دموع ديكتاتور.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 1:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دموع ديكتاتور..

نشر فى : الجمعة 22 مايو 2015 - 8:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 22 مايو 2015 - 8:50 ص

•• لم يعد عندى فيما يتعلق بكنافة البث الفضائى، وما يدور حولها من صراعات سوى ما يلى:

•• تتفق الأندية على البيع الجماعى بمزايدة شفافة. وتتفق نهائيا على توزيع النسب، بمعايير حقيقية. ويسعى اتحاد كرة القدم إلى تأسيس رابطة الأندية المحترفة وتطبيق دورى المحترفين . أو تسعى لجنة الأندية إلى الإسراع بتأسيس الرابطة إذا كان اتحاد كرة القدم «مش عايز» مهما قال إنه عايز.

•• أيضا فى شأن تنظيم كرة القدم إذا كنتم تريدون حقا تنظيمها، يعلن الاتحاد عن اختصاد دورى الدرجة الثانية فى 18 ناديا. ويعلن أيضا أن تطبيق ذلك سيكون بدءا من موسم 2018 / 2019 حتى لا يكون القرار مفاجئا، ولو أنى أخشى أن يكون مفاجئا ويواجه باعتراضات الهابطين سنة 2018، فالمفأجاة من حجج التنابلة والبليد.

•• أنتقل الآن إلى دموع الديكتاتور.. وهو المدرب الهولندى ديك إدفوكات الذى تسلم مهمة إنقاذ فريق سندرلاند فى مارس الماضى. ونجح فى عملية الإنقاذ بما وصفه النقاد الإنجليز بأنها معجزة. فقد كان الفريق يحتاج إلى نقطة واحدة فقط أمام أرسنال المتألق هذا الموسم على ملعبه. وتوقع الجميع أن يلعب المدرب الهولندى بتشكيل دفاعى صارم، ويتراجع بفريقه إلى الخطوط الخلفية بحيث يقفون كما عساكر الشطرنج أمام الملك حارس المرمى. لكن إدفوكات لعب بتشكيل به العديد من العناصر الهجومية. ورأى أن مقابلة وسط أرسنال مبكرا سوف يمنح مرماه قسطا من السلامة والأمان. وبالفعل فاز إدفوكات بالتعادل السلبى ليصبح رصيده 38 نقطة وينجو من الهبوط، ويحصل الهولندى على 500 ألف جنيه مكافأة البقاء. وقد بكى بعد انتهاء المباراة. بكى لأنه نجح. بينما أظن أن غيره يمكن أن يبكى بقيمة المكافأة.. ويصبح الصراع على الهبوط فى الدورى الإنجليزى بين فريقين هما هال سيتى ونيوكاسيل. لكن يبدو أن هال هو الأقرب.. ومعه بيرنلى وكوينز بارك رينجرز.

•• القيمة المهمة فى مباراة أرسنال وساندرلاند هى أخلاق الرياضة.. فالذين يتحدثون يوميا عن نقص الإمكانات. أرد: ما علاقة هذا النقص بنقص الأخلاق لدرجة أنها تكون فى مواقف وحالات (واطية للغاية) .. ففريق أرسنال لعب بمنتهى الجدية على الرغم من أن احد المشجعين كان يجلس أمام موقع الصحفيين بالاستاد وقف وأخذ يصيح بغضب: «هيا فينجر.. افعل شيئا»، والواقع أن أرسنال لعب وكاد يصيب مرمى ساندرلاند بقذائف متعددة الاتجاهات وبفرص وصلت إلى ثمانى.. لم يكن أرسنال بطيئا، مجاملا، منافقا، متواطئا. وأترككم لمشاهدة صراع الهبوط فى دورينا، وكيف سيكون التلاعب. وكيف ستكون الأخلاق التى لا تحتاج إلى إمكانات. وإنما إلى شرف..!

•• دموع الديكتاتور إدفوكات هى دموع النجاح. وهو ديكتاتور فى قيادة فريقه. كما كان جوزيه مثل راسبوتين فى قيادة الأهلى .. الأمر هنا يتعلق بالشخصية. وكل ديكتاتور فى التاريخ لم ينجح من هولاكو إلى هتلر وموسولينى. ولا أظن أن واحدا منهم نجح.. ولا أظن أن واحدا منهم بكى!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.