ليلة افتتاح - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 12:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليلة افتتاح

نشر فى : الجمعة 19 يونيو 2009 - 8:57 م | آخر تحديث : الجمعة 19 يونيو 2009 - 8:57 م

 افتتح مساء الثلاثاء الماضى بدار الأوبرا مهرجان الرقص الحديث فى دورته العاشرة، وبرغم أن «الرقص الحديث» لايزال فن نخبة إلا أنه منح الأفلام السينمائية والعروض المسرحية وأغانى الفيديو كليب طاقة إبداعية لا يستهان بها، سواء من ناحية الخيال أو الحيوية أو القدرة على التعبير. بدأ الافتتاح بفيلم قصير أخاذ، يقدم مختارات من أهم الرقصات التى حظيت بها الدورات السابقة، وأتمنى أن تعرض إحدى قنواتنا التليفزيونية هذا الفيلم مع شرح وتحليل وتقييم لفقراته الممتعة، وبعد الكلمة التى ألقاها وليد عونى، المدير الفنى للفرقة المصرية، التى أشار فيها لمقولة جلال الدين الرومى «أرقص فالكون يرقص»، جاء دور التكريمات، وإذا كان من المنطقى الاعتراف بدور أول «بريمادونا» مصرية حققت نجاحا مصريا وعالميا، ماجدة صالح، فإنى لم أفهم مغزى تكريم أساتذة كبار فى مجالات بعيدة عن الرقص عموما، والرقص الحديث خصوصا، فها هو يصعد إلى خشبة المسرح المثال الكبير آدم حنين، وقبل أن تفيق من الدهشة، يلحق به الكاتب المحترم، المحبوب، لويس جريس، ثم المخرج المسرحى أحمد زكى، ثم الصحفى المهم منير عامر!

بعيدا عن الافتتاح ومقدماته، جاء عرض «عطيل» الذى أخرجته السويدية مارى برولين تينا، معتمدة على شباب فرقة الرقص الحديث المصرية، وإذا كانت رائعة وليم شكسبير قدمت مئات المرات على خشبات العالم فإنها تحولت إلى باليهات، كما عرفت طريقها إلى الشاشة أكثر من عشرين مرة، منها أربع مرات فى أفلام مصرية: «الشك القاتل» لعز الدين ذو الفقار 1953، و«المجد» للسيد بدير 1957، و«المعلمة» لحسن رضا 1958، و«الغيرة القاتلة» لعاطف الطيب 1981، وأحسب أنه قد يكون من الشائق والمفيد أن تقدم إحدى قنواتنا السينمائية مشاهدة أو قراءة لهذه الأفلام، تبين أوجه الاختلاف والتباين بينها.

بمهارات فردية، وتوافق جماعى، ولياقة بدنية عالية، عبر الشباب المصرى عن مراحل التراجيديا الشكسبيرية، بما فيها من هيام يجعل «عطيل» و«ديزديمونه» جسدا واحدا، يكاد يحلق بعيدا، وحقد وتآمر وغدر من رودريجو وإياجو يجعل حركتهما موحدة تماما، وعذاب شك جنونى يدفع عطيل إلى قتل العديد من الأبرياء، وإذا كان لورانس أوليفيه بحث طويلا عن كيفية أداء صرخة «عطيل» فى النهاية، ووجدها فى صرخة «كلب البحر»، فإن العرض المصرى اهتم بالمؤثر الصوتى المصاحب لمقتل «ديزديمونه» فيتصاعد صوصوة عصفور يعطى انطباعا أنه فى مصيدة، يتلاشى مع موتها..إنه عرض جميل.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات