قضيتنا ليست وردة - خالد الإتربي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 9:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قضيتنا ليست وردة

نشر فى : الجمعة 28 يونيو 2019 - 9:25 م | آخر تحديث : الجمعة 28 يونيو 2019 - 9:25 م

الحكمة تقول، إذا كنت تريد هدفا، فلا تحتفل بتخطى إحدى العقبات الموجودة فى الطريق المؤدى اليه، فما يهم فى النهاية، هو النتيجة، وليس المجهود فى حد ذاته، بالمعنى الاقرب لا تنظر لعدد المحطات التى تجاوزتها، ان لم تصل للمحطة التى تريدها.

هذا هو المبدأ الذى لابد ان نطبقه على مسيرة المنتخب الوطنى خلال مشواره فى بطولة افريقيا، «مصر ٢٠١٩»، فالتأهل لدور الـ ١٦ ليس انجازا نحتفى به، وهو نفس الحال ايضا فى حالة عبور أى دور، لأن الهدف الطبيعى لنا هو التتويج بالبطولة، ولا أى شىء آخر.

هل انا متفائل، ولا ارى صعوبات جمة فى طريق المنتخب نحو البطولة؟!، بالطبع لا، لكن اذا كانت البطولة تأتى بسهولة، فلماذا تسمى بطولة؟
لم يرشحنا احد للفوز ببطولة ٩٨، ولم يتوقع اشد المتفائلين، تتويجنا بالبطولة ٣ مرات متتالية، وايضا لم يرشحنا احد للوصول لنهائى البطولة الماضية، لكننا فعلناها جميعا.

اتفق معك ان الاجيال الماضية خاصة الجيل الذهبى الماضى غير الجيل الحالى، لكن هذا الجيل الموجود هو وصيف البطولة الماضية، ولم يصل محمد صلاح وقتها إلى ما وصل اليه الان، ولم ينضج تريزيجيه بهذا الشكل ايضا، وكنا نلعب خارج مصر بدون جماهيرنا، ولم تكن كل السبل ميسرة للجميع للابداع.

قبل كل ما سبق انت تتحدث عن مصر، البطل التاريخى لهذه البطولة، لذلك على كل من يلعب فى هذا المنتخب ان يدرك قيمة هذا، وان العبور من أى دور، هو امر طبيعى للغاية، ولا يستحق الاحتفال، وان كان بالطبع يستحق الفرحة، وشتان بين الأمرين.

بعيدا عن الاسباب والدوافع، هل المنتخب قادر على تحقيق البطولة من الناحية الفنية ؟. بالطبع نعم، لكن بشرطين.

الشرط الأول والاهم، ان نشعر بدور المدير الفنى فى المباراة، فكل الشواهد فى المباريات الودية السابقة للبطولة ومباراتى زيمبابوى والكونغو، تقول ان خافيير اجيرى لم يظهر «دلالات» تقول ان هناك مديرا فنيا مخضرما يقف على الخط، يقرأ المباراة، ويسيرها بحكمة.

ان كان اجيرى نجح فى الفوز على زيمبابوى والكونغو، فمن المؤكد ان نجاحه، كان له عوامل كثيرة خارجة عن ارادته، اولها التوفيق الذى حالف المنتخب فى المباراتين، علاوة على الفوارق الفردية لبعض النجوم، ومن المستحيل ان تعول على هذه الامور وحدها للتتويج بالبطولة، فالحظ قد يأتى مرة لغير المجتهد، لكنه لابد ان يأتى كثيرا لمن يستحق.

الشرط الثانى، هو رجولة كل لاعب فى المنتخب، والاداء القتالى، وعدم التركيز فى أى شىء قد يؤثر على الاستعداد النفسى والذهنى للبطولة.

موقف لاعبى المنتخب فى ازمة عمرو وردة، كان ايجابيا فى حق زميلهم، لكنه كان سلبيا فى حق المنتخب، والجماهير، وحق انفسهم أيضا، فحينما يستهدف القرار حماية الاخلاق وترسيخ الالتزام، فالأولى بأى لاعب ان يشجع عليه، لا ان يفكر فى كيفية عدم تنفيذه، خاصة اذا جاء هذا الامر من قائد المنتخب احمد المحمدى، الذى حاول ايجاد مبررات لزميله، وهو امر يتنافى تماما مع كونه قائد للمنتخب.

وردة ليس قضيتنا، فنتمنى له الهداية والتوفيق، لكن قضيتنا الحقيقية، هى توصيل رسالة لكل لاعب فى المنتخب، ان حظوظه فى البطولة الحالية اعلى من أى منتخب اخر، ولابد ان يتحول هذا الطموح إلى يقين فى وجدانهم جميعا، وتغليب مصلحة المنتخب على أى شخص اخر حتى ولو كان انفسهم، فاللعب للاندية دائما ما يكون هدفه المال، اما اللعب للوطن فهدفه المجد والتاريخ وفرحة الشعوب.

التعليقات