اغتصاب فتاة مارينا.. كيف أدانت المحكمة القاضي وصديقيه وعاقبتهم بالسجن المشدد؟ - بوابة الشروق
الأحد 1 يونيو 2025 3:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

اغتصاب فتاة مارينا.. كيف أدانت المحكمة القاضي وصديقيه وعاقبتهم بالسجن المشدد؟

مصطفى المنشاوي
نشر في: الخميس 9 سبتمبر 2021 - 5:22 م | آخر تحديث: الخميس 9 سبتمبر 2021 - 5:22 م
انطلقت محكمة جنايات القاهرة في محاكمة القاضي وصديقيه المتهمين باستدراج فتاة وخطفها عن طريق التحايل واغتصابها بقرية مارينا بالساحل الشمالي، من واقع تحقيقات شاملة أجرتها النيابة العامة في القضية تضمنت ما رواية المجني عليها وتحريات وأقوال شهود وتقرير طبيب شرعي وادلة جنائية ومعاينة مكان الواقعة.

لتجد المحكمة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي أدلة دامغة استقرت في وجدانها بعد سماع الأقوال والمرافعات، لتعاقب المتهمين "مبروك. ف" و"مصطفى. ع" و"كمال. ج" بالسجن المشدد 15 سنة عما أسند إليهم في الواقعة التي تعود إلى يومي 8 و9 ديسمبر 2020 بدائرة قسم العلمين.

أثارت القضية الجدل منذ بداية الكشف عنها مطلع العام الحالي، حتى قررت المحكمة في جلستها الأولى فى 2 فيراير الماضى حظر النشر فى القضية، وتأجيلها لفض الأحراز واستدعاء الشهود، وهى الجلسة التى شهدت مطالبة النيابة العامة توقيع أقصى عقوبة على القاضى وصديقيه بعد تلاوتها أمر الإحالة، فيما واجهت المحكمة المتهمين بما نسب إليهم من اتهامات فى أمر الإحالة، فأنكروها جميعًا.

وشهدت الفتاة المجني عليها "آلاء" 26 عاما، أنها تعرفت على المتهم الأول منذ عام عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي وطلبت منه المساعدة في الحصول على فرصة عمل؛ فعرض عليها العمل معه بمجال الاستثمار العقاري؛ فوافقته وتقاضت منه مبالغ مالية نظير ذلك، وبتاريخ الواقعة أوهمها بانعقاد مؤتمر خاص بعملها، طالبا منها مرافقته وباقي المتهمين مدعين حجز إقامة منفردة لها.

وتابعت الفتاة بأنها توجهت مع المتهمين على هذا الأساس عقب استدرجهم لها من مدينة الإسكندرية إلى إحدى الواحدات المصيفية بمنطقة الساحل الشمالي وزعمهم بتعذر الإقامة بإحدى الفنادق والاضطرار للمبيت بالوحدة آنفة البيان فانخدعت بتلك الحيلة واضطرت للبقاء معهم عقب طمأنة المتهم الأول لشقيقها هاتفيا، وأنها ستكون بمأمن برفقته.

فوجئت الفتاة بدلوف المتهمين الأول والثاني إلى حجرتها وجلوسهما بجورها وتحسسهما جسدها، فنهرتهما، إلا أن المتهم الأول أسقطها أرضا وشل حركتها بينما جثم المتهم الثاني فوقها، فقاومتهما، حتى خارت قواها وفقدت وعيها فجردوها من ملابسها وتناوبوا جميعا مواقعتها كرها عنها محدثين ما بها من اصابات.

واستطردت الفتاة بأنه عند اسيقاظها وجدت نفسها عارية الجسد عدا ملابسها الداخلية التي لم تستر مواطن عفتها، وأبصرت على السرير الذي كانت تستلقى عليها بقعة دموية حال استقلاء المتهم الأول نائما عليه عاريا الجسد، ففرت مسرعة من الفيلا مرتدية تشيرت أبيض اللون، عثرت عليه آنذاك، وخرجت للاستغاثة بأي من السكان المجاورين حتى تقابلت مع الشاهدة الثانية والتي قدمت لها بنطالا لتستر به جسدها، وطلبت لها سيارة إسعاف أقلتها للمستشفى.

عززت أقوال المجني عليها ما روته شاهدة الإثبات "سوسن. ك" 60 عاما ربة منزل، من أنها فوجئت بطرق الفتاة باب مسكنها بصورة هيستيرية حال ارتدائها لتيشرت أبيض يستر جسادها من أعلى وعارية من أسفل، ويظهر بيديها وقدميها آثار دماء فنزلت إليها وقدمت لها بنطالا ارتدته وسألتها عن سبب حالتها فأبلغتها بحضورها إلى منطقة العلمين برفقة شخص تعمل لديه سكرتيرة؛ لشراء قطعة أرض وكان يرافقهما شخصان يعملان بتجارة الأراضي وقيام الأول بالتعدي عليها جنسيا كرها عنها وطلبت آنذاك الاختباء بالفيلا خاصتها والذي حضرت سيارته قيادة الشاهد الرابع ونقلت المجني عليها إلى مستشفى العلمين لتلقي العلاج اللازم.

شاهد الإثبات "عبدالباسط. م" 47 عاما فرد أمن، قال إنه حال قيامه بمهام عمله فوجئ بورود اتصال إليه من الشاهد الثانية مفاده وجود فتاة تم اغتصابها من قبل ثلاثة اشخاص فانتقل على الفور للفيلا، وتقابل مع المجني عليعا حيث أبصرها جالسه باكية بمدخل العقار، وتلاحظ وجود آثار للدماء أسفل موطن عفتها.

وقال "محمد. إ" 37 عاما مساعد أخصائي خدمات إسعافية، إنه تلقى بلاغا من غرفة العمليات صباح يوم الواقعةـ يفيد بتواجد مصابة بنزيف بقرية مارينا، فتوجه على الفور إلى محل البلاغ وتقابل مع المجني عليها التي شاهده آثار دماء على كلتا يديها، ليقوم بإسعافها ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ويروي "محمد. أ" 33 عاما سمسار وحدات مصيفية بمارينا، أنه بتاريخ الواقعة تلقى اتصالا هاتفيا من زميل له طالبا إيجاد وحدة مصيفية لأحد عملائه يدعى "المستشار"، يرافقة بعض أفراد أسرته لمدة يومين، وبناء على ذلك تقابل مع المتهمين أمام بوابة مارينا وسملهم الفيلا محل الواقعة عقب دفع المتهم الثالث لقيمة إيجارها.

وأضاف أنه حال توجهه لعمله بمارينا في غضون الساعة الثامنة صباحا اليوم التالي؛ أبصر المتهم الثالث حال انطلاقه مسرعا بسيارته بصورة ملفته للنظر وبرفقته المتهمين الأول والثاني، وبمحاولته استيقافه لم يستجب له فتوجه صوب الفيلا محل الواقعة حيث أبصر عددا من أفراد الأمن وتنامي إلى مسامعه آنذالك حدوث بعثرة بمحتوياتها ووجود مناديل ورقية بها آثار دماء وزجاجات كحول.

وتابع بأنه اتصل بزميله الذي هاتف المتهم الثالث لاستيضاح حقيقة الأمر منه فأنكر المذكور حدوث تلك الواقعة طالبا منه حذف المكالمات التي دارت بينهما وإنكار أي لقاء أو معاملات سابقة بينهما، كما طلب منه التوجه إلى مستشفى العلمين لمعرفة الحالة الصحية للمجني عليها، وعما إذا كان تحرر لها تقرير طبي من عدمه، وفي الحالة الأولى الأطلاع عليه وإبلاغه بمحتواه، فرفض وعاد رفقة زميله لتغير الكالون الخاص بالفيلا محل الواقعة.

كشف شاهد الإثبات "جمال. ع"، 52 عاما طبيب شرعي بالإسكندرية، أنه تبين من الكشف الطبي على المجني عليها، إصابتها بالثدي الأيسر وعلى غرار العقر الآدمي، وإصابتها بسحاجات ظفري ينشأ عن الضغط مع الجر بالظفر على سطح الجلد بالفخد والركبة والساق واليسرى وهي إصابات معاصرة لتاريخ الواقعة، مؤكدا أن الإصابات تشير مواضعها بالثدي والطرف السفلي الأيسر لتعرضها لعنف جنسي جنائي وأن غشاء بكارتها من النوع اللحمي الحلقي السميك شوهد به تمزق مدمم الحواف واصل حتى قاعدة المهبل الخلفية وحوله تكدم، مما يشير إلى مواقعتها جنسيا.

يستكمل الطبيب الشرعي بأن المتهم الأول "القاضي" خلال الكشف عليه، أكد له بمواقعته جنسيا وتحرير عقد زواج عرفي بتاريخ لاحق للواقعة مثبتا به تاريخ قديم وهو 13 نوفمبر الماضي، فضلا عن إعطائه 2 مليون جنيه للمجني عليها، وتوقعيه لها على إيصالات أمانة بمبلغ 5 ملايين جنيع، للعدول عن أوقالها بالتحقيقات ونفي الاتهام عنه، وأنه كان ينعي حظه آنذاك بأنه متزوج ولديه أطفال وأن مستقبله قد ضاع وتم فضح عائلته.

وأفاد تقرير الإدارة العامة للمعامل الطبية الشرعية بطنطا العثور على دم بملاءة السرير والوجه العلوي للمرتبة، والعثور على كوفرتة قماش بها آثار حيوانات منوية اشتملت على البصحة الوراثية للمتهم الثالث، بالإضافة إلى ملابس ومناديل ورقية عليها دماء المجني عليها، كما تم العثور على أعقاب سجائر بها بصمات المتهمين.

وكشف تقرير الأدالة الجنائية بمطروح، أنطباق الأثر المرفوع من السطح الداخلي لباب حجرة النوم بالطابق العلوي للفيلا محل الواقعة ببصمة المجني عليها، وانطباق الأثرين المرفوعين من على السطح الداخلي لضلفة باب الريسبشن بالطابق الأرضي المؤدي للحديثة البحرية، ومن السطح الداخلي لباب حجرة النوم بالطابق العلوي خاصة بالمتهم الثاني.

وكشفت المعاينة التصويرية للفيلا أنها جاءت مطابقة لوصف المجني عليها واتساقا لروايتها مع ما أسفرت عنه المعاينة، إذ أرشدت عن الغرفة محل الواقعة الكائنة بالطابق العلوي والتي مكثت بها حتى فقدت الوعي، كما كشفت كاميرات التسجيل المراقبة ظهور المجني عليها رفقة المتهمين الثلاثة بالمطعم أاثناء عبورهم لبوابتي قرية مارينا، وهو ما أقره المتهمين بصحة الواقعة وما حوته التحقيقات.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك