في مطلب أثار القلق والجدل في العالم، دعت الحكومة الصينية مواطنيها إلى تخزين مواد غذائية استعدادا لحالة طوارئ لم تحددها، وذلك من خلال توجيهات صريحة لوزارة التجارة الصينية، التي دعت العائلات إلى الاحتفاظ بمخزون كافي من الاحتياجات اليومية الأساسية تحسبا لحالة الطوارئ، التي قد تفرض خلال الفترة المقبلة.

ووفقا لصحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، فقد دعت وزارة التجارة مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل الإنتاج الزراعى والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضروات والحفاظ على استقرار الأسعار.

ونشرت وزارة التجارة، مساء أمس الاثنين، إعلانا على موقعها الإلكتروني قائلة: "ندعو العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ"، ولكن لم يحدد الإعلان سبب الدعوة أو ما إذا كانت الصين مهددة بنقص الغذاء.

- لماذا ترفع الصين حالة الطوارئ؟

وزارة التجارة الصينية لم تقدم أي سبب لحالة الطوارئ التي قد يتم فرضها، لكن وفقا لصحيفة "بي بي سي" البريطانية، فمطلب الصين من مواطنيها بتخزين الإمدادات الأساسية جاء وسط عمليات الإغلاق المستمرة في البلاد بسبب فيروس كورونا، ومخاوف بشأن نقص إمدادات الخضروات بعد أن دمرت الأمطار الغزيرة غير المعتادة المحاصيل هذا العام، وأدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

فيما ذكرت وكالة "رويترز" البريطانية نقلا عن مراسليها، أن التوجيه الصادر من وزارة التجارة أثار بعض المخاوف على منصات السوشيال ميديا الصينية من ارتباط حالة الطوارئ بالتوتر المتزايد مع تايوان.

- الصينيين في ذعر والإعلام يهدئ الوضع

مطلب السلطات الصينية أثارت حالة شديدة من الذعر والقلق بين مواطنيها، الذين اندفعوا سريعا إلى الأسواق ومحال البقالة وأسواق المواد الغذائية لتخزين أكبر كميات من المؤن والإمدادات الأساسية وغير الأساسية، فيما راحت وسائل الإعلام الحكومية -في وقت لاحق- تحاول تهدئة المخاوف وحالة الذعر التي انتشرت في البلاد.

وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، كتب أحد المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو": "بمجرد ظهور هذه الأخبار، أصيب جميع كبار السن القاطنين بالقرب مني بالجنون والذعر، وذهبوا لشراء كل ما في السوبر ماركت".

لذلك، حثت صحيفة "إيكونوميك ديلي"، المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني، قراءها على عدم القلق، مؤكدة أن مطالب الحكومة تهدف إلى التأكد من استعداد الأسر إذا تم الإعلان عن إغلاق في منطقتهم.

وقالت صحيفة الشعب اليومية إن مثل هذه الإشعارات ليست "غير عادية"، لكنها جاءت في هذا الوقت بسبب قضايا كثيرة من بينها ارتفاع أسعار الخضار وارتفاع حالات "كوفيد - 19" الأخيرة.

- مخاطر معتادة في البر الصيني

خلال العامين الأخيرين، ارتبط إعلان حالة الطوارئ في أقاليم الصين بانتشار وباء فيروس كورونا، فكان آخرها قبل عدة أشهر حينما أعلنت سلطات إقليم هيلونج جيانج في شمال شرق الصين، حالة الطوارئ للقضاء على عدد من الإصابات بفيروس كورونا.

وكانت الصين تمكنت بشكل كبير من السيطرة على تفشي فيروس كورونا في البلاد، بعد أن ظهر في مدينة ووهان نهاية عام 2019، وأدى لخضوع ملايين الصينيين لتدابير احترازية شملت البقاء في المنازل ومنع السفر وتقييد الحركة.

وعادة ما ترتفع أسعار المواد الغذائية في الصين مع اقتراب فصل الشتاء، لكن أسعار الخضروات ارتفعت في الأسابيع الأخيرة بسبب الطقس القاسي، الذي ضرب البلاد بشكل غير معتاد في الصيف الماضي، وأدى لحدوث فيضانات عطلت الإنتاج الزراعي.

وذكرت الصحف الصينية أن أسعار 28 سلعة غذائية ارتفعت بنسبة 16% عن الشهر السابق، بالاعتماد على بيانات رسمية، في وقت تستعد فيه الصين لموجة برد هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق بما يصل إلى 15 درجة مئوية.