فيلم «حديد» والشر على طريقة الأربعينات - وليد أبو السعود - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 3:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيلم «حديد» والشر على طريقة الأربعينات

نشر فى : الجمعة 17 أكتوبر 2014 - 2:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 17 أكتوبر 2014 - 3:14 م

«نحن في زمن المسخ» عبارة ترددت في ذهني كثيرًا بعد مشاهدتي لفيلم «حديد»، وكانت الفكرة الرئيسية المسيطرة علي هي "لماذا نشوه أعمال قديمة ولماذا نقتبس فيلمًا عربيًا قديمًا دون الإشارة إلى الاقتباس؟"

استخدم الكاتب مصطفى سالم فكرة فيلم «كل هذا الحب» للسيناريست وحيد حامد، والمخرج حسين كمال، وبطولة نور الشريف، ويحيى شاهين، وليلى علوي، والذي تدور أحداثه حول نور الشريف الشاب الفقير الذي يعمل مع يحيى شاهين، ويحب ابنته ويتزوجها ويتم تلفيق قضية له فيدخل السجن، ولكن بعد أن ينجب منها ابن وموهبته الأساسية في الرسم، ليخرج من السجن ويبحث عن ابنه بعد موت الأم.

في «حديد» استبدل الكاتب الأب بالخال وغيرّ مصير الأم، وجعل مكان الأحداث الأساسي والرئيسي هو السجن، لتصبح المعالجة الجديدة فظة وجافة، عكس المعالجة القديمة التي امتلأت بالرومانسية.

الفيلم ومنذ البداية، تستطيع أن تلاحظ تعدد الرؤى الإخراجية عليه، وتستطيع أن تلمس أن عمرو سعد أخرج معظم مشاهده، وقدم السبكي بعض المشاهد، وربما يكون أحمد البدري قد شارك والله أعلم، وإن كان الشكر الخاص يؤكد عدم مشاركته في الفيلم بأي حال، وهنا يبرز التساؤل حول كيفية إعطاء نقابة السينمائيين تصريح بعرض الفيلم بهذه التيترات، خصوصًا بعد رفضها التصريح لمحمد السبكي بإخراج الفيلم، وهو ما يجب أن ينعكس في صورة تحقيق حول تناقض قرارت النقابة، وكيف يكتب محمد السبكي على التيتر فيلم لمحمد السبكي؟!

لو عدنا للفيلم، نجد أنه يعاني من غياب جميع العناصر الفنية، وكأنها لم تحضر أبدًا لموقع التصوير أو غرف العمليات النهائية، بداية من غياب كامل للرؤية الإخراجية والدرامية، لدرجة أنك تدخل الفيلم وتخرج منه بدون معرفة لماذا يطلقون على عمرو سعد حديد؟!

ولا تستطيع وضع تصنيف لما شاهدته. ولا أدري كيف تعترض النقابة وترفض أفلامًا سياسية بأي حجة وفي الوقت نفسه تسمح بكل هذا القدر من الابتذال الذي شاهدناه في الفيلم دون حتى ذر الرماد في العيون بلافتة للكبار فقط!

شخصيات العمل تقليدية جدًا، فأحمد عبد العزيز وزكي فطين عبد الوهاب شريران تقليديان جدًا من عينة شر أفلام الأربعينات والخمسينات مثل محمود إسماعيل في شر رفع الحاجب ولمعان العينين والصوت الأجش، ولا يوجد أي عمق أو محاولة لجعل أية شخصية طبيعية، وهو ما أفرغ الفيلم تمامًا من أية روح أو مضمون أو محتوى باستثناء المشاهد الجافة، والاعتماد وبطريقة فظة على الإفيهات الجنسية في جميع النواحي كالشذوذ وعلاقة الرجل بالمرأة.

وكالعادة يهدر جلال الزكي موهبته ومجهوده كمدير تصوير في مثل هذه النوعية من الأفلام، وإن كان من العناصر القليلة التي حاولت الإجادة في هذا العمل. أما من حيث التمثيل فيومًا بعد يوم، يثبت عمرو سعد بعد نظر يوسف شاهين في عدم منحه البطولة أو زيادة مساحة أدواره بإصراره على تقليد أحمد زكي وبكل هذا الأداء العصبي أو ما يطلقون عليه «الأوفر» وهو ما شاركه فيه أحمد عبد العزيز، ولا أدري هل قَبل الدور لأنه أول عرض سينمائي جاءه منذ فترة طويلة أم لسبب آخر.

تامر عبد المنعم ودرة حاولا أن يقللا من جرعة «الأوفر» التي أصابت كل ممثلي الفيلم بلا استثناء، فجاء أداؤهم أفضل من الباقين.

في النهاية يبقى أن نحاول تصنيف أو تعريف لمثل هذه الأعمال بعيدًا عن وصفها بالفيلم السينمائي، لأنه بالتأكيد السينما لها تعريفات أخرى غير ما شاهدناه في «حديد».

التعليقات