عاش جمهور الدرجة الثالثة - محمد موسى - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 7:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عاش جمهور الدرجة الثالثة

نشر فى : الأربعاء 19 مارس 2014 - 6:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 19 مارس 2014 - 6:00 ص

حزب الدستور أسسه البرادعى، ليكون ظهيرا سياسيا للإخوان، حال الإطاحة بهم من السلطة، وإعادتهم للحكم مجددا من خلال ضغوطات أمريكية، تمارسها واشنطن من خلال الحزب، الذى تدعمه ماديا ولوجيستيا.

هل هناك من يرتاب فى هذه التهويمات؟.

إن زملاء فى مهنة الصحافة التى أصبحت أكرهها، قدموا الأدلة القاطعة والحاسمة عليها.

«معلومات» تنفرد بها البوابة نيوز، «تؤكد أن حزب الدستور، وعددا من الكوادر المفروضة على المشهد السياسى فى مصر حاليا، مثل صباحى، تسعى للتحريض ضد السيسى، والحيلولة دون ترشحه للرئاسة، عبر إثارة الرأى العام ضد شخصه وصفته».

البوابة تنقل عن مصادر مجهولة، مثلما يكتب تسعة وتسعون بالمائة من زملاء مهنتى.

عنوان فرعى: ‎حزب الدستور متورط فى فضائح أخلاقية

يتحمس المراهق فى داخلنا للقصص الجنسية المثيرة، لكن الفقرة تنتهى دون العثور على ما وعد به العنوان، إلا فى جملة عابرة دون تفصيل: نؤكد أن هذه التداعيات تأتى فى إطار الفضائح الوطنية والحزبية المتواصلة، التى يقف وراءها حزب الدستور، ومؤسسه البرادعى.

لم أفهم، لكن المراهق منعنى من مغادرة التقرير الفضائحى، حتى وأنا أتذكر تعليقات البرادعى المريرة على الرئيس الإخوانى وقراراته. بيان البرادعى قبل ساعات من مليونيات الثلاثين من يونيو، دعا الشعب إلى النزول والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، بطريقة سلمية وحضارية. «إدينا له رخصة قيادة وطلع ما بيعرفش يسوق».

كان يتكلم عن مرسى، حليفه حسب التقرير الفضائحى، ويطالبه بالاستجابة لمطالب الشعب. كيف كان البرادعى يحرض الشعب على زميله فى الإخوان؟.

يستمر التقرير: هانى شكر الله شقيق رئيسة الحزب هو الرجل الأول لأمريكا فى مصر.

أخيرا ظهر مصدر باسمه، وهو عضو مستقيل من أمانة الحزب بالعجوزة، قال إن «الدستور حزب إخوانى بتمويل أمريكى صريح، يتلقاه هانى شكر الله شقيق رئيسة الحزب». من المحزن أن عضوا مستقيلا من حزب الدستور يعرف ما لم تكتشفه الشرطة، ولا المخابرات بفروعها المتعددة.

ولن تنتهى شهادة المصدر الأعجوبة قبل تلطيش نشطاء السبوبة، وبعض الإعلاميين، ثم «الإشادة بجهود الكاتب الصحفى عبدالرحيم على فى كشف الحقائق للشعب».

فى الأيام الأخيرة من حكم محمد مرسى، نقلت الصحف عن أستاذ للإعلام، قالت إنه مرشح لخلافة وزير الإعلام وقتها، أن «الإعلام الليبرالى يستخدم أساليب الدعاية النازية والصهيونية، ببث أخبار كاذبة، وتشويه للحقائق». وكان الجميع مشغولا بحملة قاسية على القنوات الدينية «المتطرفة وضيقة الأفق»، لكن لا شكوى من الجهة الأخرى.

تقوم الدعاية النازية على تشويه صاحب الرأى المخالف بجعله شيطانا عديم الأخلاق، وتوجيه الاتهامات الكاذبة له، بشرط أن تأتى الأكاذيب ممزوجة ببعض الحقائق. لكن إعلام هذه الأيام لا يعترف بالقاعدة، فالأكاذيب ممزوجة بالأكاذيب، والحقائق الوحيدة فى التقارير الفضائحية هى اسم الضحية، وصفته السياسية أو المهنية.

الإعلام النازى عدو النخبة، «لا يكترث بتأثير خطابه على أستاذ الجامعة، بل على المواطن المتوسط»، كما ينقلون عن هتلر نفسه، فالنخبة ربما تدقق المعلومة وتسأل عن مصدرها. لكننا وصلنا إلى لحظة يسرق فيها الصحفى تسجيلات ليست من حقه، ويبيعها على أنها تسريبات، فيصفق له جمهور الدرجة الثالثة، بدلا من مساءلته قانونيا.

ليس تقريرا صحفيا، بل عينة لما سيكون عليه حال الإعلام فى غضون عدة ساعات، فلم يعد أمامنا الآن سوى الإعلام الليبرالى، ينقش وشمه النازى على ضلوعنا صباح مساء.

محمد موسى  صحفي مصري