إسرائيل معزولة: روسيا ليست حليفًا والولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل معزولة: روسيا ليست حليفًا والولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها

نشر فى : الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:30 م
يواصل زعماء إسرائيل التصرف كما لو أن شيئا لم يحدث فى الساحة السورية، ويستمر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، فى تكرار الكلام عن أن «إسرائيل تعرف كيف تحافظ على مصالحها الأمنية». فى اللغة الإنجليزية يسمون هذا السلوك Face Saving. أى المحافظة على المظهر وكأن الأمور تجرى كالمعتاد. لكن فى الحقيقة، فإن الأمور ليست كذلك. إن إعلان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف هذا الأسبوع أنه لا يوجد أى اتفاق يقضى بمغادرة القوات الإيرانية سوريا وأن وجودها هناك شرعى، هو بمثابة قنبلة تزن طنا وقعت على رأس القيادتين السياسية والعسكرية فى إسرائيل. 

لم يقل لافروف هذا الكلام بصورة واضحة، لكن يمكن أن يُفهم من جوهر كلامه أنه فى نظر الكرملين، الوجود الإيرانى فى سوريا مع حلفائه من الميليشيات الشيعية الدولية وحزب الله، ليس فقط وجودا شرعيا بل هو وجود حيوى. وتعتبر روسيا، التى وجودها جوى فى الأساس، أن هذه القوات هى بمثابة القوة المقاتلة البرية، طعام للمدافع الذى بفضله يستطيع نظام الأسد الصمود، وأنها حيوية من أجل الاستمرار فى المحافظة على النظام، ومن أجل مواصلة جهوده لاسترجاع السيطرة على أغلبية أراضى الدولة.

توضح روسيا أنه على المستوى التكتيكى، ومع التنسيق العسكرى لمنع معارك جوية وصدامات عسكرية مع الجيش الإسرائيلى، فإنها مستعدة للتعاون مع إسرائيل وستواصل ذلك. وحتى لغض النظر، وبذلك تؤيد الهجمات التى يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلى ضد مخازن وشحنات سلاح تابعة لحزب الله. لكن على الصعيد الاستراتيجى المصلحة الروسية فى ترسيخ نظام الأسد بمساعدة إيران الحالى بلورته تأتى قبل المصالح الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، رفضت روسيا الموقف الإسرائيلى القائل بأنه «حتى لو وافقنا، من دون أن نعترف بذلك علنا، على الوجود الإيرانى فى سوريا، فإنه يجب على الأقل أن يُبعد عن حدودنا». حاليا هناك تواجد ضئيل لقوات فيلق القدس والحرس الثورى وحزب الله على بعد 5 كيلومترات من الحدود. وفى المستقبل يمكن أن يبتعدوا إلى مسافة 20 كيلومترا، لكن عددهم سيزداد ويكبر. المشكلة هى أنه بحسب الاتفاق المتبلور بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة (الذى غابت عنه إسرائيل) من أجل تحديد الوجود السورى ــ الإيرانى على الحدود، فإن «الحَكم» الذى سيراقب التنفيذ هو روسيا. أى أن موسكو هى التى تفرض شروط الاتفاق وتراقب أيضا مسئولية تطبيقه.

إسرائيل، عمليا، فى عزلة لم تمر بها يوما بشأن كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، إذ يتضح أن روسيا ليست حليفا على الرغم من جهود نتنياهو فى التودد إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وتهدئته واسترضائه، ولا تستطيع إسرائيل الاعتماد على الولايات المتحدة أيضا، فهى تواصل فى عهد ترامب سياسة الرئيس السابق باراك أوباما من خلال بيع سوريا كمنطقة نفوذ روسية، ومغادرة الشرق الأوسط.

إن العزاء الوحيد لإسرائيل هو توثيق علاقاتها مع السعودية. وكلما دفعت إيران قدما بهيمنتها على المنطقة فى العراق وفى سوريا واليمن، ازداد التخوف السعودى منها وازدادت رغبة زعماء الرياض فى تحسين العلاقات مع إسرائيل. وينطبق هذا أيضا على لبنان الذى يواجه أزمة سياسية عميقة بعد أن أجبرت السعودية رئيس الحكومة السنى سعد الحريرى الذى جمعت عائلته ثروتها فى السعودية، على الاستقالة. تريد السعودية نشر الفوضى فى لبنان لضرب إيران وحزب الله وتقليص ضرر التمدد الإيرانى.

لقد كانت السعودية ترغب فى أن تشن إسرائيل حربا على حزب الله فى لبنان، كما رغبت سابقا فى أن تضرب إسرائيل بقوة أكبر التنظيم الشيعى فى حرب لبنان الثانية فى يوليو 2006. لكن فى الإمكان التقدير بقدر كبير من اليقين أن إسرائيل لن تسفك دم أبنائها من أجل مصالح أجنبية كما اضطرت إلى ذلك فى حرب لبنان الأولى (الغزو الإسرائيلى سنة 1982) للمساعدة فى إقامة حكم مارونى مؤيد لإسرائيل، وهى الخطوة التى انهارت مع اغتيال السوريين للمرشح لرئاسة الجمهورية بشير الجميل. لكن التعاون مع السعودية هو محدود أيضا، فالسعودية ليست ناضجة بعد لخطوة إقامة علاقات علنية مع إسرائيل، إذا لم يحدث تحرك فى الساحة الفلسطينية.

يوسى ميلمان
محلل سياسى

 

التعليقات