دعوة للتخريب - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعوة للتخريب

نشر فى : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 8:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 8:15 ص

ثلاثة أيام تفصلنا عن الثامن والعشرين من نوفمبر.. موعد أعلنته قبل شهر تقريبا مجموعة من «الأغمار» لانطلاق ما أسمته «ثورة إسلامية».. والحق أن وصفها «بالدعوة التخريبية» هو الأصرح والأنسب، حتى ولو زعم منظموها انتصارا مزعوما للإسلام أو روجوا لها بالدعوة إلى حمل المصاحف!

للأسف الشديد اضطررت مع جمع غفير من زملائى على مدى أسبوعين مضيا أن نطوف أغلب محافظات مصر للتحذير من هذه الدعوة التخريبية وآثارها الكارثية، من ناحية لتوضيح أن مسمى «السلفية» الذى تستر خلفه هؤلاء الداعون إلى فوضى الثامن والعشرين من نوفمبر، برىء من عبثهم.. هم أو من يحركهم ويستتر بدوره خلف تنظيمهم! والأدق أن توصف جبهتهم بـ«الجبهة القطبية» نسبة إلى الفكر القطبى التكفيرى.

ولأن المواجهة بين المصريين وبين «مروعهم» و«مكفرهم» مواجهة فكرية قبل أن تكون أمنية، فلقد كان الهدف الثانى الذى لأجله طوفنا بالمحافظات نعقد المؤتمر تلو المؤتمر والندوة تلو الأخرى، هو «تثقيف» قطاع كبير من الشباب بالحجج اللازمة لدحض، وتفنيد بالشبهات والأغاليط، التى يعتمدها «التكفيريون».

الشباب الذى انضم إلى صفوف «داعش» قادما من لندن وباريس وقع فريسة «التجنيد الإلكترونى»، الذى استخدمه محترفون لإقناعه بأن الذبح والحرق وسلب أموال الناس بالباطل وترويع الآمنين تقرب إلى الله وجهاد فى سبيله بالآية القرآنية والحديث النبوى! وبالتالى فإن زعزعة القناعات الفكرية عند هؤلاء لن تأتى إلا بفكر سليم منهجى يعتمد نفس الأصول (القرآن والحديث)، ونشر الحجج القوية الواضحة المستمدة من هذين الأصلين وسط شباب قادر على هذه المواجهة الفكرية الإلكترونية.

التجديد الفقهى أمر حتمى بديهى عند كل من فهم الشريعة الإسلامية بعمق وتفطن إلى مقاصدها وأهدافها التى لا تريد للبشر عنتا أى مشقة «عَزِيز عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ» (التوبة ١٢٨)، ولا تضيق عليهم واسعا «هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعا» سورة البقرة ٢٩، وفى الوقت نفسه فإن الدعوة القديمة الجديدة بل المتجددة لنبذ تراث أمتنا والإعراض عنه كلية بحجة أن التكفيريين والمتنطعين لم يُعرفوا إلا باستدلالاتهم الفقهية التراثية، فأقل ما توصف به أنها دعوة لدفن الرءوس فى الرمال يحسنها الكسالى والسطحيون! ووحدهم العقلاء من يستحيل عليهم الوقوع فى فخ «التعميم»، وهم أيضا وحدهم من يفطنون إلى ضرورة تمييز الغث من السمين!