فيلم رعب.. رخيص - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيلم رعب.. رخيص

نشر فى : الأربعاء 30 مارس 2011 - 10:07 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 مارس 2011 - 10:07 ص

 فى أحد بيوت مدينة السادات سيدة تسكن فى إحدى الشقق، بالدور الثالث أو الرابع غالبا، ذلك أن البيت من دون مصعد، وبالتالى من الصعب أن يكون عمارة كبيرة مكونة من تسعة أو عشرة طوابق، السيدة وحيدة، مثل آلاف الوحيدات اللائى يعشن حولنا.. ويقال إن هذه السيدة سيئة السمعة، تسمح بأعمال منافية للآداب فى مسكنها وذات مساء طرق بابها طارق، ولما فتحت الباب فوجئت بثلاثة رجال برءوس حليقة وقد أطلقوا لحاهم. يرتدون الجلابيب البيضاء القصيرة والسراويل الطويلة ويضعون فوق رءوسهم طاقيات مخرمة الجوانب، ولا يذكر السيناريو نص الحوار الذى دار بين الطرفين. فقط جملة خبرية تقول إنهم أوهموها بأنهم طلاب متعة.. أزاحوها جانبا واقتحموا المكان، دخلوا الحجرات بحثا عن النساء. لم يجدوا أحدا. وفيما يبدو أن الغضب استبد بهم، وما هى إلا لحظة إلا وجرجروها، من شعرها، على السلالم وخرجوا بها إلى الشارع. فوجئت الضحية بكتيبة من رجال أشداء، بذات الزى الأبيض، حددت الصحف عددهم بـ«350» ثلاثمائة وخمسين! وبينما تتعرض المرأة للمهانة، صعد عدد من الأشاوس إلى شقتها، نزلوا حاملين أثاثها وكل مقتنياتها. كوموها فى منتصف الشارع. أشعلوا فيها النيران، وكانوا كرماء مع السيدة، فتركوها بعد علقة موت.

هذا الكلام ليس وصفا لواحد من أفلام الرعب المعتمدة على المغالاة، ولكن، كما جاء فى الصحف، وقائع حدثت فعلا.. فى مصر، وفى الحاضر. ولم تقل لنا الصحف ما الذى جرى، لاحقا، هل تم القبض على الجناة، أم أن السلطات القانونية خافت من منظر الكتيبة القادمة من الجحيم.. كذلك لم يذهب صحفيو الحوادث إلى مكان الفعل المشئوم، وهل صحيح أن أشباه الرجال هؤلاء، حقيقة، ضمن جماعة دينية، أم مجرد بلطجية.. وهل لهم علاقة بقطع أذن مواطن مصرى ــ قبطى أو مسلم، لا يهم ــ وهل هم أنفسهم الذين منعوا أسرة من الصلاة فى جامع لأن بعض أفرادها من اللصوص.. الإجابة لا تخرج عن أحد احتمالين: إما أنها عصابات عادية، خارجة عن القانون، ولا علاقة لها بالجماعات، وهذا ما أتمناه، وهنا يصبح على الدولة التعامل معهم بالقانون.. أو أنها جماعة مقتنعة أنها دينية، والدولة والناس يخشيان بطشها، مما سيجعل خطرها يتضاعف، وستتحول إلى كيان تضخمه المخاوف، على الرغم من ضعفها.

عقب الحرب العالمية الثانية، كتب الأديب المفكر برتولد بريخت «النازية.. هى عقاب الشعب الألمانى»، لأن الألمان هم الذين اختاروا النازية، من خلال صناديق الاقتراع، وقتل منهم سبعة ملايين ألمانى.. وأخشى ما أخشاه أن يكتب «بريخت مصرى»، بعد عشرين عاما: الدولة الدينية.. هى عقاب الشعب المصرى.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات