مصر.. تسترد نفسها - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر.. تسترد نفسها

نشر فى : السبت 31 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 31 أغسطس 2013 - 8:00 ص

جوائز الدولة هذا العام تكتسب معنى مضيئا، يبدد، بقوة، ظلال العتمة الزاحفة على البلاد، خلال الفترة الأخيرة. الجوائز، تثبت بوضوح، أن الضمير المصرى اليقظ، قادر على الإنصاف، يستطيع، حماية المثل العليا، والوقوف إلى جانب المخلصين من أبناء الوطن، الذين صمدوا أمام التشويه والترويع، المعلنة والمستترة، وأصروا على مواصلة مشوارهم الإبداعى، التنويرى، بعزيمة من حديد. الأسماء الرابحة، تستحق عن جدارة ذلك التقدير الرفيع، لكن، بوضعها إلى جانب بعضها، تبين بجلاء، أن مصر، تحمى نفسها، وتدافع عما يدافع عنها.

جائزة «النيل»، الأعلى قيمة، معنويا قبل أن تكون ماليا، ذهبت إلى أحمد عبدالمعطى حجازى، الشاعر المقاتل، أحد رواد الشعر الحر، أضاف روحا جديدة لديوان العرب، منذ «مدينة بلا قلب» 1959، وأصبح، بقلمه، يقف بشجاعة إلى جانب العدالة، والعقل، وضد الإحجاف، مناهضا للغيبوبة والغيبية، وبالتالى، أهاج ضده طابور من مرتزقة السلطات، براثن الجهل والتجهيل، وصلت كراهيتهم إلى حد جرجرته فى المحاكم. لكن حجازى، من النوع الذى تقوى إرادته فى المعارك، وبالتالى، أخذ يشن الحملة تلو الأخرى، حاملا مصابيحه، مطاردا مطارديه، الذين ربما كسبوا جولة، أو عدة جولات، انتهت أو كادت، بحصوله، عن جدارة، بجائزة النيل.

ذات الجائزة، فى مجال الفنون، جاءت من حق محفوظ عبدالرحمن، الكاتب التليفزيونى والمسرحى، الذى من الممكن أن يضعه بهاء طاهر ضمن «أبناء رفاعة»، نظرا لإيمانه بقدرة الشعب المصرى على الاستيعاب والتعلم والنهوض، بينما محفوظ عبدالرحمن، يتراءى لى، كحفيد مخلص، لجدنا العظيم، عبدالرحمن الجبرتى، فهو يحكى لنا، بصدق، وحكمة، وبروح تحس بأنفاس المصريين، والعرب، عن «بوابة الحلوانى»، و«ليلة سقوط غرناطة»، و«أم كلثوم»، و«سليمان الحلبى». إنها جائزة للذاكرة الحية.

سيد حجاب، فى قصائده المنسوجة بكلمات من حرير، يعبر عن آلامنا، وأشواقنا، وآفاق الأمل أمامنا، لذا فإن جائزة الدولة التقديرية له، تعتبر، توقيرا لأحاسيسنا جميعا.. وما جائزة فنانتنا الكبيرة، محسنة توفيق، الممثلة المرهفة، إلا تأكيدا أن مصر، لا تنسى أبناءها، أصحاب المواقف الوطنية.. أما جائزة داود عبدالسيد، صاحب القامة العالية، التى تنهض على ثمانية أفلام راسخة، فإنها تؤكد قيم الدأب والمثابرة والجدية وعدم التنازل. داود، ابن القاهرة، المحمل بأخلاقيات الفلاح المصرى، تعلم منه الصبر والعمل.

إذا كانت نهاد صليحة، الأستاذة، ذات الثقافة الرفيعة، الشاملة، المتفهمة لأصول الأدب والمسرح، تستحق جائزتها عن جدارة، فإن جائزتى التفوق للمخرج المسرحى الموهوب، المتفانى فى عمله عصام السيد، وكاتب السيناريو كرم النجار، صاحب مسلسل «محمد رسول الله»، الذى حقق نجاحا كبيرا حين عرضه منذ أربعة عقود. إنها جائزة لكل من ساهم فى هذا المسلسل: سعد لبيب، المسئول عن التليفزيون حينذاك. أحمد طنطاوى المخرج، توفيق الحكيم، صاحب النص، وطابور من أفضل ممثلينا.. كرم، المصرى، القبطى، صاحب «محمد رسول الله»، مع غيره من الفائزين يثبت أن مصر.. تسترد نفسها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات