الإخوان «كتبًا» - أيمن الصياد - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان «كتبًا»

نشر فى : الجمعة 22 فبراير 2013 - 4:15 م | آخر تحديث : الجمعة 22 فبراير 2013 - 4:15 م

ليس بإمكان أحد أن يقول إن من الإنصاف أو التجرد العلميين الاكتفاء بقراءة كتاب ثروت الخرباوى الأخير «سر المعبد»، رغم أن الشهادات من الداخل لها أهميتها عند أى باحث مدقق. ورغم أن بعضا مما عرض له «الإخوانى» المنشق فى كتابه كنت قد سمعته من غيره من شباب الإخوان الذين خرجوا «أو فى طريقهم». إذ يظل من واجب أى مهتم بقصة الجماعة السياسية الأهم فى حياتنا السياسية المعاصرة، خاصة فيما بعد ثورات الربيع أن يضع على قائمة قراءاته العاجلة عددا لا بأس به من الكتب «القديمة والجديدة» بدءا من ظلال ومعالم سيد قطب و «دعاة لا قضاة» للهضيبى، وليس نهاية ربما بكتاب «من داخل الإخوان المسلمين» ليوسف ندا ودوجلاس طومسون، أو بكتابات الراحل النبيل حسام تمام أو تلك التى نُشرت بالانجليزية لناثان براون وعمرو حمزاوى اللذين أصدرا عن «كارنيجى» لسنوات الكثير من التقارير التى ترفع صفة الشيطان عن الجماعة، ولعلها ضمن عوامل أخرى مهدت «فى حينه» لما بدا قبولا أمريكيا لأن يرث الإخوان ــ ولو إلى حين ــ انتفاضات الربيع هنا وهناك.

 

كتاب يوسف ندا الوثائقى (وهو ضمن ٨٩٠ كتابا صدر بالانجليزية عام ٢٠١٢ عن الإخوان المسلمين) هو كتاب استثنائى بامتياز. فكاتبه من أهم كتَّاب السيرة الذاتية. وصاحب السيرة ظل لعقود شخصية مثيرة للجدل على أكثر من صعيد. فاقتصاديا، بلغ حجم أعماله عدة مليارات من الدولارات. وسياسيا كان لعقود مفوض الشئون الدولية والعلاقات الخارجية للإخوان المسلمين، كما أنه كان قد وُصِم بأنه ممول إرهابى عالمى، ووضع اسمه فى ٢٠٠١ على قوائم الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتنظيمات والشخصيات الإرهابية أو المعاونة الإرهاب (رفعت المنظمة الدولية اسمه فى ٢٠٠٩). والكتاب نفسه استغرق إعداده سنتين كاملتين. قبل أن يصدر بما فيه من أفكار «وحكايا» لابد أن تثير كثيرا من الجدل، داخل جماعة بدت لا تطيق انتقادا ولا كلمة خارج السياق، حتى لو جاءت من رجل من الرعيل الأول وبقامة يوسف ندا.

 

«أما أنا فكهل يجهر بما يعتقده...» هكذا يقول يوسف ندا بوضوح فى مقدمة الكتاب، مؤكدًا أنه لن يجامل بعض أصدقاء الإخوان «عندما أشعر أنهم لا يستحقون…» ومن هذه العبارات «القاطعة» يمكن توقع إلى أى مدى سيصل الكتاب فى إثارة الجدل، سواء بإشارة صاحبه الإخوانى الذى قضى جل عمره فى أوروبا إلى أن النساء المسلمات يستطعن التخلى عما يعتبره البعض زيا إسلاميا «مع احتفاظهن بحشمتهن» أو بقوله إن المتطرفين قد اختطفوا الشريعة وإن «الذين يتمسكون بتفسير سلفى جامد للإسلام لا يستطيعون البقاء فى القرن الحادى والعشرين».

 

الصور التى يضمها ملحق الكتاب، والتى تتضمن صورا لندا مع شخصيات مرموقة «ومؤثرة»: من مصطفى مشهور والقرضاوى وعمر التلمسانى إلى بيريز دى كويار وصدام حسين وأردوجان وأربكان.. ورئيس الحرس الثورى الإيرانى، تجعلنا نفهم ونتوقع ما يقوله الرجل فى تقديمه للكتاب من أنه لا يستطيع البوح بأشياء كثيرة «حيث كثير من الأمور لابد أن تذهب معى إلى القبر.

أيمن الصياد  كاتب صحفى
التعليقات