المبادرة السعودية لم تمت مع الملك - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المبادرة السعودية لم تمت مع الملك

نشر فى : الخميس 29 يناير 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : الخميس 29 يناير 2015 - 8:15 ص

يسرائيل هيوم

المبادرة السعودية المقدمة سنة 2002 والتى تحولت فى مارس من ذلك العام إلى مبادرة للجامعة العربية كلها، لم تكن سعودية بالفعل. فقد ولدت أثناء مقابلة أجراها الصحفى توماس فريدمان فى صحيفة «نيويورك تايمز» مع عبدالله بن عبدالعزيز الذى كان آنذاك وليا للعهد، وكتبها وزير الخارجية الأردنى فى ذلك الوقت مروان المعشر (الذى كان تولى سابقا منصب سفير بلاده فى إسرائيل).

حدث ذلك بعد مرور بضعة أشهر على هجمات 11 سبتمبر، عندما كانت السعودية فى عين العاصفة. ولم تكن الولايات المتحدة فى ظل حكم الرئيس جورج بوش الابن وحدها من وجهّ أصبع الاتهام إلى نظام الشريعة الديكتاتورى الذى كان عدد كبير من الانتحاريين من رعاياه، وطالبت زعامة هذا النظام بإجراء إصلاحات ديمقراطية. وفاجأ الهجوم الديمقراطى الذى شنه الرئيس بوش، عبدالله الذى كان يُعتبر أكثر انفتاحا من الملك المريض، وكان الغرب يعلق عليه أملا بالتغيير.

لقد رأى عبدالله أن فكرة القيام بتحرك يشكل منعطفا على الصعيد السياسى يمكن أن يوفّر مخرجا معقولا من الانتقادات المتزايدة ضد نظامه، ولهذا فهو كان مستعدا لفكرة غير متوقعة تتعلق بخطة سلام حيث الرسالة الأساسية لا تكمن فى البنود المختلفة التى لم تحمل جديدا، بل فى فكرة أن السلام بين إسرائيل وجيرانها سيؤدى إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين دول عربية وإسرائيل. وعلى عكس ما جرى فى سنة 1978 عندما قطعت جميع الدول العربية تقريبا علاقاتها مع مصر بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، وجرى نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس، فإن جميع الدول العربية هذه المرة قالت العكس: تطبيع كامل مقابل سلام.

إن الادعاءات المتكررة لليمين فى إسرائيل هو أن مشكلة إسرائيل الأساسية فى مواجهة العالم العربى لم تكن يوما النزاع الإسرائيلى ـ الفلسطينى، بل هى فى عدم استعداد دول عربية للاعتراف بها. وما حدث سنة 2002 كان يجب أن يشكل دليلا على عدم صحة ذلك أو أن العالم العربى غيّر رأيه وهو مستعد لفتح صفحة جديدة معنا. لكن أريئيل شارون الذى كان حينئذ رئيسا للحكومة رفض التجاوب مع توقعات الجامعة العربية (التى تطرقت من بين أمور أخرى إلى حدود 1967، وتقسيم القدس الشرقية، وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين)، ولم يقفز على الفرصة كمخرج عظيم الفائدة، فيومها كانت هجمات الفلسطينيين فى أوجها، وكان من السهل عليه نسبيا الاستخفاف بهذا الانقلاب. واكتفى عبدالله بذلك كى يثبت للأمريكيين اعتداله ولم يقم بأى مسعى جدى حتى بعد تنصيبه ملكا من أجل الدفع قدما بهذه المبادرة المهمة.

والآن بعد وفاة الملك، فالسؤال المطروح ليس ما إذا كان الملك سلمان سيدفع قدما بالمبادرة (فهو لن يفعل ذلك)، بل السؤال هو هل ستتألف فى إسرائيل حكومة ترى فى هذه المبادرة مصلحة حقيقية بالنسبة لنا؟

التعليقات