هوامش على لقاء الرئيس - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هوامش على لقاء الرئيس

نشر فى : الثلاثاء 26 أغسطس 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 26 أغسطس 2014 - 9:27 ص

مساء الجمعة الماضى تلقيت دعوة كريمة لحضور لقاء رئيس الجمهورية مع رؤساء تحرير الصحف المصرية.

المتصل الكريم من مراسم قصر عابدين تمنى ألا يزيد وقت مداخلة أى زميل على دقيقة ونصف الدقيقة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المتحدثين.

وربما لتلافى ما حدث فى لقاء الرئيس مع الإعلاميين بالقنوات الفضائية مؤخرا.

وصلت قصر الرئاسة فى الاتحادية صباح أمس الأول الأحد، قبل الموعد المحدد بعشر دقائق فى حين كان الصديق ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار، آخر الواصلين مباشرة قبل دخول الرئيس. اللقاء بدأ فى التاسعة والنصف وحضره كل رؤساء التحرير إضافة لقيادات المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف وصلاح عيسى وحسن عماد مكاوى وقيادات نقابة الصحفيين مثل ضياء رشوان وكارم محمود وهو ما أوحى لكثيرين بأن اللقاء ربما يتطرق للمشاريع المقترحة للمجالس الثلاثة الخاصة بتنظيم مهنة الإعلام وهو أمر لم يكن دقيقا تماما.

غالبية الحضور ذكورية لكن كانت هناك خمس رئيسات تحرير هن أمل فوزى «نصف الدنيا» وماجدة محمود «حواء» وفاطمة سيد أحمد «روزاليوسف» وهالة البدرى «الاذاعة والتليفزيون» وأمينة النقاش «الأهالى».

فى اللقاء الماضى قبل أكثر من شهر اقترح الرئيس بنفسه مشكورا أن يكون اللقاء دوريا، ضياء رشوان ــ الذى أدار اللقاء ــ قال للحاضرين إن عدم الالتزام بالدقيقة ونصف الدقيقة سيعنى أننا غير قادرين على تنظيم أنفسنا، خصوصا ان اللقاء كان مفترضا أن ينتهى فى الحادية عشرة تماما لأن الرئيس كان مرتبطا بلقاء وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة ومعه السفير الجزائرى نذير العرباوى.

مداخلات الزملاء طالت أكثر مما ينبعى، والجميع يريد أن يتحدث، وانتهى اللقاء باعتذار البعض عن الحديث تقديرا لوقت الرئيس.

الرئيس استخدم أوراقا صغيرة دون بها بعض الملاحظات ــ لكنه خلال معظم وقت اللقاء كان يرتجل الكلام، وظل هادئا لكنه فى بعض الردود كان قاطعا فى التأكيد على أن مصر لم تتدخل عسكريا فى ليبيا، أو فى رده على سؤالى الخاص بهل نستورد الغاز من إسرائيل.

وكان واضحا ان الرئيس يعرف معظم الحاضرين، بل كان دائم الحديث إليهم بالاسم وعندما دخل القائمة حرص على مصافحة الجميع فى أماكن جلوسهم.

الدكتور عبدالحليم قنديل قال للرئيس انه لم ينحز للفقراء كما وعد ولم يسترد الأموال التى نهبها اللصوص الكبار، كانت كلمات الدكتور قنديل حادة للغاية، لكن الرئيس قابل المداخلة بابتسامة دائمة.

أحد الزملاء وهو أسامة شرشر انتزع الكلمة من ضياء رشوان سائلا الرئيس مباشرة: «لماذا نصبر كل ذلك على قطر؟!».

لم يرد الرئيس مباشرة، لكن تحدث قبل السؤال عن دعم قطر وتركيا وجماعة الإخوان للمساس بالأمن القومى لمصر، وكان لافتا للنظر ان الرئيس تحدث بوضوح عن الدعم القطرى لوسائل اعلام مهتمها مهاجمة مصر.

عدد كبير من رؤساء تحرير الصحف القومية كان اهتمامهم الرئيسى هو مناشدة الرئيس بالتدخل لدعم صحفهم الموشكة على الافلاس، ووعد الرئيس بدراسة الملف، وعندما طالبت أمينة النقاش رئيس تحرير الأهالى الرئيس بدعم الصحف الحزبية المتعثرة ماليا نظر إليها مليا ولسان حاله يقول: «إذا لم نكن قادرين على دعم المؤسسات القومية فهل ندعم الحزبية؟!».

انتهى اللقاء بعد حوالى ثلاث ساعات من المعلومات المتدفقة بغزارة، والنتيجة النهائية ان غالبية الحاضرين خرجوا مقتنعين بأن الإعلام هو اخطر سلاح فى مصر الآن.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي