رفقـًـا بأنفسكم.. - معتمر أمين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 3:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رفقـًـا بأنفسكم..

نشر فى : السبت 23 يونيو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 23 يونيو 2012 - 8:00 ص

إذا كان على الثورة واجب الآن فنحن علينا أولا ان نعرف أين نقف، ثم نسأل انفسنا ماذا نواجه بالضبط ومن هنا نستطيع ان نفاضل بين أى الطرق نسلك. النزول إلى الشارع الآن عبارة عن انتحار سياسى! فما هى حجة النزول إلى الشارع؟ هل ننزل لمجرد اننا ثائرون؟ هل ننزل لأن النتيجة ظالمة لنا؟ هل ننزل لأن المرحلة الانتقالية فشلت فى العودة بمصر إلى طريق المستقبل أو حتى تصحيح الأوضاع؟ الا نكتفى بمكاسب حققناها مثل مدتين للرئيس بحد أقصى وكذلك الا تزيد المدة على أربع سنوات؟ ام اننا نخشى ان يرتد الدستور القادم حتى على هذه النقاط؟ اذا كان العسكر هم من نواجهه فإن العسكر ضربنا بالإعلان الدستورى مرة ومن ساعتها انقسمنا حتى وصلنا إلى الفشل الذى يحيط بنا الآن! واذا كان الذى نواجهه الآن هم العسكر فساعتها معركتنا الفعلية تكون الدستور كما قال البرادعى منذ أكثر من عام ونصف الغام ومن قبله قال الأستاذ هيكل فى أواخر 2009 الدستور أولا ولم يستمع أحد! فهل تستمع الآن قوى الثورة بعد ان اصبحنا جماعات وشيعا وكل واحد فرح بحزبه ــ عفوا دكانه ــ  الذى فتحه؟ الا يحن أصحاب الدكاكين إلى ان يدخلوا فى شركة مساهمة ويتطوروا بالدكان إلىأن يصبح بدرجة السوبر ماركت؟

 

●●●

 

تحديد ما تواجهه الثورة أهم بكثير من التسرع والإقدام بالنزول إلى الشارع على لا شىء فنجلس مدة لا يعرفها الا الله ثم نتساقط رويدا رويدا حتى يهجم علينا البلطجية ويسيح دمنا على يد الطرف الثالث كما هو الحال فى كل مرة! الآن علينا فى النزول ان نتحسب للضبطية القضائية كذلك ونحن نعرف ان المتربصين كثيرون! السبيل الوحيد الذى آراه منطقيا الآن هو العمل السياسى التنظيمى القائم على قواعد القانون بعد ان اصبح العمل الميدانى بدون غطاء من سياسة عبارة عن مصيدة لتفريغ القضايا! فعلينا ان نعترف ان الأمن الوطنى والأجهزة الأمنية التى لم تكن تقيم لنا وزنا فى السابق التفتت الينا ودرستنا وعرفت مواطن ضعفنا وعرفت كيف وأين تضرب! وهذا لا يضيرنا بل يدفعنا لإعادة الحسابات من جديد.

 

ومن ضمن ما سنواجه فى الساعات والأيام القادمة عدد لابأس به من المتحولين ومطبلاتية الإعلام وسنسمع منهم أذى كثيرا. كل هذا لا يعنينى فى شيئ لأنه أمر عابر.. وانما أرى ان الاهتمام يجب ان يكون بأمور أخرى. أولا، وددت لو قبلت جبين كل الثوار وأقول لهم رفقا بأنفسكم. نحن أساسا احرار ولذلك قمنا بالثورة ولما تكلمنا، طالبنا بحقوق الآخرين والا هل ينتظر أحد منا الحد الأدنى للأجور مثلا؟ ثم انه ليس صحيحا ان الثورة صنعت للمصريين الكرامة ولكن الصحيح ان المصريين عندهم كرامة ولذلك قاموا بالثورة! والصحيح أيضا ان الله سبحانه وتعالى اختارنا لنعيش ونشارك ونصنع هذه الثورة، فنحن لا نعيش هذه الأيام بالمصادفة. لذلك، كل واحد منا مسئول عن ثغر من ثغور الثورة وان الله بالغ أمره وهو لا يعجل كما تعجلون ونحن هنا لأن لنا دورا لابد وان نقوم به!

 

الشاهد اننا امام تحد وهو متمثل فى إعادة تحديد ماذا نواجه بالضبط! إذا كان ما نواجهه هو العسكر فعلينا ان نتذكر كما قلت ان العسكر ضربونا بالإعلان الدستورى ومن ثم لا يجب ان نترك معركة الدستور الا ونحن فائزون فيها بتمكين الثورة فلقد رأينا الويل من القانون! ولا سبيل لمعركة الدستور الا عبر كيان قانونى وضغط شعبى. ولكى نحتشد ونطلب ونضغط وجب توحيد الصفوف. وبالصفوف أعنى اربع قوى. أولا: تيار الحلم المصرى الذى اعلن عن تشكيله حمدين صباحى. وثانيا: حزب الدستور الذى اعلن عن تشكيله البرادعى. وثالثا: الكتلة المصرية. ورابعا: تحالف الثورة مستمرة. أضف إلى هؤلاء أى حزب يريد ان ينضم مثل حزب الوسط. فيجب ان نعيد تنظيم صفوفنا فنحن الثورة ونحن المستقبل ونحن روح العصر وباستطاعتنا ان نضمد جراحنا ونمضى بعد ان تعثرنا بسبب تكالب البعض الذى يريد الدنيا بسرعة!

 

●●●

 

ولأننا فى لحظة تاريخية فارقة ولها ما بعدها أطرح عليكم تصورا أعرف ان عدد المندهشين منه أكبر من عدد المرحبين ولكن الواجب البوح به. الا يسع كل الأحزاب التى ذكرتها ان تندمج فى حزب واحد كبير؟ الا يسع كل الشخصيات الوطنية التى تقف وراء هذه القوى السياسية ان تتحد بغية الوصول إلى السلطة ثم بعد ان نتمكن فساعتها نبدأ فى الحديث عن الأيدلوجيات والمرجعيات؟ الا يكفى ان تجمعنا مبادئ ثورة 25 يناير من عيش حرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية؟ الا يمكن ان نحدث مصالحة بين ثورة 1919 وثورة 1952 وثورة 2011 وحتى أولئك المؤمنين بمسار السادات السياسى؟ الا يسعنا ان نصطف جميعا للتمكين وبهذا اقصد المحليات والبرلمان والرئاسة القادمة ومن قبلها الدستور؟ واذا كان هذا بوسعنا فمتى نبدأ؟ ومن أين؟

معتمر أمين باحث في مجال السياسة والعلاقات الدولية
التعليقات