لازم .. لازم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 1:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لازم .. لازم

نشر فى : الإثنين 30 أبريل 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 أبريل 2012 - 8:35 ص

فشل الإسلاميون فى اختيار مرشح رئاسى، وفشل الليبراليون واليساريون أيضا.

 

وجاءت رياح السلفيين بما لا تشتهى سفن الإخوان، فقد أعطت الأغلبية أصواتها لأبوالفتوح وليس لمرسى، فهل فعلوا ذلك نكاية فى الإخوان أم لأن أبوالفتوح هو الأصدق تعبيرا عن المشروع السلفى؟ خمّن.

 

ومع اقتراب الانتخابات، بدأ الضرب تحت الحزام، وكشف رفاق الطريق عن وجوههم الحقيقية، فقد صار أبوالفتوح فى نظر صباحى إسلامى «بشرطة»، وكان أبوالعز الحريرى أكثر وضوحا حين قال إنهم ــ الحريرى والبسطويسى وصباحى وخالد على ــ استبعدوا أبوالفتوح لأنه فى نهاية المطاف سيدين بالولاء للمرشد، وأنه لا يفرق كثيرا عن مرشحى الإسلام السياسى وإن أعلن أنه مستقل، وربما اعتبروا تصويت السلفيين لصالحه دليلا على صحة ما ذهبوا إليه.

 

لم أكن أتوقع وكثيرون غيرى أن يتوافق مرشحو الرئاسة على الجانبين، والأمر لا علاقة له كما ترى بالمجلس العسكرى ولا الطرف الثالث، ولا يمكن إحالته كما جرت العادة إلى نظرية المؤامرة، ببساطة شديدة هذه هى نخبتنا، الحصاد المر لأكثر من نصف قرن من حكم الفرد والزيف والمزايدة والاستبداد والشعارات الكاذبة.

 

أما الشيخ حازم أبواسماعيل فهو نسيج وحده، سلفى فى طبعة جديدة، مزيدة ومنقحة، ومنذ نزوله إلى الميدان، اعتاد أن يذهب خطوة أبعد من الآخرين، حتى لو بدا موقفه عبثيا واستعراضيا وبه كثير من المراهقة والنزق، فحين قرر المتظاهرون فى مليونيات سابقة فض اعتصامهم، أصر هو على مواصلة الاعتصام» حتى تطبيق شرع الله»، وحين ارتفعت الهتافات تطالب المجلس العسكرى بتسليم السلطة للمدنيين فى موعدها، أمهل هو المجلس العسكرى 24 ساعة فقط للرحيل، وحين ثبتت جنسية والدته الأمريكية وأدرك أنه خارج لا محالة من السباق، أعلن تحديه للقانون ــ هو رجل القانون ــ وأطلق أتباعه يحاصرون وزارة الدفاع ويعتصمون فى محيطها رافعين شعارهم الأثير «لازم حازم». والحقيقة أن «لازم» هى القاسم المشترك بين أغلب المرشحين، الذين يرفعون شعارات تبادل السلطة وقبول الآخر، وهم يرفضونها فى أعماقهم، وهو ما دفعهم إلى التشكيك فى نتائج الانتخابات قبل أن تبدأ، لتكون ذريعة جاهزة لو فاز من يعتبرونه فلولا، أعنى أحمد شفيق أو عمرو موسى. «لازم» تعنى تحدى السلطة والقانون وفرض الأمر الواقع بالقوة، تعنى استبدال شرعية الحشد بشرعية القانون، تعنى إرهاب الخصوم وإشاعة الفوضى والاضطراب، وهو أمر جرّبته «ائتلافات الثورة» فى مناسبات عدة، وتجرّبه الآن قوى الإسلام السياسى، وهو ما يلقى بظلال قاتمة على مستقبل البلاد، خلال السنوات الأربع المقبلة على الأقل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات