة يقوم بها رجال مبارك فى المحاكمات الجارية لوصف ثورة يناير بالمؤامرة وتجريم ثوارها وتخوينهم.

•••

المشهد مرتب بعناية من قبل رجال مبارك ليخاطبون الرأى العام مباشرة ويبثون إليه مزيدا من الأكاذيب التى اعتمدت على حملة الأكاذيب المركزة التى انطلقت وتصاعدت عقب 30 يونيو، والتى استهدفت محو ثورة يناير ورموزها من وجدان المصريين، عبر تصويرها كمؤامرة وتشويه كل من انتمى إليها وشارك فيها. الآن نستطيع أن نربط الحلقات ببعضها البعض لنقرأ المخطط الحقيقى للثورة المضادة التى تتوهج نيرانها اليوم وقد عادت للانتقام من الشباب الذين أسقطوا هذا النظام الاستبدادى، وفتحوا للمصريين باب الحرية.

المخطط واضح الآن للغاية، لا يستطيع هؤلاء العودة إلا إذا قاموا بالاغتيال المعنوى لمن أسقطوهم، ولن يستطيع هؤلاء التطهر إلا إذا شوهوا كل ما له علاقة بالثورة حتى يثبتون للشعب أنهم وطنيون والثوار هم الخونة والعملاء، ولا عجب فهذا دليل الثورة المضادة الذى يطبقه كل نظام ساقط ثار عليه شعبه.

صار طرح بعض الأسئلة المتكررة نوعا من السخف مثل هل احتضنت القوات المسلحة الثورة وهى تعلم أنها مؤامرة؟ هل استغل بعضهم ثورة يناير لحسم صراع داخلى بين أجنحة النظام؟ هل كان هناك أدوار مرتبة بدقة خلال الثلاثة سنوات الماضية حتى نصل للمشهد الحالى؟ لماذا تقول السلطة الحالية فى مصر فى دستورها الذى حشدت الناس للتصويت له أن ثورة يناير ملحمة وطنية فتحت للمصريين باب الحرية، بينما تترك من يزدرون هذا الدستور بما يقولون؟ هل كانت الثورة جسرا لشىء ما لم يفطن إليه هؤلاء الشباب الأبرياء؟

•••

السؤال الأكثر أهمية الآن هل تظن الثورة المضادة أن هؤلاء الشباب الذين نزلوا فى عز جبروت نظام مبارك، ومات رفاقهم بين أيديهم، وتمت تصفية عيون كثيرا من زملائهم، وهم يطالبون بالحرية لهذا الوطن، هل تظن الثورة المضادة ــ ومن يقفون خلفها جهرا أو سرا أو تواطؤ ــ أن هؤلاء الشباب سيركعون وسيرضون برواية نظام مبارك لثورة يناير كمؤامرة؟ هل يتخيل كل هؤلاء مجتمعين أن الأمر سينتهى عند هذا الحد ويمكنهم طى هذه الصفحة من تاريخ مصر كما يريدون؟

واهمون إن اعتقدوا ذلك وغافلون عما يصنعونه بإفكهم وفجرهم فى تزييف الحقائق، ولو فطنوا لحمقهم فإن ما يفعلونه الآن ينقل الصراع إلى مساحات جديدة مع هذا الجيل الذى سينتصر عاجلا أم آجلا، وأحيلهم إلى ما كتبه ثائر لم يتعدى السادسة عشرة من عمره، قائلا: الأيام تدور وإنا لعائدون!

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات