القضية الفلسطينية .. هل ثمة جديد؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القضية الفلسطينية .. هل ثمة جديد؟

نشر فى : الجمعة 19 ديسمبر 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 19 ديسمبر 2014 - 8:35 ص

منذ يومين عبر البرلمان الأوروبى عن «دعمه مبدئيا الاعتراف بدولة فلسطين والحل على أساس دولتين» لكن ذلك «يجب أن يترافق مع عملية السلام التى يجب إحياؤها».. نص غير ملزم خرج بأغلبية الأصوات وأعدته خمس كتل سياسية فى البرلمان الأوروبى بعد مفاوضات وصفها المراقبون بالصعبة.. وسبق البرلمان الأوروبى برلمانات بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وغيرهم فى التصويت الرمزى على الاعتراف بدولة فلسطين.

الغريب أن يتزامن هذا القرار التاريخى مع قرار محكمة العدل الأوروبية إلغاء إدراج حركة حماس على لائحة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبى.. ورغم أن المحكمة الأوروبية قد عللت قرارها هذا بالقول بأن إدراج حماس على هذه اللائحة عام 2001 لم يستند إلى أسس قانونية «وإنما تم على أساس معلومات من الصحافة والإنترنت»، لكنه من العسير جدا أن لا يربط المراقبون هذا القرار بالحراك الأوروبى الإيجابى تجاه القضية الفلسطينية فى المجمل، لاسيما وقد سبقه تحول تاريخى أيضا فى شكل العلاقة الفلسطينية ــ الفلسطينية، وما زال التحول قائما رغم مناوشات تعتريه بين الحين والآخر.

تواكب هذا الحراك الإيجابى بحراك فلسطينى ــ عربى مماثل فى أروقة الأمم المتحدة، الجديد فيه هذه المرة أن أطرافا أوروبية كبيرة تدفع وراء دعمه بقوة، أبرزها محاولة الفرنسيين تجنب (فيتو) أمريكى يعرقل إقرار مجلس الأمن حلا نهائيا خلال العامين المقبلين.

الفارق كبير بين العرض الفلسطينى وبين النسخة الفرنسية المعدلة، فشتان بين النص على «إنهاء الاحتلال الإسرائيلى خلال عامين «وبين التعديل الفرنسى الذى ينص على «إنهاء مفاوضات السلام خلال عامين» والذى يعلله الفرنسيون بتجنب السقوط فى فخ ( الفيتو) الأمريكى.

ردود الفعل الإسرائيلية بالطبع أتت لتظهر انزعاجا كبيرا سواء فى التعليق على البرلمان الأوربى أو المبادرة الفرنسية، فقد علقت الخارجية الإسرائيلية بقولها: «إن المفاوضات الثنائية فقط وليس عمليات التصويت فى البرلمانات الأوروبية، هى التى يمكن أن تحل النزاع فى الشرق الأوسط، بل أضافت أن «مناقشة البرلمان الأوروبى تضر بفرص استئناف هذه المفاوضات».

وأمس الأول نشرت الصحافة الإسرائيلية تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال فيها إنه «اتصل مباشرة بالرئيس فرنسوا أولاند وحثه على الطلب من وزير الخارجية فابيوس سحب اقتراح مشروع القرار من الأساس محذرا هولند من تبعات المبادرة الفرنسية».

هل نحن أمام تحول تاريخى للموقف الأوروبى حيال القضية الفلسطينية، ينتقل ولو بصورة بطيئة من خانة التعاطف المتردد إلى خانة الفعل الإيجابى؟ الشواهد حتى اللحظة لا تؤكد سوى شىء واحد، أن الماء الركد يحفل الآن بدوامات كثيرة على إثر إلقاء أكثر من حجر.. هل تتحول الدوامات إلى «موجة تغيير»؟ لا أحد يمكنه التنبؤ.. الأنتظار إذن هو دورنا كالعادة.. ووحده الانتظار!