تجميل صورة الرئيس - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 3:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تجميل صورة الرئيس

نشر فى : الأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 9:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 9:40 ص

كما لو أن صناع «2012» يعرفون أن صورة الرئيس أوباما الخلابة التى عقدت الآمال عليه، ستتآكل وتتلاشى، لتحل مكانها صورة واقعية لرئيس أمريكى يتخلى ببساطة عن ضجيج العدالة التى بشر بها فى جامعة القاهرة، ويرسل آلاف المقاتلين إلى أفغانستان ويواصل احتلال العراق، لذا بادر أسطوات السينما الهوليودية بتحقيق هذا الفيلم الذى به من الإبهار الشىء الكثير، ومن الفن الشىء القليل، والذى يهدف، فيما يهدف له، تجميل صورة الرئيس الأسود، الذى تنتهى ولايته عام «2012»، وهى السنة التى تدور فيها أحداث الفيلم المهولة.

درجت السينما الأمريكية، فى بعض توجهاتها، إلى إبعاد الأنظار عما يدور فى الأرض من محن زاعمة أن ثمة أخطارا كونية، تهدد كوكبنا كله، وعلينا أن نتوحد، خلف العم سام، الذى سينقذنا حتما منها، اعتمادا على أساطير حضارتى «الإنكا والمايا» فى أمريكا الجنوبية والوسطى القائلة بنهاية العالم عام 2012، ينسج الفيلم خيوطه: فى موقع علمى تابع للبيت الأبيض، يتابع العلماء نذر الكارثة التى ستحل بالأرض. انفجارات شمسية غير مسبوقة. احتباس حرارى مدمر، فيضانات، براكين، زلازل، رؤساء الدول يعلمون بالأمر، يخفون الحقيقة عن شعوبهم. يستعدون لركوب «فلك» صنعته الصين لإنقاذهم، مع حجز أماكن لكبار أثرياء العالم، ومنهم الروسى الأنانى والعربى بعقاله وجلبابه الأبيض، طبعا، لا تفتوك الإشارة إلى لا أخلاقية «الصين» المتقدمة صناعيا والزراية بالروسى والعربى. وعندما يعلم الرئيس الأمريكى الطيب، الوديع، بأداء «دانى جلوفى» الرومانسى بما سيحل بالأرض، ويطلب منه الرحيل، يرفض تماما، ويقول وقد اغرورقت عيونه بالدموع، إنه لن يغادر، ولن يترك شعبه، وإنه سيشاركه مصيره، أيا كان هذا المصير. ولاحقا، وسط الدمار، يفارق الرئيس العظيم الحياة، مع الملايين الذين يلقون حتفهم.

مخرج الفيلم، الألمانى الأصل، رونالد إيمريتش، صاحب «يوم الاستقلال» 1996، مع طاقم عمله يستعين بكل الحيل الممكنة فى أفلام الكوارث، مع زيادة التوتر إلى أقصى مدى، فالإنقاذ هنا لا يأتى فى اللحظة الأخيرة، ولكن فى كل لحظة، فالأرض تتشقق خلف سيارة أسرة نتعاطف معها، والنيازك تتساقط حولها من كل جانب، والأوحال تكاد تغرقها، ويتواصل تهديد الأسرة بعد أن تركب طائرة كى تقلها للصين فأحد محركاتها يتوقف، وجناحها يصطدم بجبل منهار، ويأتى هذا وسط صرخات واستغاثات وابتهالات، مع موسيقى الإرهاب التى تتوالى كطوفان يغرق الآذان. وهذه التوابل لا تثبت إبداعا، بقدر ما تحقق رواجا، سواء للفيلم أو لرئيس بدأت العتمة تزحف على ضيائه. 
 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات