فى العيد.. جوانب غائبة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 8:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى العيد.. جوانب غائبة

نشر فى : الأربعاء 28 يوليه 2010 - 9:56 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 يوليه 2010 - 9:56 ص
أن نقول «كبارا بدأنا» بدلا من «عمالقة ولدنا»، فإن هذا يعنى أننا قطعنا خطوة واسعة فى طريق الشفاء من مرض «البارانويا» السخيف الذى صور لنا تليفزيوننا أنه «ولد عملاقا» شعار «كبار بدأنا» جاء مواكبا للاحتفال بمرور نصف قرن على بداية الإرسال، وهى مناسبة تستحق الاحتفال فعلا، فالتليفزيون المصرى، أيا كان حجم أو طبيعة المآخذ التى قد تؤخذ عليه، استطاع أن يدخل البهجة فى نفوس المصريين، وأن يؤنس ليالى ملايين الأسر على طول وعرض البلاد وأن يقدم لهم شيئا من الثقافة والفن والمعرفة والسياسة، ونجح فى الدفع بعشرات، بل مئات الأسماء من الموهوبين نحو الضوء والشهرة، من ممثلين إلى مذيعين، ومن مخرجين إلى كتاب، ومن مغنيين إلى رياضيين، كما أنجز الكثير من البرامج الذكية، العميقة والمسلسلات الناجحة التى انتشرت فى الوطن العربى كله، وواكب الأحداث المهمة فى تاريخنا الحديث

ورصد عشرات الإنجازات فى شتى المجالات، لذا كان من المتوقع أن تشارك وزارات ومؤسسات فى عيد الميلاد، مثل التربية والتعليم والثقافة والصحة والإسكان والشباب، فهذه كلها، وغيرها، وجدت فى الشاشة الصغيرة، نافذة واسعة لأنشطتها. لكن ما حدث أن التليفزيون فقط هو الذى احتفل بعيد ميلاده، بعيدا حتى عن الإذعة، فهل تعمدت اللجنة المشرفة على المناسبة «القومية» استبعاد الآخرين، أم أن الآخرين هم الذين تجاهلوا الاحتفال؟

عند سفح الهرم، جرت مراسم الاحتفال: عزفت موسيقى ورقص من رقص، وألقيت كلمات تتغنى بالذات، ووزعت تذكارات على عدد كبير من الذين استحقوا التكريم عن جدارة، والأهم انطلاق قناة «التليفزيون العربى» حيث تقرر أن يمتد إرسالها ثلاثة أسابيع، تقدم ما تيسر من بقايا برامج وحوارات وتمثيليات الأيام الخوالى، وبرغم أنها عرضت فى حالة زرية، صوتا وصورة، من دون تصحيح، فإنها أنعشت ذاكرة كبار السن، أمثالى، وأطلعت الأجيال الجديدة على وجوه وأسماء وأعمال ذات شأن..، ولكن فات أصحاب العيد إجراء أى نوع من الأبحات أو الدراسات أو الإحصاءات، وبالتالى ضاعت فرصة معرفة تطور أساليب إخراج المسلسلات، منذ حسين كمال ونور الدمرداش حتى الآن، مرورا بأكثر من جيل، وربما كان يليق بالقناة الثقافية أن تراجع عشرات البرامج التى قدمت أدباء ومفكرين وكتبا، وما يثير الدهشة ابتعاد قناة الرياضة عن عقد ندوات عن طريقة التعليق على المباريات قديما وحديثا.. وإذا كان التليفزيون دخل ميدان الإنتاج المسرحى، فى منتصف الستينيات، وكون عشرات الفرق المسرحية، فأحسب أن هذا العيد هو مناسبة تقييم هذه التجربة، كذلك الحال بالنسبة للإنتاج السينمائى الذى خاض التليفزيون مجاله عدة مرات.. مراجعة هذه التجارب ليست لمجرد تذكرها، ولكن لاستخلاص دروسها، فبهذه الجدية يغدو للعيد معنى.

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات