كوميديا المطيرى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كوميديا المطيرى

نشر فى : السبت 25 يونيو 2011 - 10:03 ص | آخر تحديث : السبت 25 يونيو 2011 - 10:03 ص

 العنوان غريب، سأشرحه عقب الحديث السريع عن الكوميديا و«سامى أكسيد الكربون».. الكوميديا، غالبا، تزدهر إبان التوتر والقلق، يقبل عليها الجمهور ترويحا للنفس وتهدئة للأعصاب المشدودة، لذا كان من المتوقع أن يحقق الفيلم المذكور نجاحا مرموقا، لكنه جاء مخيبا للآمال، قديما وباليا ومهلهلا، لا يأخذ من السينما المصرية إلا بعض الكراكيب التى تجاوزها الزمن، وتجاوزتها كوميديات فطين عبدالوهاب، ومحمد عبدالعزيز ورأفت الميهى.. فى «سامى..» تتوالى المواقف العشوائية لتحكى، بخمول، عن ذلك الشاب المنغمس فى حياة لاهية مع النساء، إلى أن يلتقى فتاة ملتزمة تعيده إلى جادة الصواب. الفيلم، يقع فى مصيدة الكليشيهات: هانى رمزى، بمغالاته فى الأداء إلى حد التصنع. صديقه إدوارد مجرد النمط المعروف للتابع الذى لا خصوصية له، يكاد يقول لك فى كل مشهد يظهر فيه «خذ بالك من أدائى الكوميدى». وثمة طفلة، هى أقرب للمرأة «المسخوطة»، تتكلم بالعين والحاجب، وتقول كلاما له إيحاءات لا يدركها إلا الكبار. إنه فيلم شاهدناه من قبل، لم ولن يضحكنا.

أما إذا أردت البهجة والمرح والكوميديا، بشتى أنواعها، فستجدها حتما، عند سيدة كويتية ظريفة، ذات خيال جامح، بالغ الطرافة والنشاط، وأظن أنها لو تفرغت لكتابة السيناريوهــــات، لنهضـــت بمستوى السينما العربية، المصرية، ونقلتها من عادة التكرار إلى عالم الابتكار.
اسمها «سلوى المطيرى»، وهى ناشطة، رشحت نفسها عدة مرات لمجلس الأمة، تكتب الشعر. تطل علينا بوجهها الصبوح، عبر «اليوتيوب» لتعلن عن أفكار ضاحكة، لا تخطر على بال، تتضمن حلولا لكل المشاكل، البيئية والسياسية، ولا مؤاخذة، الجنسية، وهى الأهم عندها. فإذا كانت الكويت تعانى من مشكلة الغبار الكثيف فإن علاجها يكمن فى تصنيع منطاد كبير، يملأ بماء البحر ــ توفيرا لمياه الشرب ــ وعن طريق ثقوب فى المنطاد، ترش رمال الصحراء مما يثبتها ويمنعها من التصاعد مع الرياح. وقبل تأمل فكرتها الأهم، التى أثارت ضجة بين الذين تعاملوا معها بجدية لا تليق بها، تجدر الإشارة إلى قصائدها، العامية، التى تجمع بين المديح والغزل، وتقترب من مونولوجات شكوكو وثريا حلمى.

فى إحداها تقول عن نائب سابق فى مجلس الأمة، اسمه مسلم البراك «اعرف أن هذا مسلم الغالى/ مر على الناس براس عالى/ ايوه سابقه صيته العالى/ كل عذراء تقول هذا اللى فى بالى».. المطيرى، تفتق ذهنها عن فكرة جديدة، مزدوجة، لا تخطر على بال، تصلح لعدة أفلام من نوع «الفانتازيا»، تتجاوز «مساخر» رأفت الميهى الجميلة، فنظرا لرغبة الرجال فى التغيير، ومنعا للزنى ــ والعياذ بالله ــ تقترح الأخت سلوى فتح مكاتب لشراء وبيع الجوارى، يعاشرهم الفحل معاشرة كاملة، نظير راتب معلوم، وهى فى هذه الحالة حلال تماما، وزيادة فى إغراء المشروع، تنصح المطيرى بجلب الجوارى من الأسيرات الروسيات عند الشيشان، نظرا لبيضا بشرتهن، وجمالهن، فضلا عن أنهن غير مسلمات. وتضيف المطيرى ميزة بصرية أخرى، فبينما لا يليق بالحرة الكشف عن أى جزء من جسمها إلا الوجه والكفين والقدمين، فإنه من المسموح للجارية تعرية جسدها حتى الصرة.. لم تنس المطيرى بنات جنسها فاقترحت أن يكون للعانس أو المطلقة الحق فى شراء عبد كى تتزوجه، بشرط أن يكون أبيض، يعاملها برقة.. أعترف أنى ضحكت حين تخيلت هانى رمزى فى هذا الدور فى فيلم عنوانه «سامى.. الزوج العبد»، فبالتأكيد سيكون أفضل من «أكسيد الكربون».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات