مذبحة الخنازير - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 11:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مذبحة الخنازير

نشر فى : الثلاثاء 26 مايو 2009 - 9:32 م | آخر تحديث : الثلاثاء 26 مايو 2009 - 9:32 م

 حاولت أن أتجنب المناقشة، ولكنى فشلت، وانسقت فى الجدل الذى وإن كان انتهى بتخيل قصة فيلم قوى إلا أنه ــ الجدل ــ ترك كدرا فى نفسى، لا يزال أثره باقيا، برغم مرور عدة أيام.

بدأت الحكاية أثناء ندوة «تأثير الواقعية الإيطالية فى السينما المصرية»، المقامة ضمن نشاطات معرض الكتاب فى تورينو، تحدث فيها صديقى الناقد على أبوشادى، والناقد الإيطالى جانى فولبى، وأنا، وبينت الندوة أن بذور الواقعية فى السينما المصرية ظهرت مع فيلم «العزيمة» لكمال سليم 1939.

أى قبل انطلاقها الكبير فى إيطاليا مع نهايات الحرب العالمية الثانية، وأن «السوق السوداء» لكامل التلمسانى جرى تنفيذه خلال عامى 1944، 1945، قبل وصول أفلام دى سيكا وروسللينى وآخرين إلى القاهرة، وكما تطورت الواقعية الإيطالية لتقدم الأفلام السياسية التى حققها دميانو دميانى وروزى.

تطورت واقعية صلاح أبوسيف ذات النزعة الاجتماعية إلى واقعية عاطف الطيب وداود عبدالسيد ورأفت الميهى ذات النزعة السياسية، وخرجت الندوة بنتيجة مؤداها أن الواقعية ليست هى تصوير الظاهرة فحسب، بل تحليل الظاهرة واكتشاف الأسباب التى أدت لها.

عقب الندوة، استضافنا شاب إيطالى يعد رسالة جامعية عن سينما كمال الشيخ، وعلى المقهى فتح «اللاب توب» وحرك شاشته نحونا قائلا: «كنت أفضل أن تكون الندوة كلها عن هذا الفيلم».
توالت على الشاشة مشاهد من «حياة أو موت» لكمال الشيخ 1954وبعد أن عبر عن افتتانه بالفيلم حرك أصابعه لتظهر صورة خنزير صغير ميت فى أحد شوارع القاهرة، سأل مستنكرا عن مسألة قتل الخنازير.

ولما أفهمناه أنها لتحاشى انتشار المرض قال: «إنكم تقضون على المرض عن طريق القضاء على المرضى»، ولما أخطرناه بعدم وجود المرض فى مصر ازداد انزعاجه قائلا: «وأيضا تقتلون من يحتمل الإصابة»، وحين لاحظ علامات الضيق عندنا قال مبتسما: «أنا مصرى الهوى، عشت فى القاهرة عامين وأحببت ناسها.

وأتابع أخبارها، وتوقفت طويلا، أخيرا، عند ظاهرة فوبيا مرض إنفلونزا الخنازير التى لا مثيل لها فى دول العالم، إنها ظاهرة قاصرة على مصر فقط، تحتاج لمن يبين أسبابها ودوافعها». حاولنا إقناعه بأن الأمر ليس وراءه مؤامرة.

علق بيقين مزعج «لمن ستؤول الأراضى المحررة من الخنازير، وما دور الشركات التى تتهيأ لاستيراد دهون الخنازير التى تدخل فى صناعة مواد الماكياج..

فتش عن أصحاب المصالح، لو أن زفاتينى أو جليانو بترى أو على بدرخان أو عاطف الطيب، تعرضوا لمذبحة الخنازير لاكتشف الكثير». انتهت الجلسة بكدر فى قلبى.


كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات