2 مرسى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 2:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

2 مرسى

نشر فى : الإثنين 15 أكتوبر 2012 - 8:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 أكتوبر 2012 - 8:55 ص

ليست هذه هى المرة الأولى التى يحنث فيها مرسى بقسمه على احترام الدستور والقانون ولن تكون الأخيرة، فلا الرئيس ولا جماعته وأخواتها، من سلفيين وجهاديين وقاعديين وتكفيريين وغيرهم، يحترمون القانون، لأنه برأيهم قانون وضعى علمانى كافر.

 

سيواصل الرئيس دهسه للقانون إرضاء لجماعته، واستجداء لصيحات أصحاب المنابر، الذين وصف أحدهم عبدالناصر فى خطبة الجمعة الماضية بالسويس بأنه كافر، واعتبر السادات ومبارك ماسونيين، وطالبنا بأن نبوس يد مرسى ورأسه وقدمه، لأنه الرئيس الذى سيطبق شرع الله.

 

والمتابع لأداء الرئيس خلال المائة يوم الماضية، سيلاحظ أن لدينا فى الحقيقة طبعتين مختلفتين: واحد يتربص بالقضاء والقضاة ويقيل النائب العام غير القابل للعزل بحكم القانون الذى أقسم مرسى على احترامه.. وآخر يعلن تقديره للقضاة ودفاعه عن استقلالهم.

 

واحد يهين شيخ الأزهر ولا يوفّر له مكانا فى خطبة تنصيبه رئيسا للجمهورية ويحشد أنصاره من نواب البرلمان المنحل فى الصفوف الأولى.. وآخر يهاتفه ليؤكد له احترامه لمكانته وأن ما جرى كان مجرد خطأ من موظفى المراسم.

 

واحد يلقى القسم الرئاسى أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا ويؤكد احترامه لشيوخ القضاة الممثلين فيها.. وآخر يلقى بحكمهم القاضى بإلغاء مجلس الشعب فى أول صندوق زبالة ويعلن عودة المجلس ونوابه.

 

واحد يقول إن المجلس العسكرى قام بدور كبير فى حماية الثورة «وتحمل من العنت الكثير فى سبيل ذلك».. وآخر يحيل قادته إلى التقاعد بصورة مهينة مستغلا حادث رفح الذى لم تتكشف أمام أعيننا بعد كل ملابساته.

 

واحد يعلن أنه رئيس لكل المصريين وأنه لا يفرق بينهم بسبب الدين أو المعتقد.. وآخر لم يفعل على مدى مائة يوم سوى تمكين جماعته من جميع مفاصل الدولة وبثّهم فى الشرطة والجيش والقضاء والإعلام والإدارات المحلية.

 

واحد يقول إنه لا يقبل أن يأكل «أهله وعشيرته» من أموال الربا.. وآخر يلهث خلف قرض صندوق النقد وتستدين حكومته من الشركات الوطنية بفوائد لا يمكن إلا أن تكون ربا حسب تصوراته ووفقا لأفكار جماعته وأخواتها.

 

شطحات مرسى قبل الرئاسة أنكى وأشد، لكنها تخصه، ويمكن غفرانها باعتبارها ألاعيب انتخابية، لكن شطحاته بعدها تخصنا، وقد يوردنا بعضها موارد التهلكة، ولن يعدم طبعا دعم البلتاجى والعريان والبرنس، وهتافات الغوغاء يصرخون بعلو الصوت: حرية عدالة.. مرسى وراه رجالة.

 

من الصعب تصور أن الرئيس لا يمارس هذه المتناقضات بوعى كامل، وإلا كنا إزاء حالة انفصام لا يليق أن يستمر مرسى معها رئيسا لمصر.

 

الأرجح أنه يمارسها بوعى، وأن هذا الارتباك والانفصام، هو سمة غالبة فى مطبخ الرئاسة الحالى، وهو أمر ظهر بوضوح فى أزمة إقالة النائب العام، وظهر قبلها فى تصريحات لمساعدى الرئيس كذبها المتحدث باسم الرئاسة فى حينها، ومنها على سبيل المثال دعوة أحدهم لتعديل كامب ديفيد، وتصريح آخر بأن مصر تدرس إرسال قوات إلى سورية.

 

قلت لك من قبل، وفى أول مقال عقب انتخاب مرسى رئيسا، إن ما سيكبّل الرئيس ويعيقه عن أداء مهامه هو «خضوعه لجماعة الإخوان، وغواية الميدان، والتداخل بين المسار الثورى والمسار القانونى، والانتقال بينهما حسب الغرض والهوى».

 

وأظن أن هذا ما يجرى الآن، وبعضه يفسر: لماذا لدينا «مرسيان» بدلا من واحد.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات