أحمد وطارق وإسلام - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 6:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد وطارق وإسلام

نشر فى : الإثنين 21 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 يناير 2013 - 8:32 ص

حينما ترددت أنباء عن أن فنان التمثيل الكبير، عادل إمام، ينوى القيام ببطولة فيلم سينمائى، يحمل عنوان «حسن ومرقص»، (تم إنتاجه بالفعل فى يوليو من عام ٢٠٠٨ ( كان السؤال الذى تناثر فى ذلك الوقت، بين الجد والهزل، وأين كوهين؟ باعتبار أن مبدعنا الكبير الراحل بديع خيرى أطلق الفكرة وناقشها، بشكل مختلف طبعا، فى مسرحية تحمل الأسماء الثلاثة: حسن ومرقص وكوهين،  فى دلالة واضحة لتركيبة مصرية أصيلة كانت سائدة فى ذلك الزمان) المسرحية عرضت أول مرة يوم ١٦ نوفمبر عام ١٩٤١(  وقد شارك نجيب الريحانى فى كتابة الفكرة المستوحاة من لافتة محل تجارى ( أ. بسخرون وص. عثمان ).

 

انفصال كوهين،  كان طبيعيا فى عام ٢٠٠٨، فقد مرت فى النهر مياه كثيرة، لايتسع المجال لذكرها الآن، وربما لم يكن سؤال «أين كوهين؟» هو السؤال الذى كانت إجابته تشغل البعض، لكن الخوف الذى لم يعلنه أحد وقتها هل من الممكن أن تكون هذه القصة بعد سنوات أخرى تحمل اسم« حسن وبس»؟ والدلالة لهذه المزحة القاسية المرعبة،  لا تحتاج لأى شروحات أو تعليقات.

 

هذه المزحة، لم تغادر تفكير البعض، وإن بقيت ساكنة بداخلهم. دون ان يمنع السكون جاهزيتها للانطلاق، وبدا ذلك واضحا، بعد ثورة يناير، خاصة مع ما تعرضت له مصر من أفكار إقصائية، عدائية، تجاه كل من يختلف مع من تصوروا أنهم أصحاب الحل والعقد فى هذا البلد.

 

فى المقابل، كانت أسماء ثلاثة «أحمد وطارق وإسلام» تحمل بكل وضوح  عدم رضائها عن فكرة انتهاء القصة الأصلية بـ«حسن وبس» وأن هذا البلد لن يسمح بإقصاء أحد أبدا، وأن الشباب هم فى مقدمة من سيقومون بهذه المهمة.  

 

«أحمد وطارق وإسلام»  ثلاثة شباب اقتربت منهم،  أثناء دورة تدريبية عن الصحافة الإقليمية، بمدينة الأقصر، قبل شهرين تقريبا، لاحظت اندماجهم وتلاصقهم وتحركهم بشكل جماعى، وقت التدريب معا، ووقت الجلوس إلى مائدة الطعام معا أيضا مع بعض الضحكات الصافية والحوارات الهادئة، ولفت انتباهى، تلاحمهم المستمر وعرفت أن ثلاثتهم من الإسكندرية، فاكتفيت بتفسير  الجغرافيا، خاصة أن بقية المتدربين كانوا من محافظات الصعيد، وآخرين كانوا من تونس.

 

وبعد يومين، كانت المفاجأة، أحمد عضو فى جماعة الإخوان المسلمين، وطارق ليبرالى التوجه، بينما كان إسلام اشتراكيا ثوريا، أى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وتوقفت طويلا وكثيرا عند هؤلاء الشباب، وجدت الكثير من الخلاف فى الرأى.. كما وجدت الكثير من التوافق والبهجة.. كان الخلاف واضحا.. والتوافق أكثر وضوحا.

 

وبعد انتهاء الدورة التدريبية، ركبنا جميعا عربة واحدة فى الطريق إلى مطار الأقصر، حيث سيطيرون معنا إلى القاهرة ثم يسافر ثلاثتهم بالقطار إلى مدينتهم الإسكندرية التى كانت تشهد بعض التوترات بعد إحراق عدد من مقار« الحرية والعدالة»، كان الثلاثة يفكرون فى كيفية حماية بعضهم لبعض، إذا ما واجهتهم أى مشكلة من فريق أى تيار.. كانوا يسردون السيناريوهات المختلفة وهم يضحكون.

 

مع إقلاع الطائرة.. أدركت أن القصة لن تنتهى أبدا بـ«حسن وبس»  بينما كان أحمد وطارق وإسلام مستمرين فى الحوار بجدية.. وحدة.. وحب.. وبهجة.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات