تحل اليوم الاثنين، الموافق 10 نوفمبر، ذكرى ميلاد الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي، أحد أبرز رموز الأدب والفكر في مصر والعالم العربي، والذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1921، ورحل عن عالمنا في 24 نوفمبر 1987، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا مميزًا.
- نشأته وبداياته
وُلد الشرقاوي في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية شمال القاهرة، حيث تشكل وعيه الأول وسط بيئة ريفية ستظل حاضرة في معظم أعماله الأدبية.
وبدأ تعليمه في كتاب القرية، ثم التحق بالمدارس الحكومية، إلى أن تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1943.
كما بدأ حياته المهنية بالمحاماة، لكنه سرعان ما هجرها بدافع شغفه بالأدب، فاختار طريق الكتابة والصحافة، وعمل في مجلة الطليعة، ثم مجلة الفجر، وبعد ثورة 23 يوليو التحق بصحيفتي الشعب والجمهورية، قبل أن يتولى رئاسة تحرير روز اليوسف، ثم يعمل بعد ذلك في جريدة الأهرام.
فيما شغل عدة مناصب ثقافية مهمة، منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي، وعضو أمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب.
-أعماله وإبداعه
تأثر عبدالرحمن الشرقاوي بعمق بالحياة الريفية المصرية، فكانت القرية مصدر إلهامه الدائم، وهو ما انعكس بوضوح في روايته الأولى "الأرض"، التي تعد أول تجسيد واقعي عميق في الأدب العربي الحديث.
وتحولت الرواية إلى فيلم سينمائي شهير من إخراج يوسف شاهين، سيناريو وحوار حسن فؤاد، وبطولة محمود المليجي، عزت العلايلي، نجوى إبراهيم وآخرين، ويُعد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث يحتل المركز الثاني في قائمة أفضل مئة فيلم مصري.
وتوالت بعد ذلك أعماله الروائية، ومنها: "قلوب خالية"، "الشوارع الخلفية"، و"الفلاح"، وجميعها تناولت هموم الإنسان البسيط وسعت لتصوير واقعه بصدق وعمق.
وفي المسرح، قدم الشرقاوي أعمالًا خالدة مثل: "الحسين ثائر" و"الحسين شهيد"، وهما جزآن يجسدان ثورة الإمام الحسين ورفضه بيعة يزيد بن معاوية للخلافة، وخروجه إلى العراق، وخيانة أهلها له، ثم مشهد استشهاده الصعب.
كما كتب "مأساة جميلة" التي تتحدث عن نضال المرأة الجزائرية خلال ثورة التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، مع التركيز على مسيرة المناضلة جميلة بوحيرد، إلى جانب مسرحيات: "الفتى مهران"، "النسر الأحمر"، و"عرابي زعيم الفلاحين"، وهي مسرحية شعرية تناولت الثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابي.
وفي مجال الكتابة الإسلامية، أثرى الشرقاوي المكتبة العربية بكتب رصينة مثل: "محمد رسول الحرية"، و"علي إمام المتقين" في جزئين، و"الفاروق عمر"، كما شارك في كتابة سيناريو الفيلم العالمي الشهير "الرسالة"، بجانب توفيق الحكيم وعبدالحميد جودة السحار، ليصبح من أهم المفكرين والكتاب الإسلاميين.
- الجوائز والتكريم
نال الشرقاوي جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974، وقلده الرئيس أنور السادات وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى تقديرًا لعطائه الأدبي والفكري.
-رحيله
رحل عبد الرحمن الشرقاوي في 24 نوفمبر 1987 في لبنان، بعد مسيرة ثرية جعلته أحد الأصوات الأصيلة في الأدب العربي الحديث، وكاتبًا حمل هم الإنسان والحرية والعدالة في كل ما كتب.