انتقادات لسياسات نتنياهو الخارجية - نافذة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتقادات لسياسات نتنياهو الخارجية

نشر فى : الخميس 28 يوليه 2016 - 9:15 م | آخر تحديث : الخميس 28 يوليه 2016 - 9:15 م
نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مقالا لـ«باراك رافيد» ــ المراسل الدبلوماسى للصحيفة ــ يتحدث فيه عن الاجتماع الأخير الذى عقدته لجنة مراقبة الدولة من أجل التحدث بشأن حقيبة وزارة الخارجية وأدائها، وذكر فيه كم الانتقادات التى تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب سوء إدارته للوزارة وللدبلوماسية العامة لإسرائيل.

يبدأ «رافيد» مقاله بادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن إسرائيل قد هزمت بالفعل حركة الـ BDS؛ وهى حركة لمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب افعالها ضد الفلسطينيين. ويتناول رافيد فى هذا السياق جلسة يوم الاثنين التى عقدت فى لجنة مراقبة الدولة للتحدث بشأن وزارة الخارجية والدبلوماسية العامة لإسرائيل، والتى تلقى فيها نتنياهو انتقادات عدة بسبب احتكاره لحقيبة وزارة الخارجية. مما جعله يصيح قائلا إنه لن يحتفظ بالوزارة إلى الأبد.

كانت الجلسة الأولى التى يناقشون فيها هذا الشأن منذ تولى نتنياهو رئاسة الوزارة فى 2009. فقد سيطر نتنياهو على حقيبة وزارة الخارجية منذ الانتخابات فى العام الماضى. وتناول الاجتماع بعض الانتقادات التى وجهها مراقب الدولة «يوسف شابيرا» فى 24 مايو والتى تشير لفشل إسرائيل أمام حركة الـ BDS بالإضافة لفشل نظام «Hasbara» أى الدبلوماسية العامة لإسرائيل.

حيث انتقد شابيرا تهاون نتنياهو بالحقيبة وقال إن توزيعه لمهامها على وزارات أخرى نتج عنه ضعف فى التنسيق وصراع سلطات بين الوزارات وبعضها البعض، كما أن نقل المسئوليات أضعف الحكومة أمام حركة الـ BDS المعادية للسامية وأمام المحاولات العالمية لنزع شرعية إسرائيل وتشويه صورتها بالخارج.

وهنا يشير رافيد لرد نتنياهو الذى قال بأنه يعمل فى وزارة الخارجية منذ 35 عاما ويعرف جيدا ما عليه فعله. وأخذ يوضح لهم على الخريطة كيف تحسنت العلاقات الخارجية لإسرائيل ورفض تماما الادعاءات المروجة حول عزلة إسرائيل. مؤكدا أن النشطاء المعادين لإسرائيل حول العالم منقسمون حول ما إذا كان لهم الحق فى مقاطعة إسرائيل من عدمه، وبالتالى فهو يرى أن إسرائيل قد هزمتهم وقضت عليهم. ومن هنا فهو لا يقبل فكرة أن كل قضايا السياسة الخارجية يجب أن تتولاها وزارة الخارجية وحدها، وأكد أنه يقيم الأمور وفقا لنتائجها، والسياسة الخارجية مسئوليته فى النهاية. وقال مؤكدا «قريبا سأتنازل عن بعض الحقائب وهذا سيسهل على التعامل مع المهام التى أراها مهمة».

وأشار الكاتب لرأى أحد المتحدثين باسم مكتب مراقبة الدولة والذى قال إن وزارة الخارجية أُضعفت داخليا من ناحية القوى البشرية وأيضا من ناحية التخطيط المهنى الدبلوماسى، بالإضافة لتدهور العلاقة بين وزارة الخارجية والمؤسسة الدفاعية للدولة. وهنا جاء رد نتنياهو بأنه لا يهتم بالشكليات والروتين بقدر اهتمامه بالنتائج. ورفض تماما انتقاداتهم بشأن فشل عمليات الدفاع والحماية فى حرب غزة فى صيف 2014 قائلا إن الاختبار الحقيقى سيكون فى مدى قدرة أحد على ربط يد الإسرائيليين عندما يرغبون فى الدفاع عن أنفسهم»، ودلل على ذلك بأنه لم يتمكن أحد من إصدار قرار من مجلس الأمن ضد إسرائيل خلال العمليتين العسكريتين الأخيرتين على غزة.

وهنا انتقل رافيد ليتناول انتقاد عضوة الكنيسيت «تسيبى ليفنى» لنتنياهو قائلة إنه يعرض لهم حقائق وهمية على الخرائط ولكن بالنظر للعلاقات الدبلوماسية فإنه يفشل مرة بعد مرة والدليل واضح فيما يخص البرنامج النووى الايرانى. فأجاب أنه لولا دبلوماسية إسرائيل فى معاداة هذا البرنامج لكانت ايران حصلت عليه منذ وقت طويل. أما بشأن وقوفه وإلقائه خطابا فى الكونجرس الأمريكى فذلك كان واجبه لأنه لابد أن يتصدى لما يشعر أنه يهدد إسرائيل.

وعليه انتقلت ليفنى لنقطة أخرى تسأله فيها لم طلب من كل التحالفات توقيع مبادرة بشأن الاعلام والاتصالات ولم يطلب من حلفه قبول مبدأ دولتين لشعبين؟، فقال إنه يتبنى «مبدأ دولتين لشعبين»، فإذا كان هناك نظير يوافق على ذلك، فسيتم اتخاذ قرار بهذا الشأن فى الحال، ولكن لم يتم التوصل لحل لأنه ليس هناك شريك، واحتمالية أن يظهر رئيس فلسطينى اليوم يقبل بهذا المبدأ ضعيفة جدا، وأضاف «اتمنى أن أكون مخطئا ولكنى اعتقد أن الكثير منكم يوافقوننى الرأى».

وأخيرا عن فكرة أن بناء المستوطنات إنما تدمر العلاقات الدبلوماسية والخارجية لإسرائيل، فقد أكد نتنياهو أنها غير صحيحة، ويؤكد أنه حاول وقف البناء فى المستوطنات ولكن لم يتوصل لحل أيضا لأن الرئيس الفلسطينى محمود عباس تهرب أيضا ولم يقبل المناقشات، وفكرة إخراج اليهود المستوطنين فى يهودا وسامرا غير مقبولة، فهو لا يعتقد أن المستوطنات هى السبب فى وقف الاتفاقات.

واختتم الكاتب بعرضه لنقد عضوة الكنيسيت «زهافا جالون» الموجه لنتنياهو والذى قالت فيه إن العالم كله ينتقد إسرائيل بسبب سياساته، فرد قائلا إنه ليس السبب فى عدم وجود سلام ولا هو ولا روبين ولا أولمرت ولا شارون ولا حتى باراك. وقال «هل تودون أن أقول لكم ما الذى يهدد شرعية إسرائيل؟ يمكن أن أقول لكم، ولكن سيجرح كرامتكم». وأكد لهم فى النهاية أن العلاقات تتحسن كثيرا فى الفترة الأخيرة خاصة مع العرب.
التعليقات