على سُنة الشهداء - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على سُنة الشهداء

نشر فى : السبت 21 يناير 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : السبت 21 يناير 2012 - 9:15 ص

رغم طغيان «الفلكولور» على المزاج الدينى المصرى إلا أن هناك قواعد فقهية تعتقد فى أن كثيرا من الطقوس المصرية فى احتفالات المولد النبوى الشريف مثلا نوع من «البدع»، خاصة تلك التى تختزل مناسبة عظيمة كمولد الرسول الكريم، فى «عروسة وحصان حلاوة»، جزء من هذه القواعد الفقهية يستند إلى أن أفضل الاحتفال بالشخص هو إحياء أهدافه والتحلى بصفاته والمضى فى تحقيق أحلامه، والاحتفال بمولد الرسول عليه صلاة الله وسلامه، لابد أن يمتد لإحياء سنته، والاقتداء بحسن معاملاته، ومقاصد منهجه فى الحياة، الذى يوازن بين التيسير فى الدنيا، والفلاح فى الآخرة.

 

لا يمكن اختزال الاحتفال بالمولد النبوى فى «الحلوى»، كما لا يجب اختزال مولد المسيح عليه السلام فى «شجرة الكريسماس» دون تدبر فى دعوة المسيح ذاتها، وأن تسأل نفسك ما الذى تحقق منها وما الذى نفتقده فى ممارساتنا من تعاليمه.

 

الأمر نفسه ينسحب على الثورة، كيف تسمح للبعض أن يختزل الثورة فى احتفال وأشعار وأغانى، وأن يجرك إلى احتفالات صاخبة وهدايا وفقرات فنية وأهازيج، دون أن يقترب بك من جوهر هذه الثورة وما تحقق من أهدافها وما لم يتحقق ومن المسئول عن عدم تحققه.

 

الشهداء كالرسل والأنبياء لهم رسالة ومنهج وُسنة مع فارق التشبيه لم يموتوا بين خيط الصواب وخيط الخطأ، لكن هناك قيما بعينها قصدوها، ومطالب واضحة رفعوها، وهدفا يخصك ويخصنى ويخص كل المصريين سعوا خلفه وبذلوا من أجله الروح والدم، واحتفالك بصنيعتهم دون أن تقتدى بـ«سنتهم» وأن تفتش عما تحقق من أحلامهم، وأن تحاسب من تكاسلوا فى حق دمائهم، ومن أفرغوا مشروعهم الرائد من مضمونه حتى مر عليه عام كامل فانتهى إلى لا شىء.. «لا عيش تحقق ولا حرية ولا عدالة اجتماعية».

 

هؤلاء الذين يحاولون إغراقك فى الاحتفالات والكرنفالات وكأن الثورة انتهت وحققت كل ما هو مطلوب منها، يريدون أن يجعلوك كالمسلم الذى لا يعرف عن سنة نبيه شيئا ولا يقتدى به، لكنه يشترى الحلوى فى المولد ويهادى الآخرين بها، أو كمسيحى لا يطبق من تعاليم المسيح شيئا فى معاملاته، ويسارع لتعليق الأمنيات على شجرة الكريسماس.

 

الثورة ليست «حصان حلاوة» نأكله بعد الاحتفال، ولا شجرة كريسماس تذبل ويتضاءل وهجها بعد أيام، الثورة كتاب وسنة ومنهج، ولأجل ذلك كان الدم وكانت التضحيات، والاحتفال بها لا يكون إلا بإحياء هذه السنة، والسعى خلف ما لم يتحقق ومحاسبة المتباطئين والمتواطئين، احتفل بالثورة بتجهيز إجابة شافية لأولئك الذين هم «أحياء عند ربهم يرزقون» حين تجد علامة الاستفهام تطل من عين كل واحد فيهم، تبحث عن دمه وعن هدفه وعن الحلم الذى أخلص له من أجلك ومن أجل أبنائك.

 

الذين يريدون صرفك عن عقيدتك الوطنية بـ«البدع»، يريدونك أن تحتفل بهدف سجله فريقك فى الشوط الأول بصخب وتأكد من انتصاره وكأن المباراة انتهت، فتنسى الشوط الثانى.. و«صفارة الحكم».

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات