من منا لا يستخدم Chat GPT باختلاف الشريحة العمرية التي ينتمي إليها؟ سواء كنت طالبًا في المدرسة أو الجامعة، أو موظفًا أو صاحب عمل حر، أو حتى شخصًا عاديًا يرغب في التحدث فقط عن نفسه، في جميع الأحوال ستجد Chat GPT مستعدًا لتقديم الدعم والمساندة التي تطلبها وربما أكثر. لذا، ورغم مرور سنتين فقط على ظهوره، فقد بات هو المنصة الأكثر استخدامًا من بين جميع تطبيقات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 800 مليون شخص يستخدمون Chat GPT أسبوعيًا، بالإضافة إلى اشتراك حوالي 10 ملايين شخص على المنصة بشكل دائم.
ولكن ربما يتبادر إلى ذهنك تساؤل حول ما الذي سيحصل عليه Chat GPT في المقابل أمام هذا السيل من الخدمات؟ تمامًا كما تقول الحكمة: "إذا وجدت سلعة بدون ثمن، فغالبًا أنت الثمن". وما لبثت أن تحققت المقولة، حيث كشفت شركة Fast Company عن وجود آلاف محادثات ChatGPT في نتائج بحث جوجل، ولا تمثل سوى عينة من المحادثات "المرئية للملايين"، وبالرغم من أن العينة لم تتضمن معلومات تعريفية عن مستخدمي ChatGPT، إلا أن بعض محادثاتهم تضمنت تفاصيل شخصية للغاية عن علاقاتهم مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
وهنا تبرز الكثير من الأسئلة: ما الإمكانيات التي يقدمها Chat GPT والتي استحق بسببها ثقة مئات الملايين من المستخدمين حول العالم؟ وما هي المعلومات التي لا ينبغي مشاركتها مع التطبيق لأي سبب؟
وفقًا لموقع "Medium"، يوفر Chat GPT العديد من المميزات للمستخدمين ومنها:
1- Search GPT: معلومات محدثة على الدوام
على عكس الإصدارات السابقة، والتي كان تحديثها يتوقف عند تاريخ معين، وعند السؤال عن معلومة تتجاوز هذا التاريخ، فإن المستخدم يحصل على إجابات غير دقيقة بالتبعية.
استطاعت النسخ الحديثة من Chat GPT تجاوز هذا الخطأ عن طريق أداة "Search GPT"، والتي تتيح للمستخدم معلومات محدثة حول الأحداث والأنشطة والفعاليات الحالية والقادمة أيضًا.
2- التكامل مع التطبيقات الأخرى
يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى مجموعة من أدوات GPT المخصصة التي تتصل بسلاسة بمنصات شائعة مثل Whimsical لإنشاء المخططات البيانية وCanva لأعمال التصميم.
يتيح هذا التكامل إنشاء مخططات انسيابية احترافية وخرائط ذهنية ومحتوى مرئي بشكل فوري مباشرةً من واجهة ChatGPT.
3- إجراء محادثات صوتية
تضفي هذه الميزة شعورًا بالحميمية من المستخدم تجاه التطبيق، حيث يشعر بأنه يخاطب شخصًا يتفاعل معه بنبرة الصوت، وفقًا لمضمون الحديث وليس جهازًا إلكترونيًا أصمًّا.
4- صيغ إخراج متنوعة للمعلومات
يتفوق Chat GPT بهذه الميزة عن غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فهو يتيح للمستخدم إخراج المعلومات بالشكل الذي يرغب فيه، سواءً كان جداول أو خرائط ذهنية أو تصميمات جذابة ملونة، كل ما على المستخدم فعله أن يخبر التطبيق بالتصميم أو الشكل الذي يريده.
5- توليد الصور وتحليلها
يتيح Chat GPT توليد الصور من خلال وصف المستخدم بالكتابة أو الصوت لطبيعة الصورة التي يريد للتطبيق إنشائها، كما يمكنه إنشاء الصور المعقدة باستخدام المشاهد التوضيحية المبسطة، بالإضافة إلى قدرته على تحليل الصورة وتقديم رؤى متعمقة حول محتواها، وهو ما يجعله أداة قيمة لصنّاع المحتوى المرئي.
6- معالجة المستندات المختلفة
أحد أبرز وأهم المميزات لـChat GPT، والتي تمثل ميزة هائلة لطلاب المدارس والجامعات، حيث يمكنهم باستخدامها رفع المستندات والملفات بأي صيغة: Pdf، Word، Excel وغيرها، واستخراج المعلومات الأساسية، أو تلخيص المحتوى، وحتى إجراء حسابات معقدة على بيانات جداول البيانات، مما يُبسط إدارة المستندات ومهام التحليل.
7- الدعم الفني المتقدم
يمكن للمبرمجين ومطوري البرامج استخدام ChatGPT في البرمجة، حيث يمكنه تحليل التعليمات البرمجية، واقتراح التحسينات، وتصحيح الأخطاء، وحتى إنشاء وظائف أو تطبيقات كاملة، إذ يفهم الذكاء الاصطناعي لغات برمجة متعددة، ويمكنه توفير حلول مدروسة للتحديات التقنية المعقدة.
8- تبسيط المعلومات المعقدة
من أبرز ميزات ChatGPT قدرته على تحليل المفاهيم المعقدة إلى شروحات سهلة الفهم، مثل فيزياء الكم أو الرياضيات المتقدمة، حيث يمكن للمستخدمين طلب شروحات بمستويات فهم مختلفة، من الأساسي إلى المتقدم، سيُكيّف الذكاء الاصطناعي لغته وأمثلته لتتناسب مع مستوى الفهم المطلوب، مما يجعله أداة قيّمة للتعلم والتدريس.
9- العصف الذهني الإبداعي
يُعد ChatGPT شريكًا استثنائيًا للعصف الذهني، حيث يُولّد أفكارًا متنوعة في مختلف المجالات، وسواءً كنت بحاجة إلى عناوين محتوى، أو أسماء أعمال، أو شعارات تسويقية، أو حلول إبداعية لمشاكل معقدة، يُمكن لـ Chat GPT تقديم اقتراحات عديدة مع الحفاظ على الأصالة والأهمية. تُفيد هذه الميزة بشكل خاص الكتّاب والصحفيين، منشئي المحتوى، ورواد الأعمال، والمهنيين الذين يبحثون عن حلول إبداعية أو زوايا مختلفة لأطروحاتهم.
10- مساعد التخطيط الاستراتيجي
يمكن لـ Chat GPT مساعدة المستخدمين على وضع خطط استراتيجية مُفصلة بأهداف ومواعيد نهائية واضحة، كما يُمكنه تقسيم المشاريع المُعقدة إلى مراحل يُمكن إدارتها، واقتراح جداول زمنية واقعية، وتقديم خطوات عملية للإنجاز، مما يجعله أداة فعالة في تخطيط الأعمال، وإدارة المشاريع، وتحديد الأهداف الشخصية.
11- تحسين الكتابة
يستطيع Chat GPT تحويل النص البسيط إلى محتوى احترافي مُتقن، مما يساعد على تحسين أسلوب الكتابة، وجعلها أكثر وضوحًا ودقة، وسواءً كنتَ بحاجة إلى كتابة أكاديمية أو منشورات مدونة غير رسمية، يُمكنه مساعدتك في تحسين محتواك والارتقاء بجودته.
12- مُساعد الباحث الأكاديمي
يُمثّل ChatGPT مُساعدًا بحثيًا قيّمًا، لقدرته على تحليل المعلومات وتوليفها من مصادر مُختلفة. يُمكنه المُساعدة في تحديد المفاهيم الرئيسية، واقتراح المصادر ذات الصلة، وتقديم مُلخصات مُنظّمة للمواضيع المُعقدة. وتُفيد هذه الميزة بشكل خاص الطلاب والباحثين والمهنيين الذين يسعون إلى استكشاف نقاط البحث في رسائلهم الأكاديمية.
يوجد العديد من الإمكانيات الأخرى لـChat GPT، فهو شريك للشخص في رحلة التطور المستمرة، حيث إن إدراكه لاختلاف السياق وتذكر المحادثات السابقة، وحفظ ملف خاص بكل موضوع في أرشيفه والرجوع له عند الحاجة، بالإضافة إلى أنه متاح في جميع الأوقات، كل هذه المميزات مجتمعة تجعل من غير المستغرب أن يصبح Chat GPT التطبيق المفضل لمئات الملايين من سكان العالم.
كيف نستخدم Chat GPT بأمان؟
لا يمكننا التوقف عن استخدام Chat GPT أمام هذا الكم من المميزات والفوائد، والتي تساعدنا في كافة جوانب الحياة، ولكن انتهاك خصوصية بعض المستخدمين ونشر محادثاتهم عبر جوجل هو أمر مثير للقلق، ويتطلب التوقف لنسأل: كيف نحقق التوازن بين استخدام التطبيق والتمتع بمميزاته والحفاظ على خصوصيتنا في آن معًا؟ ووفقًا لموقع "Agile Blue"، توجد 5 معلومات رئيسية يجب عدم مشاركتها مع Chat GPT أو أي تطبيق محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي تحت أي ظرف، وهي:
1- المعلومات الشخصية القابلة للتحديد
تبدأ من التفاصيل الأساسية كالاسم الكامل وتاريخ الميلاد، وصولًا إلى معلومات أكثر حساسية كأرقام الضمان الاجتماعي، والعناوين، وأرقام الهواتف، وعناوين البريد الإلكتروني. لا تخزن منصات الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات عمدًا، إلا أنها قد تتعرض للاختراق، مما يترتب عليه سرقة بيانات المستخدم، والاحتيال المالي، وحتى التلاعب المحتمل بالسجلات الشخصية.
2- المعلومات المالية والمصرفية
تشمل أرقام بطاقات الائتمان، وكروت الدفع، وأرقام بطاقات الخصم المباشر، وأرقام الحسابات المصرفية. وتعرض منصات الذكاء الاصطناعي للاختراق يؤدي إلى سرقة البيانات المالية والمصرفية للشخص، وبالتالي إجراء معاملات مالية ربما تكون غير قانونية باستخدام بطاقاته، بالإضافة إلى سرقة الحسابات المصرفية، وهو ما يعرض المستخدم لعواقب مالية وقانونية بالغة الخطورة.
3- كلمات المرور وبيانات تسجيل الدخول
تُشكّل مشاركة كلمات المرور وبيانات التسجيل مع ChatGPT أو أي نظام ذكاء اصطناعي آخر خطرًا كبيرًا، حيث يمكن سرقتها واختراق الأجهزة الشخصية الخاصة بنا وسرقة البيانات الشخصية منها والتلاعب بها، والذي قد يصل إلى التهديد والابتزاز.
4- المعلومات الخاصة والسرية
قد يؤدي الكشف عن الأسرار الشخصية أو التفاصيل الدقيقة أو معلومات العمل السرية لأنظمة الذكاء الاصطناعي إلى كشف غير مقصود عن هذه البيانات، مما يُعرّض خصوصيتنا وسمعتنا للخطر. وعلى المستوى المهني، قد يؤدي الكشف عن معلومات العمل الحساسة إلى حدوث أزمة ثقة بين الشخص ومؤسسته، بالإضافة إلى المشاكل القانونية، والإضرار بالميزة التنافسية للمؤسسة.
5- الملكية الفكرية أو الملكية الخاصة
تعني الملكية الفكرية المعلومات الخاصة، والأفكار الحاصلة على براءات اختراع، والمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، والأسرار التجارية، والأفكار والمنتجات الإبداعية والابتكارية للأفراد والمؤسسات.
تُشكل مشاركة هذه الملكية الفكرية مع ChatGPT مخاطر كبيرة، بما في ذلك السرقة المحتملة أو الاستخدام غير المصرح به، ما يؤدي إلى نزاعات قانونية، وفقدان الميزة التنافسية، بالإضافة إلى عقوبات مالية.