محمود سعد - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 6:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمود سعد

نشر فى : الثلاثاء 21 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 مايو 2013 - 8:00 ص

«شهر زاد الزمن الجميل».. هذا عنوان الكتاب، صغير الحجم، كبير القيمة، الذى كتبه محمود سعد، عن الفنانة زوزو نبيل، بمناسبة تكريمها فى المهرجان القومى للسينما المصرية عام 1996.. لغة الكتاب رشيقة، رقيقة، ناعمة، موجزة وسريعة، يمتزج فيها العام بالخاص، فى حياة «زوزو نبيل»، تجربتها الشخصية فى الحياة، ومشوارها الإبداعى، فى الإذاعة، وفوق خشبة المسرح، وعلى الشاشتين، الكبيرة والصغيرة، وهى سمات مدرسة «صباح الخير»، المجلة ذات الطابع الشاب، الدافقة بالحيوية التى اكتسب منها محمود سعد الكثير، منذ عمل فى رحابها، وانتقل بملامحها، إلى صحف أسند له رئاسة تحريرها، وحملها معه، إلى برامجه التليفزيونية.

 

ذائقة محمود سعد، قادته إلى الافتتان بالجملة التى تلقيها زوزو نبيل، بطريقة خلابة، تفتح آفاقا مليئة بالوعود، أمام المستمع والمشاهد، والتى تقول «بلغنى أيها الملك السعيد».. الواضح أن محمود سعد تشبع بهذه المقدمة، المثيرة للاهتمام، وبأسلوب إلقائها الدافئ، برغم مظهرها المحايد، ذلك أنه يفتتح برامجه عادة بما يعنى «بلغنى أيها المواطن الكريم» أو «علمت أيها المشاهد العزيز».. ثم يلقى بحصيلة حصاده، بحلوه القليل، ومره الكثير، فى «آخر النهار».. يحاول، بقدر طاقته، الابتعاد عن صخب الانفعالات، معتمدا على ثقة عميقة متبادلة، بينه والمشاهد، حققها، خلال مشوار طويل من الصدق، مع الذات، ومع الوقائع التى يتحدث عنها، معلنا، بوضوح، عن رأيه، ومشاعره، منتقدا، بعمق، وبدون تجنى، ممارسات خاطئة من أصحاب النفوذ.. وفى ذات الوقت، لا يتردد عن انتقاد نفسه، نقدا مصحوبا بالندم والاعتذار، حسب ما فعل، أكثر من مرة، بسبب اختياره الخاطئ للدكتور محمد مرسى، رئيسا.

 

محمود سعد، يتمتع بوجه شديد الصفاء، بعيون حانية النظرات، متصالحة مع الحياة حتى لو كان صاحبها غاضبا، فضلا عن ابتسامة طبيعية، توحى أنه ولد بها، لذا، حين تتلاشى، يدرك المتابع أن مذيعه يعانى مما يستحق الكدر، وهو كثير.. مع الممارسة، اكتسب محمود المزيد من مهارات الأداء، لعل فى مقدمتها، إدراك قيمة الصمت، للحظات، وما يمكن أن يؤديه الصمت من معان. تارة يعبر به عن الحيرة، وتارة عن درجة ما من اليأس، خاصة إذا كان يسبقه أو يلحقه بآهة. أحيانا يأتى الصمت بمثابة نقاط تحل مكان ألفاظ جارحة لا يريد استخدامها، مثل «احنا رضينا بالـ.. والـ.. مارضاش بينا».. وأحيانا يستخدم الصمت لإتاحة فرصة التفكير للمتابع، فمذيعنا لا يزعم أبدا أنه العارف ببواطن الأمور، وعلى المشاهد أن يتلمس الجزء الغاطس، الخفى، أسفل رأس جبل الجليد العائم.

 

مثل معظم هذا الجيل من المذيعين، أصحاب الرأى، ينحاز محمود سعد لقضايا المواطنين والوطن، وبالضرورة، يصطدم بالمهيمنين على مقدرات الأمور، من الناحية الرسمية.. يندلع السجال، إن لم يكن التراشق، بينهما عاقلا، هادئا مرة، عاصفا، عنيفا، معظم المرات. قد لا ينتهى بنصر أو هزيمة، ولكن، بالتأكيد، يحقق قدرا من التنوير، ويزيد من شعبية المذيع المثقف، الذى استوعب درس نجيب محفوظ: عاقبة الجبن أوخم من عاقبة الشجاعة.. وبالتالى.. اختار أن يظل شجاعا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات