«التقويم» علم عراقى المولد - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 11 أكتوبر 2024 2:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«التقويم» علم عراقى المولد

نشر فى : الجمعة 15 فبراير 2019 - 10:55 م | آخر تحديث : الجمعة 15 فبراير 2019 - 10:55 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف»، وجاء فيه:
كُلما نسيتَ العراق أو أجبرك على نسيانه، جاءت الأحداث لتعيده بقوة أكبر كصفعة، أو «كفخة» على الرأس، حسب التعبير العراقى. فاحتفال الصين، الأسبوع الماضى، بعامها الجديد 4717، يصادف العام 2758 فى التقويم البابلى فى العراق القديم، حيث ولد علم التقويم. تفاصيل ذلك فى كتاب «التقويم» الصادر بالإنجليزية، والذى يذكر أن الشهر فى التقويم القمرى، الذى ورثه البابليون عن السومريين، يتكون من 30 يوما، والسنة 360 يوما، وأنهم استقوا ذلك من ضرب رقمى 6 و60، والحاصل 360، وهو الرقم المستخدم حتى اليوم فى تقسيم السماء وكل سطح دائرى. ولا يُعرفُ، حسب كتاب «التقويم» The Calendar لماذا اختار علماء «سومر» هذه الأرقام، التى ما تزال حتى اليوم القاعدة العددية لكل شىء، من تحديد موقع الشخص فى البحر وحتى المسافة بين كوكبنا الأرضى والمجرات. وطور البابليون ميراث الأعداد السومرية فى تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والرقم قابل للقسمة على 6 والمضاعفة دون باق إلى 360 يوما. ويُدهشُ الرقمُ 24 مؤلفَ الكتاب «ديفيد دنكان» ولا يجد تفسيرا له سوى ولع العراقيين القدماء بالأبراج وقراءة الحظ. ويُحتملُ أنهم قسموا كلا من النهار والليل إلى 12 ساعة، ليوافق ذلك علامات دائرة الأبراج، ثم جمعوهما للحصول على عدد ساعات اليوم 24.
ويكشف كتاب «التقويم» عن أن الأرقام، التى تُسمى عربية، المستخدمة اليوم فى جميع أنحاء العالم، هى عربية حقا، وليست هندية، كما يُعتقدُ، ويتابع انطلاقَ ملحمة الوقت من بلاد ما بين النهرين قبل ستة آلاف عام، ودورتها حول الهند واليونان وعودتها من جديد إلى المنطقة العربية فى عصر النهضة الإسلامية. يذكر ذلك فصل فى الكتاب عنوانه «من بيت الحكمة إلى أوروبا الجاهلة»، يعرض تفاصيلَ الثورة التى أحدثها فى علم التقويم علماء الفلك والرياضيات، الخوارزمى والإقليدى والبتانى والبيرونى، وكيف انطلقت الثورة من جديد، عبر سوريا وإسبانيا إلى أوروبا، حيث ساهمت فى تأسيس علوم عصر النهضة الأوروبية.
واليوم يستخدم الصينيون والعرب ومعظم سكان العالم التقويم الميلادى، الذى يؤرخ لميلاد السيد المسيح فى المنطقة العربية. ولعب العلماءُ العرب دورا أساسيا فى إصلاحه. ويستعيد كتاب «التقويم» وثيقة الإصلاح التاريخية للتقويم الميلادى، والتى وضعها بالعربية «أغناطيوس»، وهو عالم سورى بالرياضيات والطب شغل كرسى بطريرك «أنطاكيا»، ثُم ترجمت الوثيقة إلى اللاتينية. ويظهر «أغناطيوس» فى لوحة زيتية تاريخية يشرح تفاصيل وثيقة الإصلاح لرئيس الكنيسة الكاثوليكة آنذاك البابا «غريغورى» الذى يحمل اسمَه التقويمُ الميلادى الحالى، وساهم فى التوقيع على وثيقة الإصلاح ثمانية علماء فلك ورياضيات وجغرافيا ورسامون، وشخص من «مالطا» اسمه «ليوناردو أبيل» يتقن العربية بما يكفى للمصادقة على توقيع «أغناطيوس!».
ويحتاج قياس الوقت إلى ظاهرة طبيعية تتكرر بانتظام، وأول معيار استخدمه البشر لقياس الوقت تعاقب الليل والنهار وتوالى الفصول. ويستخدم علم التقويم الحديث دورة الذرات فى قياس الوقت. فالذرات التى تتكون منها كل المواد فى الطبيعة تنبض بانتظام دقيق خلال امتصاصها وإطلاقها للطاقة. و«الدعوة إلى تقويم جديد يبدأ مع نهاية العصر الجليدى» عنوان تقرير كتبته عام 1999 عن «الساعة الذرية» التى تعتمد نبض معدن «السيزيوم» النادر. ولم يتوقف حتى اليوم السباق العالمى فى تطوير ساعات ذرية تُستخدمُ فى شتى الأغراض، من تنظيم ترددات الفضائيات العالمية، وحتى أنظمة الأقمار الاصطناعية للملاحة، مثل «النظام العالمى للمواقع» GPS.وعام جديد سعيد «شاغ هول زاك موك» باللغة السومرية، و«شينيانج كوايلو» بالصينية، ويمكن العثور على كتابتهما الرشيقة بالحروف السومرية والصينية، المتشابهة بشكل فريد، عن طريق «جوجل» الذى يستخدم النظام العالمى لتحديد المواقع.

الاتحاد ــ الإمارات

التعليقات