وفى مايو أصبحوا كلهم هناك - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وفى مايو أصبحوا كلهم هناك

نشر فى : الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 10:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 10:25 م

بدأ العام فى يناير بصرخة محمد أبو الغيط: يا أبناء مبارك أبوكم حرامى، أبوكم رسميا سوابق ومدان بتهم مخلة بالشرف، ودولتكم فاسدة، ورفع النائب المستشار تحذيرا فى وجه منتقدى المجلس: «تكلموا بأدب؛ لأننا أسيادكم، أى عيل صايع هياخد بالجزمة». وردت عليه دعاء العدل بكاريكاتير «برلمان كوفرتينا».
وفى فبراير أطلقت وزارة الشباب حملة «أخلاقنا»، فانقض الإعلام على قائدها عمرو خالد، «يتحدثون عن زهد سيدنا عمر ثم يركبون المرسيدس والهامر، عمرك شفت نفاق أسوأ من كدا؟»، ورحل الأستاذ هيكل بعد أسابيع من نبوءته المخيفة: مصر على حافة الخروج من التاريخ.
فى مارس رأينا زفة توفيق عكاشة، لا حبا فى مصر ومصالحها، بل تجريسة لصالح حسابات سرية، واحتفلنا بمرور عام على مؤتمر شرم الشيخ، «أبو 60 مليار دولار».
زارنى صوت أمل دنقل: اذكرينى، فقد لوثتنى العناوين فى الصحف الخائنة!
وفى أبريل ظهرت تسريبات بنما صاعقة على فاسدى الأمس فى مصر، وكبيرهم مبارك، واقترحت ايكونوميست على الإخوان المسلمين أن «يعودوا»، أن يعلنوا احترامهم للدولة وحقوق الأقليات، ويتراجعوا عن مبدأ التمكين. ثم بدأت فتنة تيران وصنافير، وانتشرت خطب «يا مصريين»، وأخرجت الست هدى عبدالناصر وثائق سرية تثبت سعودية الجزيرتين، ورد عليها فيسبوك بمانشيت قديم لجريدة عكاظ: عبدالناصر كافر بالإجماع.
وفى مايو أصبح داخل السجن من كان يعارض الطاغية مبارك، ومن كان مشرفا على إذاعة ميدان التحرير، ومن كان يقود مظاهرات الغضب ضد الإعلان الدستورى الظالم للرئيس الاسبق محمد مرسى. وجمع الشعب نحو خمسة ملايين جنيه لكفالات معتقلى يوم الأرض.
تردد صوت فيروز: بلدى صارت منفى، طرقاتى غطاها الشوك والأعشاب البرية.
فى يونيو تساءل الشعب عمن وراء تسريب الامتحانات، واتهمت سيادة المستشارة الخلايا الإخوانية النائمة بالمؤسسات.
وفى يوليو وجه يسرى فودة سبعة أسئلة للرئيس، عن فض اعتصام رابعة والمنافقين والتسريبات والسياسة الاقتصادية، وتيران وصنافير، «قاموسى هنا يعجز عن الكلام».
وزارنى صوت المتنبى: أما الأحبة فالبيداء دونهمُ.
وفى أغسطس طاردت السلطات شركات الصرافة، وقال وائل جمال إن «التقشف الذى يدفعنا إليه الاتفاق مع صندوق النقد خراب على الناس، وفخ ديون خارجية سيكون الخروج منه عسيرا». صوت الشاعر اللبنانى الكبير، الراحل جوزيف حرب من حوار العمر على LBC: الفقير إما أن يكون ثوريا أو أن يصبح «حرامى».
وفى سبتمبر هتف العالم عصام حجى: نحن البديل، سنخوض الانتخابات الرئاسية ضد قوى الظلامية الحاكمة، وبدأت البنوك فى دراسة آليات الاستفادة من فكة المصريين.
وفى أكتوبر بمؤتمر الشباب، ضحك الرئيس بشدة على منصة عواجيز يتنافسون فى النفاق، وفى التمهيد للقصف النهائى الذى سيحول الإعلام إلى إذاعة مدرسية، وشيخ المهنة الذى لا يكترث بحسن الختام طالب بمطاردة أصحاب القنوات وليس فقط الصحفيين الغلابة.
فى نوفمبر احتار الغلابة فى يوم ثورتهم المزعومة، هل يتظاهرون أم يذهبون إلى ملاهى دريم بارك ليستفيدوا من التخفيض، واتهم النواب أديب مصر نجيب محفوظ الراحل بخدش الحياء.
فى ديسمبر أجهزت الدولة على الإعلام بقانون موحد، وعلى المجتمع المدنى بقانون آخر «ما يخرش الميه» ولا التبرعات، واتهمت الداخلية قطر والإخوان وأفكار سيد قطب وكوادر الإرهاب فى شمال سيناء والأذرع السياسية للإخوان بالخارج، بارتكاب جريمة الكنيسة البطرسية. قال نجيب محفوظ فى رواية «الحب تحت المطر»: ليس فى الإمكان أسوأ مما كان.

محمد موسى  صحفي مصري